"الطائرة الصينية J-20 تفوقت أخيراً على المقاتلة الأسطورية الأمريكية إف 22 رابتور"، يبدو أن هذا الحلم الصيني الأكبر في مجال الطيران الحربي، ويقول الصينيون إنهم قد اقتربوا من تحقيقه، عبر دمج تكنولوجيا معينة في الـJ-20.
فمنذ قدمت J-20 المعروفة باسم التنين الجبار Mighty Dragons، نُظر إليها بشكل كبير على أنها منصة فعالة لإطلاق الصواريخ عبر حجمها الكبير ومداها الطويل مع بعض القدرات الشبحية، أكثر من كونها طائرة مقاتلة عالية المناورة.
في المقابل، يُقال إن أبرز عيوب الطائرة الصينية J-20 وزنها الثقيل وعدم خفة حركتها، في مقابل قدرات على اعتراض طويلة المدى من الـJ-20، يمكن استخدامها لإسقاط طائرات التزود بالوقود الأمريكية وطائرات الاستطلاع التي توجه الطائرات المقاتلة، وهما هدفان كبيرا الحجم ومهمان للغاية لأي مقاتلات أمريكية تعمل بالقرب من الصين، وبعيداً عن الرادارات والقواعد الأمريكية.
ولكن الصينيين يحاولون تغيير هذا التوجه بعد ورود إشارات إلى أنهم يحاولون تزويدها بفوهة توجيه دفع، تجعلها أكثر رشاقة وقدرة على الدخول في معارك جوية مع مقاتلات أخرى.
وتوجيه الدفع المتغير، المعروف أيضاً باسم التحكم في ناقلات الدفع هو قدرة طائرة أو صاروخ أو مركبة أخرى على تغيير الدفع من الخلف من (محركاتها) للتحكم في الموقف أو السرعة أو تغيير التوجيه بسرعة كبيرة، ويتم ذلك عبر طرق متعددة منها فوهات محركات ذات شفرات متحركة تمكن الطائرة من تغيير أو تركيز مخرجات المحرك في اتجاه معين.
اسستخدمت هذه الآلية لتوفير الدفع الرأسي الصاعد كوسيلة لمنح الطائرة قدرة الإقلاع والهبوط العمودية والقصيرة بعد ذلك، تم إدراك أن استخدام الدفع المتجه في المواقف القتالية مكن الطائرات من أداء مناورات مختلفة غير متاحة للطائرات ذات المحركات التقليدية.
والروس تحديداً متقدمون في مجال توجيه الدفع، فيما يندر استخدامه في الطائرات الغربية، ولكنه مستخدم في الطائرة الأمريكية الشهيرة إف 22 التي ينظر لها على أنها أكثر المقاتلات الجوية قدرة في العالم سواء بسبب خصائصها الشبحية شديدة التقدم أو قدرة المناورة العالية والتي هي أحد أسباب نظام توجيه الدفع المزودة به.
وتؤدي المقاتلات الروسية مناورات شديدة الصعوبة بفضل فوهات توجيه الدفع، فيما يحيط أداء الإف 22 سياج من السرية.
هل تحصل الطائرة الصينية J-20 على فوهة توجيه الدفع الخاصة بها؟
قال أحد الطيارين التجريبيين الأوائل الذين يشغلون طائرة من الجيل الخامس من طراز J-20 إنه يمكن ترقيتها بفوهة توجيه دفع ثنائية الأبعاد لمحركها، حسبما ورد في موقع Global Times الذي يوصف بأنه مقرب من الحزب الشيوعي الصيني.
لقد أتيحت الفرصة لعدد قليل من الطيارين للطيران بالطائرة الصينية الجديدة من طراز J-20 "Mighty Dragon"، لكن أحد الطيارين التجريبيين الأوائل الذين قاموا بتشغيل طائرات الجيل الخامس قال إنه يمكن ترقيتها بفوهة توجيه ثنائية الأبعاد لمحركها. إنها ميزة مهمة لم تحظ بالترويج على نطاق واسع مثل الأسلحة والمحركات المزودة بها هذه الطائرة.
