حرب للنفط اندلعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والسعودية، وسط اتهامات أمريكية للرياض بتعمد زيادة أسعار الوقود للانتقام من بايدن والديمقراطيين عامة، واتجاه بايدن للاستعانة بجزء من احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي.
فبينما يواجه الأمريكيون عطلة عيد الشكر بأعلى أسعار للطاقة منذ سبع سنوات، تتزايد الدعوات لإدارة بايدن للقيام بأي شيء للعمل على خفض أسعار النفط.
ورفضت السعودية، طلباً من الرئيس الأمريكي بزيادة إنتاج النفط، وتحالفت مع روسيا عدوة واشنطن اللدودة، وغريمة الرياض السابقة في مجال النفط.
فلقد اتفقت أوبك وحلفاؤها بقيادة السعودية وروسيا مؤخراً على التمسك بخطط زيادة إنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يومياً من ديسمبر/كانون الأول. وجاء قرار مجموعة أوبك+ وحلفائها رغم دعوات من الولايات المتحدة لمزيد من الإمدادات لكبح ارتفاع الأسعار.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن المنتجين قلقون من التحرك بسرعة كبيرة خوفاً من حدوث انتكاسات جديدة في المعركة الدائرة ضد الجائحة ووتيرة التعافي الاقتصادي.
وأضاف أن مخزونات النفط ستشهد ارتفاعاً "هائلاً" في نهاية 2021 وأوائل 2022 بسبب تباطؤ الاستهلاك.
وتطالب إدارة بايدن الدول المنتجة للنفط بزيادة المعروض الشهري بنحو 600-800 ألف برميل في اليوم، أو الالتزام بمعدل الزيادة الحالي البالغ 400 ألف برميل يومياً، مع السماح للأعضاء الآخرين بضخ المزيد للتعويض.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن قيود الإنتاج التي تفرضها "أوبك" وراء ارتفاع أسعار الوقود في السوق الأمريكية، مشيراً إلى وجود مفاوضات مكثفة حول هذه المسألة.
وقالت مصادر إن السعودية وروسيا أصبحتا أكثر إيماناً بأن زيادة الأسعار لن تؤدي إلى زيادة سريعة في إنتاج القطاع الصخري في الولايات المتحدة المنافس لنفطهما، وهو ما يشجع البلدين على تحدي أمريكا.
ويعتقد بعض مساعدي بايدن أن التضخم الذي يحدث جراء أزمة توريدات وارتفاع أسعار الطاقة، يؤثر على شعبية الرئيس بشكل كبير، إذ يعتمد الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وفوق الأسعار التي يدفعها المستهلكون مباشرة لشراء وقود السيارات وللطاقة في المنزل، فإن تكاليف الغذاء والسلع المصنعة معرضة بشدة لتقلبات أسعار الطاقة.
الأمير محمد يعاقب بايدن والديمقراطيين
وتتحدث مصادر إعلامية أمريكية عن أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستخدم النفط للانتقام من الديمقراطيين بشكل عام والرئيس جو بايدن على وجه التحديد؛ بسبب موقف الحزب السلبي تجاه المملكة، وذلك من خلال دفع أسعار الطاقة إلى الارتفاع وتأجيج التضخم العالمي، حسبما ورد في تقرير لموقع the Intercept الأمريكي.
يقول التقرير بدا أن بايدن نفسه ألمح إلى هذا في حديث مع CNN الشهر الماضي، حيث أرجع أسعار الغاز المرتفعة إلى "مبادرة سياسة خارجية معينة"، مضيفاً: "هناك الكثير من الناس في الشرق الأوسط الذين يرغبون في التحدث إلي أنا. ولست متأكداً من أنني سأتحدث معهم".
كان بايدن يشير إلى رفضه لقاء ولي العهد السعودي والاعتراف به كحاكم فعلي للبلاد بسبب الاتهامات الأمريكية له بأنه وراء قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في قنصلية السعودية بإسطنبول.
وجاء موقف بايدن بعدما تعهد خلال جدل مع الرئيس السابق دونالد ترامب بجعل محمد بن سلمان، "منبوذاً" وكان ذلك يمثل خروجاً صارخاً عن علاقات ترامب الدافئة مع المملكة وولي عهدها.
