يبدو أن احتمال سقوط نتنياهو من على عرش رئاسة الحكومة الإسرائيلية قد بات قاب قوسين أو أدنى، بعد اتفاق أبرز منافسيه على تشكيل حكومة ائتلافية.
فقد أعلن يائير لابيد المنتمي لتيار الوسط ونفتالي بينيت المنتمي لليمين المتطرف، أمس الأحد شراكة يمكن أن تطيح بنتنياهو الذي يعد أطول زعماء إسرائيل بقاء في السلطة.
وهذه الشراكة ستضم عدداً من الأحزاب الصغيرة لا يجمعها سوى العداء لنتنياهو، كما ستشهد ظاهرة غريبة في السياسة الإسرائيلية وهي تلقي الإئتلاف الحاكم المنتظر أن يخرج عن هذه الشراكة دعماً من حزب ممثل لعرب 48 ذي توجهات إسلامية هو حزب "القائمة العربية الموحدة"، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل.
ولن يشارك الحزب الإسلامي في الحكومة، ولكنه يقول إنه سيحصل على بعض المكاسب لعرب 48 في مقابل الدعم لحكومة لابيد بينيت.
وفي حال نجاح التحالف المضاد لنتنياهو، فإن الأمر لن يقتصر على خروجه من السلطة، ولكن قد يمتد إلى محاكمته مع احتمال تعرضه لعقوبة السجن بسبب تهم فساد، إذا فقد حصانة منصب رئيس الوزراء.
أبرز المحطات في مسيرة التحالف المضاد لنتنياهو
وفيما يلي أبرز المحطات التي أوصلت إسرائيل لهذه المرحلة التي يتزايد فيها احتمال سقوط نتنياهو من رئاسة الحكومة وحتى محاكمته، بينما قد يصل لرئاسة الوزراء لأول مرة يميني متطرف بتحالف مع لابيد السياسي الوسطي الذي يصف نفسه بالعلماني، وذلك بدعم حزب إسلامي عربي.
23 مارس/آذار 2021: إسرائيل تجري رابع انتخابات غير حاسمة في غضون عامين. وكما حدث في الانتخابات السابقة، لم يفز أي حزب بأغلبية في الكنيست.
وبموجب القانون، يجب أن يحصل المرشح لرئاسة الوزراء على أغلبية 61 نائباً من أصل 120 عضو كنيست (البرلمان الإسرائيلي) من أجل قيادة ائتلاف.
ويبرز حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو كأكبر حزب.
يأتي حزب لابيد المنتمي للوسط يش عتيد (هناك مستقبل) في المرتبة الثانية. ويفوز حزب بينيت (يامينا) بستة مقاعد فقط، لكنه يبرز كلاعب رئيسي.
6 أبريل/نيسان: الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين يمهل نتنياهو 28 يوماً لتشكيل حكومة جديدة. وينجح نتنياهو في استمالة أحزاب يمينية ودينية أصغر، ومنها يامينا، لكنه يخفق في تشكيل الحكومة.
28 مايو/أيار: اجتماع مثير للجدل بين رئيس تحالف "يمينا" اليميني المتطرف نفتالي بينيت لأول مرة مع رئيس القائمة الموحدة منصور عباس ذي التوجهات الإسلامية، في إطار الاتصالات لتشكيل حكومة قبل أقل من أسبوع من انتهاء التفويض الممنوح لنتنياهو. وقال بيان مشترك لكلا الحزبين بعد الاجتماع: "ناقش الجانبان مواقف كلا الحزبين على ضوء الوضع السياسي الحالي. الاجتماع كان جيداً".
الخلاف حول تداول رئاسة الحكومة يفسد محاولة نتنياهو لتشكيل إئتلاف
الثلاثاء 4 مايو/آيار: مع انتهاء تفويضه، أبلغ نتنياهو الرئيس ريفلين بعدم قدرته على إنجاز المهمة، وحمّل نتنياهو بينيت المسؤولية عن فشل المفاوضات الائتلافية بينهما، مؤكداً أن بينيت اهتم فقط بمصالحه الشخصية، أي ضمان توليه رئاسة الوزراء ولو لفترة وجيزة.
