يشهد الصراع في إقليم تيغراي تطورات خطيرة مع استمرار تقدم جبهة تحرير تيغراي خارج الإقليم، دون ظهور مؤشرات على الحل، بل العكس رفضت إثيوبيا كل دعوات الحل، ووجهت اتهامات للسودان الذي دعا إلى تحقيق السلام بالإقليم.
ويُذكر أن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، كان أرسل الجيش الفيدرالي إلى تيغراي في نوفمبر/شباط 2020؛ لاعتقال ونزع أسلحة قادة "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي شكلت لسنوات، الحزبَ الحاكم في هذه المنطقة شمال البلاد، وتحدَّت الحكومة المركزية، ووعد أحمد حينها بعملية عسكرية خاطفة، لكن المعارك استمرت وتعرضت القوات الفيدرالية وحلفاؤها لهزيمة أدت إلى طردها من تيغراي، وسط تقارير حقوقية عن فظاعات ارتكبت في الإقليم.
ودخل الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي شهره التاسع واتسعت رقعة القتال، حيث تقدمت قوات جبهة تحرير تيغراي لتسيطر على مناطق جديدة على حدود الإقليم وأخرى من الأقاليم المجاورة التي ساندت قوات آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، في حربه ضد تيغراي.
وتوغلت قوات تيغراي في أراضي إقليم عفار، مهدِّدة بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وميناء جيبوتي الذي يعد المنفذَ البحري الرئيسي لإثيوبيا، الدولة الحبيسة التي لا تمتلك موانئ وكل جيرانها يعانون من الاضطرابات أو العزلة باسثناء جيبوتي.
كما دخلت قوات تيغراي مناطق جديدة في إقليم أمهرة، السبت الماضي، وسيطرت على عدة مناطق، بينها موقع للتراث العالمي مدرج على قوائم اليونيسكو، في رفض صريح لدعوات السلطات الإثيوبية إلى الانسحاب من الأقاليم المجاورة.
ودفع التقدم الذي تحققه قوات تيغراي، إلى إعلان "التعبئة العامة" في إثيوبيا، وهددت أديس أبابا بنشر قدراتها الدفاعية بالكامل لمواجهة التقدم الذي يحققه من تصفهم بـ"المتمردين" في الأقاليم المجاورة، خصوصاً أمهرة.
وأعلنت سيما تيرونة، رئيسة جهاز السلام والأمن في أمهرة، لهيئة الإعلام التابعة لحكومة أمهرة، السبت 7 أغسطس/آب، أن قوات الإقليم ستشن هجوماً على قوات تيغراي التي دخلت الإقليم، وسيطرت على بلدة تضم موقعاً للتراث العالمي مدرجاً على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
المدينة المقدسة سقطت دون قتال
وكان المتمردون قد استولوا على بلدة لاليبيلا التاريخية، وهي تشتهر بوجود كنائس محفورة في الصخر تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي موقع مقدس لملايين المسيحيين من طائفة الأرثوذكس.
اللافت أن المدينة المقدسة التي تقع في إقليم أمهرة، ثاني أكبر إقاليم البلاد والخصم التاريخي للتيغراي، ومركز الثقل الرئيسي المؤيد لآبي أحمد، قد سقطت دون قتال، رغم تهديدات المسؤولين الفيدراليين والمحليين.
وقال مسؤولون محليون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن السكان فروا أمام زحف المتمردين.
وحشد جنود وعناصر ميليشياتٍ صفوفَهم في أجزاء من أمهرة؛ لصد تقدّم المتمرّدين، لكنّ عدداً من سكان لاليبيلا قالوا لوكالة فرانس برس، الخميس، إن البلدة سقطت من دون أي قتال.
وفي تطور لافت آخر في الصراع في إقليم تيغراي، أصدرت القوات العسكرية لجبهة تحرير تيغراي بياناً كشفت فيه أنها أسرت العقيد أول ياسين، رئيس عمليات القيادة الشرقية للجيش الإثيوبي، في قبضة جيش تيغراي. كما تقول الجبهة إن لديها أكثر من خمسة آلاف جندي إثيوبي أسير بعد أن أطلقت سراح نحو ألف آخرين.
ماذا يريد التيغراي؟ "لن ننسحب إلا بعد رفع الحصار"
وكانت جبهة تحرير تيغراي هي الحزب الحاكم في البلاد بعد أن أسقطت حكم الرئيس الماركسي منغستو هيلا ماريم، عام 1987، حيث شهدت البلاد في عهدها ازدهاراً لافتاً، ثم تخلت الجبهة عن الحكم عام 2019، بعد مظاهرات في منطقة الأورومو.
