ما دواء “ميرك” البريطاني المضاد لكورونا؟ 5 نقاط تشرح لك قصة أول علاج لكوفيد عن طريق الفم

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/05 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/16 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
"من المحتمل أن يكون دواء ميرك فاعلاً بنفس القدر مع التحورات الجديدة لفيروس كورونا"، تعبيرية/ رويترز

في علامة فارقة جديدة بمعركة العالم ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)، أقرت هيئة الدواء في بريطانيا كأول دولة في العالم تفعل ذلك، أول علاج مضاد لكوفيد-19 على شكل أقراص يتم تناولها عبر الفم. وفيما يلي كل ما نعرفه عن الدواء الجديد للعلاج من كورونا.

1- ما هو الدواء البريطاني الجديد المضاد لكورونا؟

يعتبر دواء "مولنوبيرافير-Molnupiravir"، الذي تصنعه شركة ميرك Merck، وهي شركة أدوية كبيرة، إلى جانب شركة تكنولوجيا حيوية مقرها فلوريدا تسمى Ridgeback Biotherapeutics، أول دواء متاح مضاد للفيروسات عن طريق الفم لعلاج كوفيد-19.

وحول تسميته، تقول مجلة Economist البريطانية إن الاسم مشتق من مطرقة "ثور-Thor" الأسطورية الإسكندنافية، التي تُعرف باسم "ميولنير-Mjölnir"، وهي أداة لتدمير الأعداء وحماية الأصدقاء. ويبدو أن مطرقة قدمت ثور إلهاماً مناسباً لاسم دواء جديد قوي لمحاربة كوفيد-19: "مولنوبيرافير"، حيث تمت الموافقة على هذا الدواء الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 من قبل هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا- وهي الأولى في العالم التي تفعل ذلك. 

أقراص من دواء ميرك الذي أقرته بريطانيا لعلاج كورونا/ رويترز

وازداد الحديث عن العلاج الجديد في الشهر الماضي، وذلك عندما وجدت النتائج الأولية للتجارب أن المرضى الذين لديهم عامل خطر للإصابة بفيروس كوفيد-19 كانوا أقل عرضة بنسبة 50٪ للدخول إلى المستشفى أو الوفاة إذا تم تناول المضاد الحيوي "مولنوبيرافير" عن طريق الفم في الأيام الخمسة الأولى بعد الأعراض. 

وتوصلت التجارب السريرية الأولى على عقار مولنوبيرافير على 775 مريضاً من الذين أصيبوا بكوفيد-19، إلى 7.3% ممن تناولوا العقار أدخلوا المستشفى لتلقي العلاج، مقابل 14.1% من المرضى الذي أعطوا دواء وهمياً.

ولم يمت أي ممن تناولوا عقار مولنوبيرافيرا، لكن ثمانية مرضى ممن تناولوا الدواء الوهمي توفوا لاحقاً بكوفيد. ونُشرت البيانات في بيان صحفي، وتشير نتائج التجربة إلى أن مولنوبيرافير يجب أن يؤخذ في وقت مبكر بعد ظهور الأعراض حتى يكون له تأثير.

2- هل هناك دول أخرى أقرت عقار "ميرك" غير بريطانيا؟

إلى جانب بريطانيا التي طلبت توريد 480 ألف جرعة من العقار بنهاية العام الجاري، تعمل دول أخرى أيضاً بسرعة للموافقة على الدواء الجديد، الأمر الذي أثار اهتماماً شديداً في الغرب. 

وانتعشت مبيعات العقار البريطاني بعد هذه النتائج بالفعل، كما يقول موقع شبكة BBC البريطانية؛ إذ إن أمريكا وأستراليا وبريطانيا والفلبين وإندونيسيا واليابان ونيوزيلندا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، باتت أبرز الدول التي أبرمت صفقات مع المملكة المتحدة أو هي بصدد القيام بذلك لشراء الدواء الجديد.

وبحسب وكالة reuters البريطانية، تعتبر ميرك الشركة الأولى التي تبلغ عن نتائج التجارب على أقراص لعلاج كوفيد، لكن هناك شركات أخرى تعمل على علاجات مماثلة. وبدأت مؤخراً منافستها الأمريكية فايزر في إجراء تجارب في مراحلها الأخيرة على قرصين مختلفين من مضادات الفيروسات، بينما تعمل شركة روش السويسرية على دواء مشابه.