وأدلى بايدن بتصريحات مماثلة في قمة مجموعة العشرين في أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إن روسيا والسعودية ودول أخرى تحجب قدرتها على إنتاج المزيد من النفط مؤكداً أن "لها تأثيراً عميقاً على قدرة أسر الطبقة العاملة على العودة إلى العمل".
وأشار التقرير إلى أن الأمير محمد بن سلمان، كان غاضباً من مواقف بايدن سواء المتعلقة بشخصه أو من الحرب في اليمن؛ حيث أمر بايدن في واحد من أول قراراته بإنهاء الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية في اليمن ورغم تطبيق هذا الحظر على دعم "العمليات الهجومية" فقط، إلا أنه أثار غضب الرياض.
يقول الموقع الأمريكي إن علي الشهابي، وهو مواطن سعودي يُعتبر صوتاً لمحمد بن سلمان أكد ذلك في أكتوبر/تشرين الأول، عندما غرد قائلاً: "لدى بايدن رقم هاتف الشخص الذي سيتعين عليه الاتصال به إذا كان يريد أي خدمات".
وكتب الشهابي في تصريح لـ The Intercept، أن السعودية بذلت الكثير من العمل في جعل تجمع "أوبك +" متماسكاً وعملت على مدار الخمسة عشر شهراً الماضية منذ الأزمة التي أسقطت العقود الآجلة للنفط إلى ما دون الصفر، لذا لن تخالف الرياض أو روسيا الإجماع بشأن هذا. كما تستاء المملكة من إلقاء اللوم عليها بسبب ما هو في الأساس مشكلة هيكلية ليست مسؤولة عنها تحدث في الولايات المتحدة والتي أعاقت إنتاجها الذاتي للطاقة.
وأضاف ساخراً: "أخيراً، سمعت أن سعر الديك الرومي في عيد الشكر قد تضاعف في الولايات المتحدة، فلماذا لا تتضخم أسعار النفط أيضاً؟".
السعودية استجابت لطلبات ترامب بشأن النفط
في المقابل، فإن السعودية سبق أن استجابت للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مطالب عدة متعلقة بالنفط، وهو ما اعتبره الموقع الأمريكي دليلاً على انحياز السعودية لترامب أو خضوعها لضغوطه.
ففي يونيو/حزيران 2018، مع اقتراب منتصف المدة، طلب ترامب من المملكة العربية السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خفض أسعار الطاقة من خلال زيادة الإنتاج، وامتثلت المملكة. انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عام 2020 وسط جائحة فيروس كورونا.
وفي أبريل/نيسان 2020، أنذر ترامب السعودية بأن عليها خفض قطع إمدادات النفط أو خسارة الدعم العسكري الأمريكي، حسبما نقلت وكالة Reuters عن مصادر متطابقة.
في ذلك الوقت أدت حرب تخفيض الإنتاج بين روسيا والسعودية إلى انهيار أسعار النفط مما أضر بمنتجي النفط الأمريكيين ولا سيما النفط الصخري.
وفي مكالمة هاتفية في 2 أبريل/نيسان، أخبر ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنه ما لم تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في خفض إنتاج النفط، فسيكون عاجزاً عن منع المشرعين من إصدار تشريعات لسحب القوات الأمريكية من المملكة، حسبما ذكرت أربعة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز.
بايدن يحاول التهدئة مع السعودية
وسط تزايد الإحباط العام من ارتفاع تكاليف الوقود، قام الرئيس جو بايدن بخليط من التملق لمنتجي النفط وتهديدهم على أمل زيادة الإمدادات.
ويبدو أن إدارة بايدن قررت التهدئة قليلاً مع السعودية، حيث مضت إدارة بايدن قدماً في بيع أسلحة كبيرة إلى المملكة العربية السعودية، بسبب حربها في اليمن وهي الصفقة التي تعرضت لانتقادات شديدة من النائبة إلهان عمر.
يقول الموقع الأمريكي: يسلط بيع الأسلحة الضوء على معضلة بايدن السعودية، لأن محمد بن سلمان لا يريد الأسلحة فقط- إنه يريد الشكر، دون كلمة معارضة من أي ديمقراطي.
هل يعمل الأمير محمد على إسقاط بايدن وإعادة ترامب؟
قالت تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي، إن الخطوة التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى تعزيز الجمهوريين، الذين يعتبرهم ولي العهد حليفاً أكثر موثوقية. "وهي جزء من استراتيجية سعودية أوسع لتقوية الحزب الجمهوري؛ حيث يعتقد محمد بن سلمان أن أي رئيس جمهوري جديد سيعيد الاستثمار في فكرة الهيمنة على الشرق الأوسط عسكرياً، مما يجعل العلاقة مع المملكة العربية السعودية مهمة مرة أخرى".
