يستعد نفتالي بينيت لتولي منصب رئيس الوزراء في إسرائيل خلفاً لبنيامين نتنياهو، وكلاهما ينتمي لمعسكر اليمين المتطرف الرافض لحل الدولتين، فماذا تقول قصة صعود بينيت الصاروخية وإطاحته بأستاذه؟
ومن المفترض أن يتولى بينيت رئيس حزب "يمينا" رئاسة الحكومة الائتلافية بعد التوصل لاتفاق التناوب على رئاسة تلك الوزارة مع يائير لابيد رئيس حزب "هناك مستقبل" الحاصل على المركز الثاني في الانتخابات التي أجريت في مارس/آذار الماضي، لتنتهي بذلك رئاسة نتنياهو للوزارة والتي استمرت منذ أكثر من عقد متصل.
ويضم الائتلاف الحكومي 8 أحزاب: "هناك مستقل" (وسط – 17 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) و"يمينا" (يمين – 7 مقاعد) و"العمل" (يسار – 7 مقاعد) و"أمل جديد" (يمين – 6 مقاعد)، و"أزرق – أبيض" (وسط – 8 مقاعد)، و"ميرتس" (يسار – 6 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (4 مقاعد)، و"إسرائيل بيتنا" (يمين – 7 مقاعد).
بينيت اليميني المتطرف
يبلغ بينيت من العمر 49 عاماً، وهو رائد أعمال سابق في قطاع التكنولوجيا الفائقة وأحد الساسة الإسرائيليين المتمسكين بألا مجال لإنشاء دولة فلسطينية كاملة وبأن إسرائيل يجب أن تضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية المحتلة، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
وكثيراً ما يوصف بينيت، الحليف السابق لنتنياهو، بأنه أشد يمينيةً من الأخير، وهو ابن لعائلة من المهاجرين الأمريكيين. دخل البرلمان الإسرائيلي لأول مرة قبل ثماني سنوات، وهو مغمور نسبياً وعديم الخبرة على الساحة الدولية.
اعتاد بينيت التقلّب بين تحالفات تبدو متناقضة، وقد وُصف بأنه يميني متطرف، وشخصية براغماتية وانتهازية. لكن بمنظور آخر، يمكن اعتبار ما حققه الآن إنجازاً استثنائياً حتى بمعايير السياسة الإسرائيلية المعقدة: فقد شق طريقه إلى أعلى منصب في الهرم السياسي على الرغم من أن حزبه "يمينا" لم يفز إلا بسبعة مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي.
وفي صباح اليوم التالي لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، خرج بينيت، الذي كان وقتها زعيماً متحمساً لحزب إسرائيلي صغير نسبياً ومؤيد للاستيطان، أمام حشد من المراسلين الأجانب في القدس، ليُعرب صراحة عن ابتهاجه بهذا الفوز، قائلاً: "لقد انتهى عصر [الحديث] عن دولة فلسطينية!".
اعتمد بينيت على صبره وطموحه مستنداً إلى المستنقع السياسي الطويل الذي وقعت فيه إسرائيل ليستفيد من حصته الانتخابية المتواضعة بعد انتخابات مارس/آذار التي جاءت نتائجها غير حاسمة، وهي الرابعة في إسرائيل في غضون عامين. ومن ثم، دخل المحادثات الائتلافية في عباءة صانع الملوك، ليخرج منها مرتدياً تاج رئاسة الوزراء.
دور رئيسي في الإطاحة بنتنياهو
وفي مهنة لا تنقضي عجائبها ومفارقاتها، اضطلع بينيت، الذي كان أحد كبار مساعدي نتنياهو ذات مرة، بدورٍ حاسم في الإطاحة برئيسه السابق، ما يعني أن نتنياهو -على الأقل في الوقت الحالي- لم يسقطه فقط منافسوه القدامى في وسط ويسار الطيف السياسي، وإنما شارك في إسقاطه شخص يعتبر أكثر تشدداً ويمينية.
ولطالما دافع بينيت عن الاستيطان والمستوطنين في الضفة الغربية، حتى إنه قاد ذات مرة أحد أبرز المجالس الممثلة للمستوطنين، حركة "يشع"، لكنه يعيش في رعنانا، وهي بلدة ثرية في وسط إسرائيل، مع زوجته وأطفاله الأربعة. وهو ملتزم دينياً -وسيكون أول رئيس وزراء إسرائيلي يلتزم ارتداء الكيباه خارج الصلاة- إلا أن الواقع أنه سيرأس ائتلافاً تغلب عليه النزعة العلمانية.
