سؤال يحيِّر البنتاغون.. أيهما يتفوق المقاتلة الإف 15 بصواريخها الهائلة أم الإف 35 بقدراتها الشبحية؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/08/17 الساعة 20:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/17 الساعة 20:06 بتوقيت غرينتش
الطائرة الأمريكية الشبحية الشهيرة إف 35/رويترز

أيهما أقوى المقاتلة الخفية الإف 35 أم المقاتلة العريقة الإف 15؟ بات هذا السؤال محور جدل بين المهتمين بالشؤون العسكرية الأمريكية بعد قرار البنتاغون شراء نسخ مطورة من الطائرة الشهيرة الإف 15 التي يعود تاريخ تصنيعها إلى نحو نصف قرن.

إذ أصبحت الطائرة بوينغ "إف-15 إي إكس" بين أحدث مشتريات القوات الجوية الأمريكية، التي تمضي قدماً في خطط شراء ما يصل إلى 144 وحدة حتى منتصف العقد القادم. 

لكن كيف تُقارَن "إف-15 إي إكس" التي تنتمي للجيل الرابع بالطائرة الشبحية "إف-35" التي تعد مقاتلة المستقبل الرئيسية في القوات الجوية الأمريكية من  الجيل الخامس؟

مشكلات الإف 35

وحتى قبل الإعلان عن صفقة شراء الإف 15، كانت القوات الجوية الأمريكية تفكر في إيجاد بدائل لـF 35، التي تمثل أكبر وأغلى برنامج عسكري في التاريخ، حيث سيكلف ذلك دافعي الضرائب الأمريكيين تريليون دولار عبر سنوات عمره المتوقعة.

ومن بين أسباب ذلك التكلفة الكبيرة لصيانة الإف-35، ومحدودية مداها وحمولتها وخاصة خلال الحالة الشبحية.

فحمولة مقاتلة F-35 الصغيرة نسبياً من الأسلحة أثناء وجودها في وضع التخفي هي واحدة من أكبر شكاوى المُشغِّلين.

الإف 35 أم الإف 15
انتقادات لصغر حمولة الإف 35 من الصواريخ/رويترز

فاليابانيون وهم من أهم زبائن الطائرة إف 35 قد وجهوا انتقادات إلى صغر حمولة الطائرة من الصواريخ.

ولكن تقريراً لموقع مجلة The National Interest الأمريكية قلل من قيمة هذا النقد الموجه إلى الإف 35. 

وقارن التقرير بين النسخ الجديدة التي طلبها البنتاغون من الإف 15 وبين الإف 35 في ظل جدل دائر في الولايات المتحدة حول أيهما أكثر مناسبة للمرحلة القادمة من حروب أمريكا.

لماذا تحتوي F-35 على عدد قليل من الصواريخ؟

تتسبب الأسلحة الخارجية في زيادة كبيرة للبصمة الرادارية للطائرة. 

وينبغي على المقاتلة الراغبة في تفادي الرادارات أن تحمل أسلحتها داخلها كي تبقى خفية. لكنَّ ذلك قد يفرض قيوداً على حمولة الطائرة؛ بما يمكن أن يضعها في موقف غير مواتٍ في معركة ضارية يكون لكل صاروخ فيها أهميته.

وبسبب ذلك قرر سلاح الجو الأمريكي شراء طائرات بديلة.

وقد أثَّرت حمولة الصواريخ الأكبر في المقاتلات ذات التصميم التقليدي على قرار سلاح الجو الأمريكي البدء بشراء مقاتلات مُحسَّنة من طراز F-15EX من تصنيع شركة بوينغ بالتوازي مع المشتريات المستمرة من مقاتلات F-35. 

وكان من المُفتَرَض أن يحصل سلاح الجو الأمريكي في عام 2020 على أول 8 مقاتلات من أصل 144 مقاتلة من طراز إف 15 أي إيكس. 

عيوب ومميزات"إف-15 إي إكس" 

طائرات "إف-15 إي إكس" المقاتلة هي عبارة عن تطوير متقدم لمقاتلة "إف-15 إيغل"، يوفر راداراً مُحسّناً وإلكترونيات طيران جديدة وشاشة عرض مُعدّلة في قمرة القيادة، في هذه الطائرة المشهورة أصلاً بحمولتها وسرعتها الكبيرة، إضافة إلى مدى طويل نسبياً، وهي نقاط تتفوق فيها كلها على الإف 35 الأحدث منها.

لكن على الرغم من هذه التحديثات البارزة، لا يمكن لطائرة "إف-15 إي إكس" الإفلات تماماً من جذورها التي تعود للجيل الرابع؛ حسب مجلة The National Interest.

إذ تعتمد المقاتلة على هيكل طائرة عمره 45 عاماً، مع كل عيوب الأداء التي ينطوي عليها. ويمكن للمصممين تحديث بعض الميزات الموجودة على متن الطائرة، لكنهم لا يستطيعون تغيير حقيقة أنَّ بناءها، وطلاءها، وشكلها، وضبط التسليح ليس شبحياً؛ مما يجعلها مثلما وصفها الباحث في مركز The Heritage Research جون فينابل: "منارة الصواريخ الموجهة" لأنظمة الدفاع الجوي الروسية والصينية من الجيل التالي.