5 مايو/أيار: يلجأ ريفلين إلى لابيد الذي يحاول تشكيل "حكومة تغيير" من ائتلاف، يصعب تشكيله، يضم أحزاباً من اليمين والوسط واليسار، حيث تلقى لابيد دعم 56 نائباً لتشكيل حكومة "إسرائيل" المقبلة.
ويعمل لابيد للحصول على دعم أحزاب صغيرة متباينة التوجهات السياسية، ولكنها تُجمِع على السعي للإطاحة بنتنياهو.
وقال لابيد إنه على استعداد للدخول في اتفاق تناوب مع زعيم "يمينا" اليميني نفتالي بينيت، على رئاسة الوزراء.
سيكون مثل هذا التحالف هشاً وسيحتاج دعماً خارجياً من أعضاء عرب في الكنيست يعارضون الكثير من جدول أعمال اليمين الذي يتبناه البعض في هذا الائتلاف.
8 مايو/أيار: وضع النائب في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، زعيم حزب "القائمة العربية الموحدة"، عدداً من المطالب كشرط لتأييد حكومة الوحدة التي يفترض أن تتشكل بالتناوب بين يائير لابيد ، ونفتالي بينيت.
وذكرت "القناة الإسرائيلية السابعة"، أن من بين هذه الشروط، تولي نواب حزبه الأربعة مناصب مهمة، منها رئاسة عدد من لجان الكنيست، من بينها لجنة الداخلية واللجنة الاقتصادية، كما طالب بوضع حلول لأزمات المستوطنات البدوية في صحراء النقب، ولقضية الإسكان في المجتمع العربي، وإلغاء قانون "كيمنتس" الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي عام 2017، ويستهدف هدم منازل العرب غير المرخص لها، فضلاً عن وضع خطة خمسية اقتصادية تخص المجتمع العربي في إسرائيل، إضافة إلى خطة شاملة لمواجهة الجريمة المتفشية داخل المجتمع العربي.
9 مايو/أيار: توقعت مصادر من حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينيت، تشكيل حكومة إسرائيلية بدعم من زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، وهو اتفاق سينهي في حال حصوله، جموداً سياسياً استمر نحو سنتين.
10 مايو/أيار: يندلع القتال بين إسرائيل وحماس في غزة، وتتفجر الاضطرابات في العديد من المدن التي تضم يهوداً وعرباً في إسرائيل وتنهار محادثات الائتلاف، إثر تشجيع نتنياهو الاعتداءات على الأقصى وطرد السكان من حي الشيخ جراح.
21 مايو/أيار: إعلان وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات حول تشكيل الائتلاف.
احتمال سقوط نتنياهو يتزايد
30 مايو/أيار: أعلن زعيم اليمين المتطرف الإسرائيلي نفتالي بينيت دعمه ليائير لابيد، وبات الآن على لابيد الحصول على دعم أربعة نواب آخرين فقط لتشكيل ائتلاف حكومي قادر على طيّ صفحة حكم نتنياهو.
31 مايو/آيار: أفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن يائير لابيد يسعى إلى إبلاغ الرئيس رؤوفين ريفلين بنجاحه في تشكيل حكومة جديدة.
وأضافت الهيئة أن تقدماً تم إحرازه في المفاوضات الهادفة إلى تأليف حكومة تطيح برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بعد اجتماع عقد بين طواقم التفاوض التابعة لحزب لابيد مع أحزاب "يامينا" (بزعامة نفتالي بينيت) و"تكفا حداشا" (أمل جديد – بزعامة جدعون ساعار) و"كاحول لافان" (أزرق أبيض – بزعامة بيني جانتس).
2 يونيو/حزيران: موعد نهاية التفويض الممنوح للابيد لتشكيل ائتلاف يتمتع بأغلبية. وإذا أخفق في ذلك، فإن الرئيس الإسرائيلي سيحيل المهمة إلى أي عضو في الكنيست. ويمكن أن يشمل هذا نتنياهو مجدداً.
23 يونيو/حزيران: إذا لم يقع الاختيار على مرشح في غضون 21 يوماً، أو إذا لم يتمكن المرشحون من تشكيل حكومة، فسيُحل الكنيست تلقائياً وستجرى انتخابات خامسة، في الخريف على الأرجح.