3- ما أبرز الحالات المرشحة لاستخدام الدواء المضاد لكوفيد-19؟

بحسب BBC، من المرجح أن يكون الطلب على العقار البريطاني الجديد مرتفعاً جداً، حيث سيتم استخدام الدواء لعلاج المرضى الذين لم يتم تطعيمهم، وسيُعطى المرضى الذين شُخصوا حديثاً بكوفيد-19 والأكثر عرضة للخطر أقراص مولنوبيرافير- molnupiravir – مرتين يومياً.

وفي التجارب السريرية، فإن هذا الدواء، الذي أُنتج خصيصاً لعلاج الأنفلونزا، قلل مخاطر العلاج بالمستشفى أو الوفاة إلى النصف. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد إن هذا العلاج "سيغير قواعد اللعبة" بالنسبة لأصحاب المناعة الضعيفة والأكثر ضعفاً.

وفي بيان له قال جاويد: "اليوم هو يوم تاريخي لبلادنا، حيث أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في العالم توافق على مضاد للفيروسات يمكن أن يتم تناوله في المنزل لعلاج كوفيد".

4- ما آلية عمل الدواء الجديد؟

تقول شركة الأدوية "ميرك" إن العقار الجديد صُمم لإدخال أخطاء في الشفرة الجينية لفيروس كورونا، ما يمنعه من الانتشار في الجسم؛ إذ إنه يعمل عن طريق استهداف إنزيم يستخدمه الفيروس لعمل نسخ منه.

وقالت ميرك إن العقار بهذه الخصائص من المفترض أن يكون فاعلاً بنفس القدر مع التحورات الجديدة لفيروس كورونا وهو يتطور في المستقبل.

شركة ميرك للأدوية/ رويترز

من جانبها، قالت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، إن العقار أُقر استخدامه للأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد الخفيفة إلى المتوسطة، والذين لديهم عامل خطورة واحد على الأقل، مثل البدانة أو التقدم في العمر أو السكري أو أمراض القلب، حتى لا تتطور حالتهم إلى مرض خطير.

ووصفت جون راين، الرئيس التنفيذي للهيئة، العلاج بـ"علاج آخر يضاف إلى ترسانة علاج كوفيد-19″. وتابعت قائلة: "إنه أول مضاد فيروسي معتمد في العالم لهذا المرض ويمكن تناوله عن طريق الفم بدلاً من إعطائه عن طريق الوريد. هذا مهم، لأنه يعني أنه يمكن إعطاؤه خارج المستشفى قبل أن يتطور كوفيد إلى مرحلة خطيرة".

5- كم تكلفة عقار "ميرك" البريطاني؟

من المتوقع أن يكون العقار ميسور التكلفة على مستوى العالم؛ إذ قد تدفع الدول الغنية 700 دولار أمريكي للكورس الواحد من العقار، لكن الدول ذات الدخل المنخفض ستدفع شيئاً أقرب إلى 20 دولاراً، وربما أقل مع مرور الوقت، كما تقول مجلة "إيكونوميست".

وبالنظر إلى الصعوبات التي واجهتها البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في الحصول على اللقاحات هذا العام، فمن المنطقي التساؤل عما إذا كانت الدول الغنية ستخزن إمدادات هذا الدواء الجديد، أو حتى تمنع تصديره من البلدان التي توجد فيها. لكن يبدو أن ذلك غير مرجح. فمنذ صيف العام الماضي كانت Merck تبحث عن طرق لجعل الدواء متاحاً على نطاق واسع، كان هذا ما وعدت به.

وزادت شركة ميرك من إنتاجها ورخّصت الدواء ليصنعه آخرون. وتتوقع أن تنتج 10 ملايين كورس علاج بحلول نهاية عام 2021 وتأمل في أن تكون قادرة على مضاعفة طاقتها التصنيعية العام المقبل. في الوقت نفسه، وقعت خمس شركات هندية لتصنيع الأدوية منخفضة التكلفة، بما في ذلك Cipla و Dr Reddy's و Sun Pharmaceuticals بالفعل صفقات لصنع نسخ عامة من عقار مولنوبيرافير البريطاني. وتقول شركة ميرك إنها تخصص أيضاً ثلاثة ملايين كورس دوائي من إمداداتها الخاصة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، للتأكد من عدم احتكار الدول الغنية على جميع الإمدادات المبكرة.

تحميل المزيد