لماذا قررت أميركا خفض قواتها في الشرق الأوسط؟.. واشنطن تطارد الوحوش!

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/17 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/17 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش

كلما تجددت الحرائق في الشرق الأوسط الكبير، التفت العالم نحو واشنطن، وتساءل: ترى ماذا يقول البيت الأبيض؟

لكن معركة "سيف القدس" التي خاضتها حركات المقاومة ضد دولة الاحتلال كشفت عن التغير الهادئ الذي يلف المنطقة، لأول مرة منذ عقود طويلة.

الولايات المتحدة التي قررت تقليص وجودها العسكري هنا بالتدريج، تحاول أن تقلص أيضاً "تورطها" في كل صغائر وكبائر الأمور في صراعات لا تنتهي.

في جولة "سيف القدس" التي احتدمت في أيار/مايو 2021، حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قدر المستطاع، أن تدلي بملاحظاتها دون الاقتراب من اللهب.

وبقدر ما مثّلت هذه الحرب اختباراً للسياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط، بقدر ما أبرزت التصميم الأمريكي على الاعتماد على الشركاء الإقليميين في الوصول إلى تهدئةٍ ووقفٍ لإطلاق النار، وهو ما نجحت مصر فيه.

عدّل بايدن اتجاه بوصلته بعض الشيء تحت ضغط تيار من حزبه وضغط الرأي العام.

لكنّ "الزهد" الأمريكي في النزاع الحالي كشف مجدداً عن جديةِ استراتيجية الانسحاب الأمريكي في الشرق الأوسط.

وعن أن الأولويات الأمريكية تقع في مكان آخر.

جولة الصراع الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أثارت الشكوك مجدداً حول تلك القدرة أو الرغبة حتى في ظل انكفاء أمريكي متزايد، ما يعني مزيداً من علامات التعجب والاستفهام حول مقولة "ملء الفراغ".

وحول مدى استفادة خصوم واشنطن الدوليين والإقليميين من انسحابها وضعف دوافعها في المبادرة.

وبعد أسابيع من معركة سيف القدس، شرعت الولايات المتحدة في خفض قواتها وقدراتها العسكرية في الشرق الأوسط، بعدما عملت على تعزيزها في الفترة ما بين 2019 و2020 على خلفية التوترات مع إيران.

هي لحظة تترقب فيها العواصم الخليجية وكذلك إسرائيل مثل هذا التراجع، وتحاول التكيّف مع استحقاقاته والتحسّب له.

لحظة تتحدث فيها الصحافة الأمريكية عن أن مستقبل الشرق الأوسط يتعلّق بتراجع القوّة الأمريكية.

واقتراب الصين وروسيا ودول إقليمية أخرى مثل تركيا.

وصعود الديناميات الداخلية في المنطقة، الإيجابية والسلبية، التي تملأ الفراغ.

هذا التقرير يستعرض أسباب أمريكا لتغيير سلم الأولويات تجاه الشرق الأوسط، واحتمالات تصاعد الخلاف والمنافسة مع الوافدين الجدد للمنطقة؛ إيران وتركيا وروسيا والصين. والسيناريوهات المحتملة لأزمات المنطقة في ظل الوجود الأمريكي.. أو من دونه.

تحميل المزيد