كما دفعت التحالفات السياسية الإقليمية العديد من القادة الرئيسيين في الشرق الأوسط إلى تفضيل الجمهوريين خاصة في أعقاب توقيع الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الاتفاق النووي الإيراني في مواجهة معارضة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، مما وثق التحالف بين الدول الثلاث.
وقالت بارسي إن محمد بن سلمان يريد العودة إلى الأيام التي كانت فيها الرياض محصنة تماماً من أي انتقاد وكانت تحظى بدعم الولايات المتحدة دون طرح أي أسئلة.
وأضافت بارسي: "بينما من الواضح أن بايدن لم يتخلى تماماً عن هذه السياسات المحابية للرياض، على الرغم من خطابه، فإن الديمقراطيين التقدميين يضيفون مزيداً من الاحتكاك في العلاقة بين الإدارة الديمقراطية والسعودية.
فبالنسبة لمحمد بن سلمان على وجه التحديد، وكذلك حزب الليكود الإسرائيلي اليميني والقادة في أبوظبي، فإن الجمهوريين في البيت الأبيض والكونغرس أمر أفضل كثيراً. وقد أظهرت جميع هذه الدول الثلاث بالفعل ميلاً كبيراً للتدخل في السياسة الأمريكية".
ومع انتظار ترامب للانتخابات الرئاسية القادمة، وتراجع شعبية بايدن جراء ارتفاع أسعار النفط، يبدو أن الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبحا أكبر الناخبين في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس الأمريكي.
ما هو احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي الذي لجأ إليه بايدن؟
في مواجهة الرفض السعودي الروسي لزيادة الإنتاج، قرر بايدن اللجوء إلى احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي.
وبدأ العمل على بناء هذا الاحتياطي عام 1975 بعد الحظر النفطي العربي خلال حرب أكتوبر/تشرين الثاني 1973، وهو يوضع في آبار ملحية، وعمدت الدول الصناعية الأخرى كذلك إلى تشكيل مخزون نفطي استراتيجي مماثل.
وأعلن بايدن إطلاق جزء من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كجزء من الجهود المستمرة لخفض الأسعار ومعالجة نقص الإمدادات حول العالم.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، كان احتياطي النفط الاستراتيجي للولايات المتحدة يقدر بـ604.5 مليون برميل "أي أكثر قليلاً من إنتاج السعودية لمدة شهرين"، وهو موزع على أربعة مواقع، وطاقته الاستيعابية القصوى تصل إلى 727 مليون برميل، وفقاً لوزارة الطاقة الأمريكية.
وقال بيان للبيت الأبيض صدر في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إن الرئيس أعلن أن وزارة الطاقة الأمريكية ستطلق 50 مليون برميل من النفط من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لخفض الأسعار للأمريكيين ومعالجة عدم التوافق بين الطلب الذي يتعافى من الوباء والعرض غير الكافي.
وأوضح البيان أن بايدن يعمل مع البلدان في جميع أنحاء العالم لمعالجة نقص الإمدادات، حيث سيتوازى مع الإنتاج الأمريكي إنتاج من المخزونات المماثلة لدى الدول الرئيسية الأخرى المستهلكة للطاقة بما في ذلك الصين والهند واليابان وكوريا والمملكة المتحدة.
وقال "نشهد بالفعل تأثير هذا العمل على أسعار النفط. على مدى الأسابيع العديدة الماضية مع نشر تقارير عن هذا العمل، انخفضت أسعار النفط بنسبة 10% تقريباً".
وقالت وزارة الطاقة الأمريكية إنه بموجب الإجراء الذي أعلن الثلاثاء، ستوفر الولايات المتحدة على الفور 32 مليون برميل من النفط مخزنة في كهوف ملحية على طول ساحل خليج المكسيك، وسيتم توزيع 18 مليون برميل أخرى في 17 ديسمبر/كانون الأول.
هل تنخفض أسعار النفط بعد هذه الخطوة؟
دخول النفط المطلق من المخزون الاستراتيجي الأمريكي إلى السوق يستغرق 13 يوماً، وفقاً لوزارة الطاقة الأمريكية.