اشتهر بينيت بآرائه المتطرفة حول المستوطنات والضم والدولة الفلسطينية، وهي آراء لا يعتبرها كثيرون في يسار ووسط إسرائيل -فضلاً على كثيرين في جميع أنحاء العالم- خاطئة فحسب، بل خطيرة أيضاً. ومع ذلك، فإن ائتلافه الحالي يمتد على طرفي الطيف السياسي الإسرائيلي المنقسم من اليسار إلى اليمين، حتى إنه يعتمد على دعم حزب عربي إسلامي صغير.
ويستعين التحالف، للتغطية على تناقضاته الحادة فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية، بدعاوى التركيز على الشؤون الداخلية. وقد برَّر بينيت دوافعه للانضمام إلى تحالف الأضداد الأيديولوجية هذا بأنه الحل الأخير لإنهاء المأزق السياسي الذي شلَّ الحياة في إسرائيل.
وقال في خطاب متلفز، يوم الأحد 30 مايو/أيار، إن "الأزمة السياسية التي تشهدها إسرائيل غير مسبوقة في أي مكان في العالم. قد ينتهي بنا المطاف مضطرين إلى إجراء انتخابات خامسة أو سادسة أو حتى عاشرة، وهكذا نفكِّك جدران البلد، لبنة لبنة، حتى ينقض المنزل علينا. أو الأجدر بنا أن نضع حداً لهذا الجنون ونرتقي إلى مستوى المسؤولية".
كيف سيتصرف كرئيس للحكومة؟
الآن، يواجه بينيت التحدي الأكبر في حياته السياسية، وأقل ما فيه محاولة الإبقاء على هذا التحالف العصي على التماسك معاً، إلى جانب الحفاظ على العلاقات مع أهم حليف لإسرائيل، الولايات المتحدة؛ إذ لا يخفى على أحد أن بايدن كان أكثر فتوراً تجاه نتنياهو من ترامب.
أما فيما يتعلق بالنظرة الأمريكية لإزاحة نتنياهو، فإن مارتين س. إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، يقول لنيويورك تايمز: "سيكون هناك، على ما أعتقد، تنهيدة ارتياح جماعية داخل إدارة بايدن لأن لديهم وجوهاً إسرائيلية شابة جديدة يمكنهم التعامل معها". وأضاف إنديك أن بينيت لا شك سيتعرض لضغوط من المستوطنين لتقديم المساعدة لهم، لكن ما يبدو حتى الآن "أنه قد قبِل بالفعل أنه لن يكون قادراً على المضي قدماً في تأييد هذه الأجندة".
مع ذلك، فإن ثمة آراء أخرى تذهب إلى أن بينيت خاض حملته بوصفه بديلاً يمينياً عن نتنياهو، وأن اختلافاتهم في كثير من الأحيان كانت على مستوى الخطاب أكثر منها اختلافات حول المضامين والجوهر، إذ عادة ما يتجنب بينيت الخطابات الحادة والصدامات القانونية طويلة الأمد التي انتهجها سلفه.
وتميل إلى هذا الرأي عايدة توما سليمان، وهي نائبة من عرب 48 وتنتمي إلى القائمة المشتركة للأحزاب ذات الغالبية العربية، فقد كتبت على تويتر أن حكومة بقيادة بينيت "ستكون حكومة يمينية خطيرة"، وأنها حكومة من شأنها "إزاحة نتنياهو والحفاظ على طريقته ومنهجه".
بعد أن وصف بينيت منافسه نتنياهو يوم الأحد بأنه قوة تثير الانقسام والاستقطاب، ردَّ نتنياهو باتهام مساعده السابق بأنه يلوك "الشعارات الجوفاء ذاتها حول الكراهية والانقسام"، ووصف ائتلافه بـ"احتيال القرن".
لكن آيليت فريش، وهي مستشارة سياسية إسرائيلية، دافعت عن بينيت بالقول: "يعتقد الناس أنه متعصب، لكنه ليس كذلك"، وتشير إلى أنه أخبرها ذات مرة أنه نشأ في منزل يديره والدان يغلب عليهما الثقافة العلمانية المتمردة على التقاليد (Woodstock Parents)، وأنه هو نفسه كان محاطاً بثقافة علمانية في معظم حياته، واستدل على ذلك بمسيرته في عالم الأعمال الذي تهيمن عليه العلمانية إلى حد كبير.
رافض تماماً لإقامة دولة فلسطينية
على مدى العقد الماضي، ترشَّح بينيت وشريكته الرئيسية في حزب "يمينا"، آيليت شاكيد، لمناصب عدة في مجلس الوزراء ضمن مجموعة من الأحزاب اليمينية المؤيدة للاستيطان، مع سلسلة مذهلة في تناقضاتها من تغيير أسماء الأحزاب والحلفاء.