ويمثل التيغراي نحو 5% من سكان البلاد، ولكنهم لعبوا دوراً تاريخياً مُهماً في بناء الأمة الحبشية، كما أنهم مقاتلون أشداء، الأمر الذي قد يجعل الصراع في إقليم تيغراي قد يطول.
ورفض متمرّدون من إقليم تيغراي، مؤخراً، دعوات الولايات المتحدة إلى الانسحاب من مناطق مجاورة للإقليم، بعد يوم من سيطرتهم على موقع لاليبيلا المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في منطقة أمهرة.
وقال الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي، غيتاتشيو رضا: "لن نتخذ أي خطوة من هذا القبيل إلا إذا رُفع الحصار"، في إشارة إلى القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.
ويتعرض إقليم تيغراي لخطر المجاعة بعد فشل موسم الزراعة بسبب الحرب، إضافة إلى تعطُّل المساعدات الدولية، كما أن الإقليم مقطوعة عنه الاتصالات.
وكانت الأمم المتحدة قد حذَّرت من أن أكثر من خمسة ملايين شخص في حاجة ماسَّة إلى الغذاء والمساعدات بالمنطقة، بينهم نحو 400 ألف يواجهون خطر المجاعة جراء الصراع في إقليم تيغراي، وانتقدت المنظمة الدولية، في تقرير نُشر مؤخراً، طرفي الصراع في تيغراي؛ لعرقلة تدفق المساعدات إلى سكان الإقليم الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.
كما يريدون الاعتراف بهم كحكومة شرعية
وقال المتمردون في منطقة تيغراي إنه يجب الاعتراف بهم كحكومة شرعية قبل قبول أي وقف لإطلاق النار.
وكان انسحاب القوات الإريترية شرطاً مسبقاً آخر في قائمة طويلة من الشروط.
وكانت السلطات بأديس أبابا قد أعلنت في وقت سابق، وقف إطلاق النار من جانب واحد، بالتزامن مع استعادة المتمردين معظم المنطقة وفرار المسؤولين الحكوميين منها.
وترفض حكومة آبي أحمد في أديس أبابا حتى الآن، التفاوض مع قادة جبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وتصنف الجبهة "منظمة إرهابية"، الأمر الذي يعقد الصراع في إقليم تيغراي.
وفي البداية، وصف متمردو جبهة تحرير تيغراي الشعبية وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الإثيوبية بأنه "مزحة"، وتعهدوا بطرد "أعدائهم" من المنطقة.
وشمل ذلك القوات الإريترية والقوات الموالية للحكومة الإثيوبية من منطقة أمهرة الإثيوبية إلى الجنوب من تيغراي، ويبدو أن هذا تحقَّق لهم إلى حد كبير.
لكن المتمردين قدَّموا الآن قائمة طويلة من الشروط المسبقة للموافقة على وقف إطلاق النار، من ضمنها تحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب المزعومة في الصراع في إقليم تيغراي، وإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء.
وقال بيان وقَّعته "حكومة تيغراي": "إذا ما قُدمت لنا ضمانات موثوقة بأن أمن شعبنا لن يتأثر بجولة ثانية من الاجتياحات، فإننا نقبل وقف إطلاق النار من حيث المبدأ".
يقول تقرير لـ"بي بي سي"، إنه لكي تقبل حكومة أديس أبابا هذا الشرط المسبق للاعتراف بالمتمردين، سيكون عليها الاعتراف فعلياً بأنها خسرت الصراع في إقليم تيغراي وفشلت في الإطاحة بعدوها.
ويضيف التقرير أن هناك دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار؛ من أجل إيصال المساعدات إلى الملايين من ضحايا الحرب، لكن الأمر يتطلب تنازلات كبيرة من جميع الأطراف من أجل تحقيق السلام.
شيطنة التيغراي
أحد العراقيل التي تواجه أي محاولات لحل الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي، هو عملية الشيطنة الخطيرة لجبهة تحرير تيغراي، والتي تمتد لشيطنة شعب التيغراي نفسه، وسط حديث عن جرائم إبادة جماعية تعرضوا لها.