وكشفت تقارير في مارس/آذار أنَّ البنتاغون قرر التنازل عن اختبار البقاء على قيد الحياة لطائرة "إف-15 إي إكس". 

الإف-35-أم-الإف-15
النسخ الجديدة من الإف 15/رويترز

وأرجعت الإدارة الأمريكية سبب ذلك لتوفير التكلفة والوقت، لكن القرار لن يفعل الكثير لتهدئة المخاوف المتزايدة للمنتقدين الذين يجادلون بأنَّ هذه الطائرة تفتقر إلى القدرة على الاستمرارية للتغلب على تشكيلات الدفاعات الصاروخية والجوية الروسية، أو شبكة الصين المتطورة ذات أنظمة حظر الوصول في المحيط الهادئ. 

وستتفاقم هذه الثغرة الأمنية الهائلة مع دخول المزيد من طائرات "إف-15 إي إكس" إلى الخدمة على مدار العقود المقبلة؛ مما سيعرضها للتهديد من أنظمة الصواريخ المتطورة مثل منظومة صواريخ "إس-500 تريمفاتور إم" الروسية المنتظرة، حسب المجلة الأمريكية.

وبفضل أحدث التطورات في تقنيات الكشف والتتبع والاستهداف، يمكن لهذه الأسلحة الجديدة الحد من قدرة مقاتلات الجيل الرابع مثل "إف-15 إي إكس" على العمل بفاعلية في المجال الجوي المُتنازَع عليه. 

وعلى النقيض من ذلك، تعد "إف-35 لايتنينغ الثانية" من بين المقاتلات الأكثر شبحية في فئتها. مع ما تتسم به من تقنية التخفي "المقطع العرضي للرادار"، الذي يمكن مقارنته مع كرة الجولف المعدنية، ومجموعة التدابير الإلكترونية المضادة الرائدة في فئتها، يمكن اعتبار "إف-35" واحدة من عدد قليل من المقاتلات في المخزون الحالي للقوات الجوية الأمريكية التي لها القدرة على البقاء على رأس الحربة في مهام الاختراق العميقة في المجال الجوي للعدو.

لماذا تبدو كثرة صواريخ الإف 15 أمراً غير مهم؟

لكن ماذا عن التسلُّح؟ صحيح أنَّ "إف-15 إي إكس" يمكن أن تحمل كمية مذهلة من 22 صاروخ جو-جو على متنها، لكن سعة الحمولة الكبيرة تفقد أهميتها إذا لم يتمكن المقاتل من الصمود لفترة كافية للاستفادة منها، وهذا أمر قد تكون الإف 15 معرضة له جراء افتقادها الشبحية. 

علاوة على ذلك، يبدو أنه من المستبعد أن تجد "إف-15 إي إكس" نفسها في وضع يُمكِّنها من تحقيق هدف ذي مغزى في ساحة المعركة من خلال تفريغ كل هذه الصواريخ في طلعة واحدة. 

على الجانب الآخر، يمكن للطائرة "إف-35" حمل ما يصل إلى 16 صاروخ جو-جو من خلال الاستفادة الكاملة من نقاطها الصلبة الخارجية فيما يسمى أحياناً تشكيلة "وضع الوحش" للمقاتلة، التي ستكون أكثر من كافٍية لإنجاز أية مهمة في العالم الحقيقي تقريباً. 

هكذا تضاعف الإف 35 من قدرات الطائرات الأخرى الصديقة لها 

على عكس "إف-15 إي إكس"، توفر "إف-35" أيضاً تنوعاً تشغيلياً لضبط التسليح الداخلي "في اليوم الأول من الحرب"، مما يجعلها تتخلى عن بعض سعة حمولتها في مقابل تعظيم أداء التخفي. وبالإضافة إلى الأداء الديناميكي الهوائي الشرس، تقدم "إف-35" بُعداً آخر كاملاً للقيمة التكتيكية من خلال اندماج المستشعر – أي قدرتها على العمل مُضاعِفاً للقوة باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على متنها لتوليد صورة ديناميكية لساحة المعركة يمكن تزويد الوحدات الصديقة القريبة بها. 

بيد أنَّ "إف-15 إي إكس" لا تقدم شيئاً من مثل هذه القدرات.

ويرى تقرير مجلة The National Interest أن المقارنة بين هاتين الطائرتين لا تترك مجالاً للغموض بشأن الخيار الأفضل لمواجهة التهديدات المتزايدة التعقيد التي يفرضها منافسو أمريكا من القوى العظمى

وعلى الرغم من أنها مقاتلة قوية بمعايير الجيل الرابع، لكنَّ "إف-15 إي إكس" ببساطة لا تستطيع مواكبة تصميم الجيل التالي وإلكترونيات الطيران والقدرات الهجومية لطائرة "إف-35".

تحميل المزيد