وقال الخبراء إن الأمريكيين سيشهدون انخفاضاً سريعاً في الأسعار على الفور تقريبًا. لكن التأثير الأكبر لن يحدث لمدة أسبوعين تقريباً، عندما تنخفض أسعار محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد.
وقال جون كيلدوف الشريك في مؤسسة أجين كابيتال النفطية الأمريكية بعد الإعلان: "هذه خطوة جيدة التوقيت لمحاولة خفض أسعار النفط". "هذا العرض الإضافي يجب أن يساعد في سد النقص في الإنتاج قبل فصل الشتاء، خاصة إذا حصلنا على تأكيد لإمدادات ذات مغزى، أيضاً، من العديد من المخزونات الاستراتيجية بالدول الآسيوية المستهلكة الرئيسية"، حسبما نقل عنه موقع CNBC الأمريكي.
ولكن يحذر العديد من خبراء صناعة النفط من مغبة استخدام الاحتياطي كحل لمشكلات السوق بدلاً من كونه دعامة عند تعطل العرض.
قال بوب مكنالي، رئيس شركة استشارات الطاقة Rapidan Energy Group ومستشار الطاقة الدولي السابق في إدارة جورج دبليو بوش: "بيع احتياطي النفط سواء لتسديد فواتير الحكومة أو لخفض أسعار النفط، "خطأ"، لافتاً إلى أن هذا أكبر إصدار من احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي على الإطلاق وتم تنفيذه بدون حالة طارئة ولكن فقط من أجل "إرسال رسالة إلى السعوديين"، ورفع الحرج عن بايدن قبل عيد الشكر.
وسخرت شركة الضغط Bracewell من هذه الخطوة باعتبارها "Tanks Giving" أي "صهاريج عيد الشكر"، وذلك في مذكرة تحليلية، ووصفت الإصدار بأنه عملية سياسية حزبية، لأن إدارة بايدن تريد أن تنال الثناء لانخفاض أسعار النفط بينما اتجاه السوق في الأصل يتحرك صوب التراجع.
كما سارع الجمهوريون إلى انتقاد قرار الرئيس جو بايدن بفتح صنابير احتياطيات النفط في البلاد، واتهموه بإساءة استخدام مخزون الأمن القومي لهدف سياسي يتمثل في خفض أسعار البنزين قبل عيد الشكر مباشرة.
وأدان أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون وصناعة النفط هذه الخطوة، ووصفوها بأنها استخدام سياسي لمخزون النفط الخام الذي يفترض استخدامه في أوقات الأعاصير والحروب، حسبما ورد في تقرير لموقع Politico الأمريكي.
وقالت صناعة النفط الأوسع نطاقاً إن بايدن لديه السلطة لعملية البيع، لكنها حذرت من أن التأثير على الأسعار سيكون قصير الأجل.
وقال فرانك ماتشيارولا ، النائب الأول لرئيس السياسة في معهد النفط الأمريكي، في بيان: "نعتقد أن أي تأثير ناتج عن إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي من المرجح أن يكون قصير الأجل ما لم يقترن بإجراءات سياسية تشجع إنتاج موارد الطاقة الأمريكية"، وهو الأمر الذي يرفضه الكثير من الديمقراطيين في إطار محاولة تعزيز الالتزامات البيئية للولايات المتحدة.
ومع ذلك يرى روجر ديوان، نائب رئيس شركة أبحاث الطاقة IHS Markit، إن اتفاق أمريكا مع عدد من الدول المستهلكة للنفط على إطلاق جزء من مخزوناتهم قد أدى إلى كسر زخم السعر التصاعدي للنفط، وبالتالي حقق هدفه.
ويمكن القول إن استخدام احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي سلاح ذو حدين، فلقد يؤدي إلى تراجع لا بأس به لأسعار النفط، ولكنه في الوقت ذاته فإن تراجع حجم هذا المخزون هو رسالة سلبية للأسواق، يمكن أن تؤدي لعودة الارتفاع خاصة إذا تواصل نقص العرض وزيادة الطلب على النفط، كما أنه في حال حدوث أزمة أو كارثة خاصة فيما يتعلق بمنشآت إنتاج النفط في الولايات المتحدة، المعرضة تقليدياً للأعاصير وغيرها من الكوارث فإن ذلك قد يضاعف التأثير السلبي لنقص المخزون.