تطور روسيا سلاحاً جديداً يحول الهواء إلى نيران مشتعلة، وتقول إنه يبيد الأعداء حتى في حصونهم، هذا السلاح هو قاذفة الصواريخ الحرارية TOS-1A Solntsepek التي تدعى الشمس الحارقة.
الهدف هو استخدام أسلحة حارقة – مدمرة جسدياً ونفسياً – لتطهير قوات العدو سواء المدن والمخابئ والأنفاق، حسبما ورد في تقرير The National الأمريكية.
يبدو تسمية هذه الأسلحة الشائعة بـ"قاذفات اللهب" تسمية خاطئة إلى حد ما، فبدلاً من وحدات حقيبة الظهر والفوهة التي حملها جنود المشاة في الحرب العالمية الثانية، ستستخدم روسيا (الشمس الحارقة) لتكون قاذفة صواريخ الحرارية متعددة، مثبتة على هيكل دبابة T-72 القديمة، وتطلق النار صواريخ حرارية بدلاً من اللهب.
تمزج هذه الصواريخ الحرارية بين الوقود والهواء معاً في سحابة، عندما تنفجر، تخلق تأثيرات هائلة من الحرارة والضغط. يقال إن روسيا استخدمت نسخة TOS-1 Buratino الأقدم في سوريا.
كيف تحول قاذفة الصواريخ الحرارية الحرب إلى مجرد نزهة؟
قاذف الصواريخ الحرارية Solntsepek عبارة عن نموذج مطور لمنظومة "بوراتينو". وهي مزود بـ 24 صاروخا غير موجه يطلق إلى مسافة 6 كيلومترات
ستعمل قاذفة الصواريخ الحرارية الثقيلة Solntsepek على تمهيد الطريق أمام الدبابات أرماتا ورجال البنادق الآلية، بحسب صحيفة إزفستيا الروسية. "سوف تشكل كتائب مسلحة بتلك القاذفات، في كل منطقة عسكرية مهمتها الأساسية هي طرد العدو من التحصينات.
تباهى فيكتور موراكوفسكي، خبير دفاع روسي، في حديثه مع صحيفة إزفستيا بأن قاذفة الصواريخ الحرارية الروسية الجديدة ستدمر العدو لدرجة أن عملية احتلال المشاة لأماكن العدو الحصينة ستكون بمثابة نزهة.
وقال إن "أنظمة Solntsepek تخلق دماراً كاملاً على مساحة كبيرة"، وهي مناسبة لاختراق المناطق المحصنة بشدة، بدلاً من المدفعية الأنبوبية العادية أو المدفعية الصاروخية التي تتطلب مزيداً من الوقت والذخيرة لإنجاز مهمة مماثلة، علاوةً على أنه لن يتم ضمان نتيجتها في النهاية.
لكن قاذفات اللهب الثقيلة التي تستخدم ذخائر متفجرة تعمل بالوقود الجوي ستدمر دفاعات العدو بضربة واحدة، لتدخل الدبابات والجنود الحاملون للبنادق الآلية بعدها في الاشتباك، وبشكل أساسي، لن يكون هناك من يقاومهم، حسب قوله.
لماذا لم يحاول الأمريكيون تصنيع أسلحة مماثلة؟
ابتعد الجيش الأمريكي عن قاذفات اللهب وقنابل النابالم المستخدمة خلال الحرب العالمية وكوريا وفيتنام، على الرغم من وجود تقارير تفيد بأن قاذفة صواريخ حارقة تشبه البازوكا، قد تم استخدامها في أفغانستان، حسب The National.
إحدى مشكلات استخدام الأسلحة الحرارية بما في ذلك قاذفة الصواريخ الحرارية الروسية هذه هو القانون الدولي. رغم أن هذه الأسلحة غير محظورة صراحة، فإن منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية تقول إنها عشوائية لدرجة أنها لن تقتل جنوداً فحسب، بل أي مدنيين في المنطقة المستهدفة، كما تسبب متفجرات الوقود والهواء إصابات مروعة أو تسحق ضحاياهم أو تسحق أعضائهم الداخلية.
ومن المثير للاهتمام أن صحيفة إزفستيا الروسية لاحظت أنه "لفترة طويلة لم يتمكن الجيش الروسي من اتخاذ قرار بشأن مفهوم استخدام هذه الأنظمة، على الرغم من أنه تم تصديرها لعدة سنوات".
والأسلحة الحارقة وقاذفات اللهب يتم تشغيلها بواسطة الوحدات النووية والبيولوجية والكيميائية للجيش الروسي، وهي مسؤولة أيضاً عن حماية القوات من أسلحة الدمار الشامل.
الهدف اقتحام المدن المحصنة
تؤكد صحيفة "ريد ستار" العسكرية الروسية أن الأسلحة الحرارية تعكس رغبة روسيا في شن عمليات هجومية مثل اقتحام المدن المحصنة، على عكس النهج الغربي باستخدام الأسلحة الدقيقة في المعارك المتنقلة.
قال ريد ستار إن الأمريكيين افترضوا أن الحروب ستصبح بلا تلامس، مشاة خفيفة متحركة ستشن غارات عميقة تحت غطاء الطائرات. لقد اعتبروا عمليات الاشتباكات قد تراجعت في الماضي.
نتيجة لذلك، على حد تعبير فيكتور موراكوفسكي، أمضى الأمريكيون عاماً من أجل الاستيلاء على الموصل في العراق (العملية نفذتها القوات العراقية بدهم أمريكي) واقتحام الرقة السورية لمدة أربعة أشهر، ولكن في هذه العمليات التي قادها الأمريكيون، تم تدمير المدن بالكامل بواسطة الطائرات.
ويمتلك العراق نسخ أقدم من هذه القاذفات، فلقد دخلت أول أنظمة قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1أ" الخدمة لدى الجيش العراقي في يوليو/تموز 2014.
وكانت قوات الجيش العراقي خلال العمليات ضد التشكيلات الإرهابية بحاجة إلى دعم مثل هذه المركبات القتالية، التي لها قوة تدميرية كبيرة خاصة في حروب المدن، حسبما ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا".