وفيات الشباب، وفاعلية اللقاحات، ودخان الجثث.. 5 معلومات تحتاج إلى تصحيح في أزمة كورونا بالهند

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/05/04 الساعة 22:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/05 الساعة 01:54 بتوقيت غرينتش
سيدة تعرضت للإغماء بعد وفاة قريب لها متأثراً بفيروس كورونا في الهند/رويترز

تسبب الوضع المفجع لتفشي فيروس كورونا في الهند، في إثارة الرعب حول العالم، وتكهنات متعددة حول سبب هذه تفاقم أزمة كورونا هناك، ولكنه أطلق أيضاً سلسلة من التخمينات غير الدقيقة التي تحتاج إلى تصحيح. 

في وقتٍ ما، كان خبراء من جميع أنحاء العالم يتعجبون من الحالة التي بدت عليها الهند وقد أفلتت من التداعيات الأشد قسوة للوباء. 

ولكن انتقلت الهند من نموذج للسيطرة على الفيروس إلى وضعٍ تعاني فيه أشد حالات الطوارئ وطأةً منذ عقود، بعدما وصل عدد الإصابات الجديدة بالفيروس إلى نحو 400 ألف حالة في يوم واحد، وهو رقم عالمي غير مسبوق ينذر بمحنةٍ قاتمة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

وما زالت الهند تُسجِّل يومياً أكبر عدد من الإصابات الجديدة في العالم. ويموت الكثير من الناس لدرجة أنَّ محارق الجثث تكافح من أجل مواكبة ذلك. وقد يكون العدد الحقيقي للحالات والوفيات أعلى بعدة مرات من المُبلَّغ عنه رسمياً.

نعم، جراء تفشي فيروس كورونا في الهند بشكل حاد، فإن اللقاحات المتوافرة تكاد تنفد، والمستشفيات ممتلئة عن آخرها، وأنابيب الأكسجين، التي لا غنى عنها لإنقاذ حياة المرضى، شحيحة. وزاد من فداحة الفاجعة سلسلةٌ من الحوادث التي وقعت في مستشفيات البلاد. 

لكن في الوقت ذاته، انتشرت معلومات مُضلِّلة حول أسباب فيروس كورونا في الهند، وقُبِلَت في بعض الأحيان على أنها حقيقة.

تقرير لشبكة CNN الأمريكية، عرض 5 معلومات شائعة عن تفشي فيروس كورونا في الهند قد تكون غير دقيقة أو تحتاج إلى مراجعة.

هل يموت الشباب جراء فيروس كورونا في الهند حالياً أكثر من الموجات السابقة؟

خلال الموجة الأولى لتفشي فيروس كورونا في الهند، كان نحو 31% من المرضى تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وفقاً لما قاله في كيه بول، رئيس فرقة العمل المعنية بمكافحة "كوفيد-19" في الهند، في مؤتمر صحفي في 19 أبريل/نيسان. وخلال الموجة الثانية، شهد هذا الرقم زيادة طفيفة إلى 32%.

ووفقاً للإحصائيات الحكومية، كان حوالي 21% من المرضى خلال الموجة الأولى تتراوح أعمارهم بين 30 و45، ولم تتغير هذه النسبة خلال الموجة الثانية، حسب تقرير CNN .

فيروس كورونا في الهند
عمليات إحراق لجثث المتوفين جراء كورونا في الهند/رويترز

والوضع مشابه فيما يتعلق بالوفيات. ففي العام الماضي، 20% من الوفيات كانت لأشخاص يبلغون من العمر 50 عاماً أو أقل، لكن هذه المرة، تبلغ النسبة 19%.

وقال بول: "لا يوجد خطر مفرط في إصابة الشباب بفيروس كوفيد. لا نرى تحولاً في معدل انتشار مرض كوفيد -19 العمري عامةً في البلاد".

يوجد في الهند عدد أكبر نسبياً من الشباب مقارنة بالدول الأخرى، بمتوسط ​​عمر 28 عاماً مقارنة بـ38 عاماً في الولايات المتحدة و40 عاماً في المملكة المتحدة، وفقاً لكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وتشير التجربة في البلدان الأخرى إلى أنَّ الشباب أكثر انتقالاً وبالتالي هم أكثر عرضة لنشر الفيروس.

هل أصيب العاملون بالقطاع الطبي رغم تطعيمهم؟

لا توجد إحصائيات تبرهن على أن اللقاحات لم تكن فعالة خلال الموجة الحالية لتفشي فيروس كورونا في الهند، حسب CNN.

فمن بين 1.7 مليون شخص حصلوا على الجرعات الكاملة من لقاح "كوفاكسين" الهندي، ثبتت إصابة 695 شخصاً بكوفيد-19، وفقاً لما قاله المجلس الهندي للأبحاث الطبية في أبريل/نيسان. وتعادل هذه النسبة 0.04% من إجمالي المُلقَّحين.

