الفاشية الهندية تطارد المسلمين.. كيف تدفع أكبر أقلية إسلامية ثمن طموح مودي

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/15 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/15 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش

في 23 فبراير/شباط 2020 شهدت مدينة نيودلهي مذبحة لم يتحدث عنها العالم كثيراً.

يومها جابت حشود القوميين الهندوس شوارع المدينة، وأضرموا النيران في المساجد.

وأحرقوا منازل المسلمين ومتاجرهم وشركاتهم ونهبوها.

ثم قتلوا أو أحرقوا بعض المسلمين أحياء.

سقط 37 شخصاً جميعهم تقريباً من المسلمين قتلى، وتعرض كثيرون آخرون للضرب حتى شارفوا على الهلاك.

جموع الهندوس جردوا طفلاً لم يتجاوز عمره العامين من ملابسه ليتأكدوا مما إذا كان مختوناً أم لا، وتظاهرت بعض المسلمات بأنهن هندوسيات.

خلال الأحداث تركت الشرطة الهندية المسلمين دون حماية تُذكر.

ورئيس الوزراء مودي لم ينبس ببنت شفة لعدة أيام قبل أن يطلق نداءً "غامضاً" دعا فيه إلى الحفاظ على "السلام والتآخي". 

وفي نهاية صيف 2021 كادت هذه الأحداث تتكرر في ولاية آسام، بالعنف نفسه، ولأسباب أخرى.

وفي الجريمتين كان نشطاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في طليعة الهجوم على المسلمين، كالعادة منذ تولي الحزب مقاليد الحكم في 2014.

للمسلمين في الهند حكاية عابرة للقرون، وحافلة بلحظات المجد والأزمات، لكن الأوضاع تقترب من الانفجار، بعد القرارات المتتالية لرئيس وزراء الهند المتشدد، ناريندرا مودي، صاحب التاريخ غير الناصع تجاه المسلمين.

عن تاريخ المسلمين في الهند منذ فتحها، إلى تضييق الخناق على مسلميها الآن وأسباب ذلك، وعن أكبر قضيتين في ملف الاضطهاد، في ولايتي كشمير وآسام، يدور هذا التقرير. 

سلطنة الهند الإسلامية

الممالك الإسلامية تحكم معظم أراضي شبه القارة الهندية لثمانية قرون حتى بداية العصر الاستعماري 

يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة في الهند بعد الهندوسية، إذ تضم الهند نحو 200 مليون مسلم، مما يجعلها أكبر دولة تضم سكاناً مسلمين إذا استثنينا الدول ذات الأغلبية المسلمة.

رغم ذلك، يتعرض مسلمو الهند للاضطهاد وغالباً ما يكونون ضحايا لأعمال العنف الطائفية.

لكن الأمر لم يكن كذلك دائماً فقد استطاع المسلمون قبل الاحتلال البريطاني للهند تأسيس مملكة قوية دام حكمها قرابة 8 قرون وامتدت في أوجها لتشمل معظم أراضي شبه القارة الهندية، وحكمها رجال جمعوا ما بين الحزم والحكمة واستطاعوا التعامل بذكاء مع التنوع الديني والطائفي والعرقي في بلد شديد التنوع مثل الهند.

دعونا نتفق أولاً على أن حدود الهند اليوم مختلفة عما كانت عليه مع بداية انتشار الإسلام، وأن المسلمين قد استطاعوا بشكل تدريجي بسط سيطرتهم على مساحات شاسعة من شبه القارة الهندية التي تتألف من (الهند وباكستان وبنغلاديش وبوتان ونيبال).

تحميل المزيد