في سبتمبر/أيلول 2020، تابع العالم خطاباً لرئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كانت الكلمة المسجلة التي أرسلها نتنياهو تحمل اتهاماً خطيراً لحزب الله اللبناني.
تحدَّث نتنياهو عن مستودع أسلحة سري تابع لمنظمة "حزب الله" بالقرب من مطار بيروت الدولي.
كانت الكلمة بعد أسابيع قليلة على انفجار مرفأ بيروت، في أغسطس/آب 2020. استغل نتنياهو الحادث وأشار إلى موقع الانفجار على خريطة معروضة بجانب المنصة.
قال: وقع الانفجار هنا، هذا هو مرفأ بيروت.
وتابع: الآن انظروا، ها هو المكان الذي يمكن أن يحدث فيه الانفجار القادم.
هذا هو حي جناح في بيروت.
إنه بجوار المطار الدولي مباشرة.
وهنا يحتفظ حزب الله بمستودع أسلحة سري.
انشغل العالم قليلاً بتصريحات وأدلّة نتنياهو، وظهرت العناوين الحمراء على الشاشات: عاجل، الكشف عن مخزن أسلحة لحزب الله.
بعد ساعة ونصف الساعة فقط على بدء الكلمة أطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاب تلفزيوني معد مسبقاً، للإعلان عن تنظيم جولة لوسائل الإعلام في الليلة نفسها "لإثبات أكاذيب نتنياهو".
وبعد 3 ساعات من الاتهام الإسرائيلي، كان عشرات الصحفيين من وسائل إعلامية محلية وعربية يدخلون إلى حي جناح بدعوة من الحزب.
زاروا أحد المصانع مع مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، الذي قال لضيوفه مبتسماً: كل الاتهامات التي يسوقها العدو كاذبة، وهذه المنشأة ليست ملكاً لحزب الله.
وتابع عفيف مشيراً إلى أنّه "لو كان للحزب مخازن للصواريخ لما دعا لجولة للإعلاميين".
هذه الأحداث تُلخّص علاقة حزب الله بالعالم.
يقولون ما يشاؤون عن مقاتلي الحزب وتسليحه.
ويردّ الحزب بهدوء: غير صحيح.
وعندما قرر أمينه العام حسن نصرالله أن يكشف لخصومه في الوطن عدد مقاتليه، قال أولاً: اكتب عندك: مئة ألف مقاتل، (يكرّرها) مئة ألف مقاتل!