من بين 15 مليون شخص تلقوا جرعتين من "كوفيشيلد" -النسخة الهندية الصنع من لقاح أسترازينيكا- أثبتت الاختبارات أنَّ 5014 شخصاً أصيبوا بالفيروس، أو 0.03%.

قال الدكتور بالرام بهارجافا، المدير العام للمجلس الهندي للأبحاث الطبية، في تصريح للصحفيين في أبريل/نيسان، حسبما نقلت وسائل الإعلام المحلية: "أغلب من ثبتت إصابتهم بعد تلقي الجرعات كانوا من العاملين في الخطوط الأمامية والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وكانت هذه الفئة هي أول من تلقى التطعيم، وهم أكثر عرضة لخطر الفيروس بسبب عملهم".

وبالتالي ليس هناك دليل على نسب وفيات مرتفعة ومثيرة للقلق في أوساط متلقي اللقاح.

هل السلالة الهندية الجديدة هي السبب وراء هذه الموجة؟

بعض المتغيرات الموجودة من فيروس كورونا في الهند، بما في ذلك سلالة المملكة المتحدة أو B.1.1.7، أكثر قابلية للانتقال؛ ولذا فمن السهل نقل عدواها للآخرين.

وتم اكتشاف متغير الفيروس المزدوج في السلالة الهندية والذي يُطلق عليه علميا اسم B.1.617 ، لأول مرة في نهاية مارس/آذار الماضي في ولاية ماهاراشترا.

وأصبح مُتغيِّر المملكة المتحدة، أكثر انتشاراً الآن من المُتغيِّر الهندي الجديد في دلهي وشمالي الهند.

وبالنسبة لدور المتغير الهندي في الأزمة الحالية، فلا يزال العلماء يدرسونه، ولا توجد معلومات كافية لتحديد ما إذا كان هو السبب وراء الطفرة في الإصابات.

من أجل ذلك، ستحتاج الهند إلى قدر أكبر من المراقبة الجينومية، وفقا لتقرير شبكة CNN الأمريكية.

ويعتقد الخبراء أنَّ نيودلهي تحتاج إلى إجراء التسلسل الجيني على 5-10% من جميع عينات اختبار "كوفيد-19" لتقييم مقدار نشاط المُتغيِّر. ووفقاً لما نقلته الشبكة الأمريكية عن الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، وصلت الهند للتسلسل الجيني لأقل من 1% فقط من حالاتها.

ولكن هناك تقارير أخرى تتحدث عن أن المصابين بالسلالة الهندية يعانون الكثير من مضاعفات تنفسية حادة منها ضيق التنفس وألم الصدر وصعوبة التنفس، وكلها علامات على عدم وجود الأكسجين في الجسم، وهو ما قد يفسر الارتفاع الحاد في الطلب على أسطوانات الأكسجين والحالة التي وصلت إليها الهند في فترة زمنية قصيرة.

هل كان الإسراع بحملة التطعيم سينقذ البلاد من هذه الموجة؟

برغم أنَّ اللقاحات توفر للأفراد درجة معينة من الحماية، من المحتمل أنَّ الهند كانت ستشهد زيادة هائلة في الحالات على أية حال بسبب الطبيعة التدريجية لبرنامج التطعيم الخاص بها، مثلما تنقل CNN عن مايكل هيد، زميل أبحاث قديم في الصحة العالمية في وحدة الأبحاث المعلوماتية الإكلينيكية بجامعة ساوثهامبتون البريطانية. 

وقال هيد: "أعتقد أنَّ الهند كانت بحاجة للوصول لمرحلة متقدمة أكثر في عملية طرح اللقاح من أجل تجنب مثل هذه الفاشية" (وهو أمر كان يصعب تحقيقه).

هل تُسبِّب الأبخرة المنبعثة من محارق الجثث خطراً على حياة الناس؟

أبلغت مناطق عديدة في نيودلهي عن وصول التلوث الجوي لمستويات غير صحية خلال الموجة الثانية من الوباء، ومن المنطقي أنَّ محارق الجثث تؤثر في جودة الهواء كأي أبخرة.

ولكن لطالما كان تلوث الهواء يمثل مشكلة كبيرة في الهند. وتشمل العوامل الرئيسية لهذا التلوث، الضباب الدخاني الناجم عن حرق حقول المحاصيل وانبعاثات المركبات ومحطات الطاقة والتلوث من مواقع البناء، حسب تقرير الشبكة الأمريكية.

لكن المخاوف بشأن المخاطر الصحية زادت أثناء الوباء وما ترتب عليه من تزايد ظاهر حرق الجثث مفهومة؛ إذ حذَّر الخبراء من أنَّ التلوث (بصفة عامة وليس أدخنة الجثث تحديداً) قد يُعرِض الناس لخطر الإصابة بعدوى "كوفيد-19" الشديدة ويضع المزيد من الضغوط على الصحة العامة.

تحميل المزيد