ولكن إضافة توجيه الدفع لها من شأنه أن يوفر قدرة أكبر على المناورة وقدرة أكبر على التخفي.
هل تتفوق على الإف 22؟
قال الخبير العسكري الصيني فو تشيانشاو، إن هذا يعني أن الطائرة الصينية J-20 ستحصل على قدرة محسّنة على المناورة وقدرة على التخفي وستتفوق على نظيرتها الأمريكية، إف 22، حسب موقع Global Times.
الصينيون لديهم تجربة في استخدام توجيه الدفع حيث دمجوه على الطائرة الصينية الأصغر J-10B.
وفي عام 2018، عندما سئل Yang Wei، كبير مصممي J-20 عن متى يمكن للطائرة الحصول على محركات قادرة على توجيه الدفع.. أجاب: "لقد سألت عن متى، ولكن كيف تعرف أنه لم يحدث؟".
يفسر المراقبون العسكريون هذا الكلام بأن مطوري J-20 كانوا يختبرون التحكم في ناقلات الدفع على الطائرة لفترة طويلة.
ويصادف عام 2021 السنة العاشرة لإنتاج الطائرة الصينية J-20 الأولى، ومنذ ذلك الوقت، تشهد المقاتلة الصينية الشبحية العديد من التطورات الجديدة، بما في ذلك المحركات المصنوعة محلياً، والتطوير المحتمل لنسخة من مقعدين، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
حالياً، تستخدم جميع طائرات J-20 الموجودة في الخدمة مع القوات الجوية الصينية فوهات دائرية تفتقر إلى القدرة على التحكم في ناقلات الدفع، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National interest الأمريكية.
بينما تستخدم طائرات F-22 Raptor الأمريكية فوهة توجيه دفع ثنائية الأبعاد.
أوضح الخبير الصيني أن الفوهات ثنائية الأبعاد مستطيلة وأن الفوهات ثلاثية الأبعاد دائرية؛ مما يعني أن الفوهات ثنائية الأبعاد تتمتع بقدرات تخفٍّ أفضل من الرادار والأشعة تحت الحمراء مقارنة بالفوهات ثلاثية الأبعاد.
بينما يُعتقد غالباً أن الفوهات ثلاثية الأبعاد قادرة على توفير زوايا دفع أكثر من الفوهات ثنائية الأبعاد، حيث لا يمكن أن تتحرك فوهات F-22 ثنائية الأبعاد إلا عمودياً.
إلا أن فو قال إن هذا سوء فهم شائع لكيفية عمل هذه في الممارسة. يمكن أن تتحرك الفوهات ثنائية الأبعاد أيضاً أفقياً لتوفير دفع أفقي، لكن مثل هذه التصميمات يمكن أن تضيف إلى تكاليف التطوير.
في تقرير Phoenix TV، قال طيار الاختبار Li أيضاً إنه يتوقع أن تكون فوهات توجيه الدفع J-20 قادرة على التحرك عمودياً مثل تلك الموجودة في Lockheed Martin F-22 Raptor، لكنه يأمل أيضاً أن تتحرك الفوهات المستقبلية أفقياً، والتي يمكن أن تمنح المقاتلات الصينية ميزة على الإف 22.
ولكن حتى لو زودت الطائرة J-20 بفوهات توجيه الدفع، فإن ذلك لا يعني أنها ستتفوق بالضرورة على الإف 22، فقدرة المناورة العالية التي تتمتع بها الأخيرة، ليس سببها الوحيد أنظمة توجيه الدفع المتغير، بل أشياء عدة، كما أن الإف 22 يعتقد أن لديها قدرات شبحية أعلى بكثير من منافسيها.
ولكن قد تكون هذه هي نقطة ضعف الإف 22، فدرجة تقدمها التكنولوجي تجعلها منصة مكلفة، وصيانتها غير عملية، الأمر الذي جعل واشنطن توقف إنتاجها.