وأظهرت بعض وسائل الإعلام الإثيوبية العداء العرقي تجاه التيغراي مع استخدام لغة مهينة بشكل عشوائي؛ لتشويه سمعة جميع أبناء التيغراي بالأفعال السيئة المزعومة لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وتُستخدم الكلمات اللاإنسانية مثل "ضباع النهار" و"الآخرين غير المألوفين" لإثارة الكراهية.
وهناك تقارير عن عمليات تطهير انتقائية ضد أبناء التيغراي في المؤسسات الحكومية وفرض قيود على سفرهم وأعمالهم وإقامتهم بعد اندلاع الصراع في إقليم تيغراي.
وأثار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الجدل مؤخراً، عندما قال إن عملية إبادة جماعية تُرتكب في إقليم تيغراي الواقع بشمالي إثيوبيا.
وقد اتحد التيغراي في الشتات للقيام بحملة ضد ما يصرون على أنها إبادة جماعية، من خلال الاحتجاجات في العواصم بجميع أنحاء العالم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل لفت الانتباه إلى الصراع في إقليم تيغراي.
آبي أحمد يرفض السلام حتى بعد هزائمه ويتحول لمهاجمة العرض السوداني
رغم هزائم القوات الإثيوبية الكبيرة والسريعة، يرفض آبي أحمد دعوات السلام، التي صدرت من الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الجوار.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحدث مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، الأربعاء الماضي، عن الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي، واتفقا على دفع الأطراف صوب مفاوضات تقود إلى وقف إطلاق النار هناك.
واللافت أن آبي أحمد قابل دعوات السودان إلى السلام بهجوم عنيف على الخرطوم، ورفض هذه الدعوات.
وبررت أديس أبابا رفضها للوساطة السودانية في إقليم تيغراي بحجة عدم الحياد واحتلال أراضٍ إثيوبية، مما أثار أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين.
وردَّت الخرطوم باستدعاء سفيرها في أديس أبابا للتشاور، نافيةً أي دور لها لصالح الجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيغراي.
ويثير هذا التصعيد مع السودان ورفض التسوية مع التيغراي، تساؤلات حول المنطق الذي يقف وراء تصرفات الحكومة الإثيوبية، فالطرف الذي يهاجم الجميع يجب أن يكون مستنداً إلى قوة على الأرض، ولكن هذا لا يبدو متوافراً حالياً لآبي أحمد.
هل يتسبب الصراع في إقليم تيغراي في نهاية الأمة الإثيوبية؟
الأورومو هي أكبر عرقية في إثيوبيا، حيث تمثل ما نسبته 34.9% من السكان، البالغ عددهم نحو 108 ملايين نسمة، يليها الأمهرة بنسبة 27% تقريباً، فيما يعد التيغراي ثالث أكبر عرقية بنسبة 7.3%.
ولكن التيغراي يمتلكون قوة عسكرية كبيرة، كما أن لجوء الحكومة الفيدرالية الإثيوبية لقوات الإقاليم وتوغل التيغراي في الإقاليم المجاورة يهددان بتوسعة الصراع، وهو ما ظهر في المواجهات بين قوات من إقليم عفار والولاية الصومالية التي حدثت مؤخراً.
وعلى وقع هذه التطورات تزايد قلق الدول المجاورة لإثيوبيا.
وحول ذلك ينقل موقع دويتشه فيله الألماني عن مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، موريثي موتيغا، قوله: "كانت إثيوبيا مصدراً للاستقرار بالمنطقة، إذ كانت واحدة من أكبر المساهمين في قوات حفظ السلام بالعالم وفي الصومال. وكلما طال أمد (العنف في تيغراي)، تزايد خطر عدوى انتشار القتال، ليس فقط في الصومال وإنما في كينيا وجيبوتي. ويراقب السودان أيضاً الوضع بقلق بالغ".
ولا يوجد في الأفق حالياً نهاية لهذه الحرب، وسط تزايد المخاوف من أنها قد تنذر بنهاية الأمة الإثيوبية. وفي هذا السياق، قال يقول موريثي موتيغا: "بالنظر إلى ما سيعنيه تفكيك إثيوبيا، فأعتقد أن الجميع يأمل ويرغب في تجنب هذه النتيجة التي تقلق كثيراً من الإثيوبيين أيضاً. لكن نأمل أن يكون بالإمكان منع حدوثها".
ومما يزيد من خطر تفكك الأمة الإثيوبية أن هذه الأمة بُنيت على هيمنة وسيطرة الشعوب الشمالية السامية، وتحديداً الأمهريون والتيغراي، على بقية مناطق إثيوبيا.