كثيراً ما كان بينيت يتطرق إلى مسائل تتجاوز صلاحياته، فعشية الحرب على غزة في عام 2014، أثار بإصرار مسألةَ الأنفاق التي حفرتها حركات المقاومة الفلسطينية وضغطَ من أجل خطة عمل للقضاء عليها.
وفي وقت لاحق من هذا العام، كتب مقالاً في صحيفة The New York Times يعلن فيه عن رأيه بلا هوادة، ويشرح وجهة نظره بأن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بإنشاء دولة فلسطينية. واقترح بدلاً من ذلك منحَ الفلسطينيين "نوعاً من الحكم الذاتي المعزَّز بمحفِّزات" في نحو 40% من الضفة الغربية، وتوسيع نطاق السيادة الإسرائيلية تدريجياً على بقية المنطقة، أو بوضوح أكثر تنفيذ "صفقة القرن" الترامبية غير القانونية وغير المدعومة من أي طرف دولي، ناهيك بالطبع عن الفلسطينيين.
وفي العام التالي، كتب مقال رأي يدين بقوة متطرفين يهوداً طعنوا مشاركين في موكب احتفاء بالمثليين في القدس وأحرقوا ثلاثة أفراد من عائلة فلسطينية حتى الموت في قرية بالضفة الغربية، وهاجم الجناة ووصفهم بأنهم "إرهابيون".
ومع ذلك، فإن بينيت وزميلته آيليت شاكيد انضما إلى فصائل سياسية تُصنف ضمن الأشد راديكالية في المعسكر الصهيوني الديني ويهيمن عليها الحاخامات، وعندما خاضا انتخابات أبريل/نيسان 2019 عن حزب "اليمين الجديد"، دون شركائهما الأشد تطرفاً، فشلا في الحصول على أصوات كافية لدخول البرلمان.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات هذا العام، حاول الاثنان توسيع نطاق شعبيتهما لتشمل مزيداً من الإسرائيليين العاديين، وقد حققا بعض النجاح في ذلك، إذ حصدا بعض الدعم من ناخبي نتنياهو السابقين الساخطين عليه حالياً. ودفع بينيت في حملته ببرنامج للإصلاح الاقتصادي يسميه "خطة سنغافورة"، كما أعلن دعمه للحد من سلطات القضاء وانتقد طريقة تعامل الحكومة الحالية مع جائحة كورونا.
تاريخ ممتد من التحريض على الفلسطينيين
بعد الانتخابات، لم تنجح كتلة الأحزاب الموالية لنتنياهو ولا كتلة الأحزاب المناهضة له في حصد العدد الكافي من المقاعد لتشكيل الحكومة بدون حزبه، ومن ثم تودد إليه الطرفان، وعرضا عليه فرصة رئاسة الوزراء بموجب اتفاق تناوب، وقد أوضح بينيت أنه كان يفضل الانضمام إلى حكومة يمينية، غير أن نتنياهو فشل في تشكيل حكومة تهيمن عليها قوى اليمين وتكفل استمراره في الحكم.
وتقول صحيفة The Guardian إن نفتالي بينيت لا يؤمن بحلٍّ للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، وإن هدفه عوضاً عن ذلك هو "إدارة" تلك الأزمة إلى الأبد، ودائماً من موقعٍ تكون فيه اليد العليا للإسرائيليين على الفلسطينيين.
وفي مقطع فيديو منشور على صفحة نفتالي الرسمية على موقع يوتيوب، يعرض بينيت تصوره لإدارة الأزمة مستخدماً الرسوم المتحركة والألوان لشرح خطته السياسية اليمينية المتطرفة، مستعيناً فيها بخطاب هادئ يتناقض مع مضمونها شديد الحدة.
ويقول الراوي بصوت هادئ: "ثمة أشياء نعلم جميعاً أنها لن تحدث أبداً. فكما أن مسلسل (آل سوبرانو) لن يعود أبداً، فإنه لن يُعقد أبداً اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ويمضي مقطع الفيديو في تفصيل رؤية بينيت: أولاً، يجب على إسرائيل أن تضم معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبحسب الفيديو، فإن هذا ليس ضرورياً فقط لأسباب أمنية- السماح لمئات الآلاف من المستوطنين اليهود بالبقاء هناك- ولكن أيضاً لأن إسرائيل يجب أن يكون لها السيادة على ما تعتبره مواردها المائية.
أما اقتراحه المكتوب، وهو يقوم على خطة من سبع نقاط أطلقها بينيت في عام 2012، فتحصر بنوده الجزء الأكبر من الفلسطينيين في عدة جيوب حضرية في الضفة الغربية لا يتمتعون فيها إلا بسيطرة محدودة على حياتهم. كما سيُمنح بضع عشرات الآلاف الجنسيةَ الإسرائيلية، "لمواجهة أي مزاعم بالفصل العنصري"، كما جاء في الوثيقة.