فالأمهريون والتيغراي هم القلب السامي المسيحي الصلب الذي فرض نفوذ الإمبراطورية الحبشية على الشعوب الجنوبية الأفروآسيوية والصومالية والزنجية التي كان يغلب عليها إما الإسلام وإما الديانات الوثنية.
والصراع الحالي هو بالأساس بين هذين الشعبين اللذين كانا وراء تأسيس إثيوبيا.
وباقي شعوب إثيوبيا في الأغلب ترى أنه لا ناقة لها ولا جمل في هذا الصراع، وهي أصلاً لديها شكواها القديمة والمتجددة التي قد تكون مستحقة أكثر من شكوى التيغراي.
فجزء من الأورومو، وهم أكبر إثنية في البلاد، يعتبرون أن بلادهم تعرضت للغزو والضمّ من قِبل الإمبراطورية الحبشية، ولا ينسون سياسة فرض اللغة الأمهرية عليهم، ورغم أن آبي أحمد والده مسلم من الأورومو فإنه يُنظر إليه على أنه أقرب لتمثيل النخب الأمهرية، كما أن أغلب الأورومو من المسلمين عكس الأمهريين الذين تغلب عليهم المسيحية، وهناك خلافات بينهم وبين الأمهريين حول الأراضي وأمور أخرى.
أما الولاية الصومالية، فيُنظر إليها تاريخياً على أنها جزء من الصومال وكانت مقديشيو تريد استعادتها حتى وقت قريب، والعفار امتداد إثني لجيبوتي، وهذان الشعبان أغلبيتهم من المسلمين.
وإقليم بني شنقول بدوره يعاني من تهميش تاريخي ومظالم باعتباره إقليماً كان جزءاً من الثقافة السودانية العربية الإسلامية، كما أن أصول كثير من سكانه إفريقية وعانوا من الاستيطان من قِبل الأمهريين والأورومو الأفتح بشرةً.
اللافت أن تطورات الصراع في تيغراي أظهرت أن آبي أحمد يفتقد القوة العسكرية المركزية لضبط هذه المكونات بالقوة، واستمرار الصراع من شأنه نقل عدوى الاضطرابات إلى بقية أنحاء البلاد.
ماذا سيفعل التيغراي؟
ولا يُعرف ماذا سيفعل التيغراي إذ أصر آبي أحمد على رفضه التفاوض معهم وأبقى الصراع في إقليم تيغراي بدون تسوية.
هل يعلنون الانفصال أم يحاولون إسقاط نظامه مثلما فعلوا مع منغستو هيلا ماريام، خاصةً أن لديهم تجربة في هذا الشأن.
وقد يعمدون أيضاً إلى التحالف مع بعض المكونات الإثيوبية الأخرى، وقد يحاولون طلب العون من مصر والسودان الغاضبتين من سياساته في أزمة سد النهضة، خاصةً أن لديهم حدوداً مع الأخيرة، واتهامات آبي أحمد للخرطوم قد تشجعها على ذلك.
هل تزايدت احتمالات خيار الانفصال؟
اللافت أن آبي أحمد نفسه لمَّح إلى احتمال انفصال التيغراي أو التخلي عن الإقليم من قِبل أديس أبابا، فلقد سبق أن قال إن "الجيش الفيدرالي تعرَّض للهجوم من قِبل المواطنين التيغراي الذين حرَّضتهم جبهة تحرير تيغراي، وإذا تعرضنا للهجوم من قِبل شعب تيغراي الذين جئنا من أجلهم فلا فائدة من البقاء هناك".
وبعد الأنباء عن الفظائع بحق التيغراي، وكذلك الاستعانة بأعدائهم الأريتريين، أفادت تقارير بأن الرغبة لدى سكان إقليم تيغراي في الانفصال عن الدولة الإثيوبية تتزايد، بعد أشهر من النزاع، حيث يبدي أهالي الإقليم رغبتهم في تكوين دولة مستقلة، ويؤكدون أن إثيوبيا لم تعد تعني لهم شيئاً، ومن هذه التقارير ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن شهادات لعدد من أهالي الإقليم، وقولهم إنهم لم يعودوا يعتبرون أنفسهم إثيوبيين.
ويبدو آبي أحمد، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لإبرامه اتفاقاً مع إريتريا، ينتقل من استثارة عدو إلى آخر، كأنه يحث أعداءه على التجمع ضده.