وتنص بنود الخطة كذلك على عدم السماح للناس في الضفة الغربية وقطاع غزة المنفصلين جغرافياً "بالتواصل" مع بعضهم، خوفاً من استجلاب "العنف وعدم الاستقرار والمشكلات" من غزة التي تديرها حماس إلى الضفة الغربية. وأخيراً، تنص الخطة المقترحة على منع الفلسطينيين من إقامة أي دولة لهم في الضفة الغربية، وأن تحتفظ إسرائيل بـ"سيطرة أمنية كاملة عليها".
ويجادل بعض منتقدي إسرائيل في الداخل والخارج بأن الواقع الحالي في الأراضي المحتلة يشبه كثيراً خطة بينيت، وكذلك الخطة التي اقترحتها إدارة ترامب وأُزيحت جانباً الآن، كما أن نتنياهو قال بالفعل إنه يعتزم ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية في المستقبل.
كل ذلك يدفع مناحيم كلاين، وهو محاضر بارز في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، إلى القول إن آراء بينيت "متوافقة مع نتنياهو". مع ذلك، وفي حين يخفف نتنياهو من حدة التصريح بطموحاته القومية عندما يتحدث بالإنجليزية إلى جمهور دولي لا يزال يعوِّل على حل الدولتين، فإن حماسة بينيت المؤيدة صراحةً للاستيطان والناضحة بتعصبٍ يستدعي آيات الكتاب المقدس، ربما تُدخل البلاد في حقبة جديدة.
يشتهر بينيت بتعليقاته التحريضية على الفلسطينيين، ففي عام 2013، قال إنه "يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم". وفي عام 2018، عندما واجهت إسرائيل مسيرات العودة السلمية الفلسطينية بالقوة المميتة، قال بينيت إنه يجب على القوات الإسرائيلية اتباع سياسة "إطلاق النار بنيَّة القتل"، حتى مع القصر والأطفال.
وعندما كان وزيراً للتعليم، أيد بينيت قانوناً استخدم لحظر المجموعات التي تنتقد القوات المسلحة الإسرائيلية أو الدولة، من الالتحاق بالمدارس الإسرائيلية أو التحدث إلى طلابها. في بعض القضايا، يبدو بينيت أقل رجعية من رفاقه في اليمين المتشدد، منها القضايا المتعلقة بحقوق مجتمع المثليين والعلاقة بين الدين والدولة، كما أنه مؤيد للسوق الحرة وتعهد بتفكيك "النقابات الكبرى".
ومع ذلك، فإن طموحه الأساسي يتعلق بالعمل على فرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض المحتلة بأكملها من نهر الأردن إلى البحر المتوسط. لكن بموجب الاتفاق مع لابيد، يُتوقع ألا يُتخذ قرارات كبرى بشأن العلاقات مع الفلسطينيين، لأن ذلك قد يتسبب في انهيار التحالف الهش والمتنوع أيديولوجياً.
بيد أنه من المستبعد، بعد عقودٍ من الترويج للتوسع والاستيطان وفرض السيطرة الدائمة على الأراضي الفلسطينية، أن يتوقع أحد أن يقف بينيت مكتوف الأيدي عن تنفيذ خططه إذا وصل إلى منصب رفيع.
في مقابلة مع صحيفة The Guardian عام 2017، قال بينيت إنه لن تقام دولة فلسطينية أبداً في عهده، وإن "أي دولة فلسطينية ستكون كارثة [على إسرائيل] في غضون 200 عام مقبلة".
وفي خطته ذات النقاط السبع، ليس ثمة إشارة إلى دولة فلسطينية. وتميل خطته إلى حصر الفلسطينيين في تطلعات أكثر تواضعاً من الحق في تقرير المصير، مثل الاستثمار في مناطق صناعية مشتركة- كثير منها بالفعل يديرها حالياً مستوطنون ويعمل بها فلسطينيون- وتحسين الطرق والتقاطعات لخدمة التجارة والمرور.
يبدو واضحاً أن رؤية بينيت موجهة إلى جمهور لا يعبأ بالفلسطينيين. وفي نهاية مقطع الفيديو الخاص به على يوتيوب، يستمر تناقض الفيديو مع محتواه الذي قد يراه كثيرون متطرفاً، فتسمع نقراً متناغماً على طبول عادية مع موسيقى الجيتار، ورسالة ختامية تقول: "أن نفعل ما هو في مصلحة إسرائيل".