خارطة توزيع لقاحات كورونا في العالم تكشف عن 3 أنواع من الدول.. وعدم تكافؤ الفرص قد يطيل أمد الجائحة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/04/23 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/15 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
خارطة توزيع لقاحات كورونا حول العالم، تعبيرية/ Istock

ينقسم العالم سريعاً إلى من يملكون اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد ومن لا يملكونه؛ مما يخلق فجوة قد تحدد المرحلة التالية من الوباء.

وباستخدام الأرقام المتاحة للجمهور على منصة Our World in Data، وجدت صحيفة The Washington Post الأمريكية أنَّ ما يقرب من نصف -وتحديداً 48%- من جميع جرعات اللقاح الممنوحة حتى الآن ذهبت إلى 16% فقط من سكان العالم في ما تصنفها البنك الدولي بأنها دولٌ ذات دخول مرتفعة.

الدول الأفقر في العالم لا يزال أمامها وقت طويل جداً لتأمين سكانها باللقاحات

وخلال صيف وخريف العام الماضي، أبرمت الدول الغنية صفقات مباشرة مع صانعي اللقاحات، واشترت حصة مُفرِطة من الجرعات المبكرة، وقوضت الجهود التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، وتُسمَى كوفاكس، لتحقيق توزيع عادل للجرعات عالمياً. 

لذا الآن، نجد في عدد صغير من الدول الغنية نسبياً، بما في ذلك الولايات المتحدة، الجرعات وفيرة وحملات التحصين الجماعية تتقدم بسرعة. وفي المقابل، لا تزال الكثير من بقية دول العالم تكافح لتأمين إمدادات كافية. وبالنسبة للكثيرين، تفصلهم عن تحقيق مناعة القطيع عدة أشهر، إن لم يكن سنوات؛ مما قد يؤدي إلى إطالة الأزمة.

وجد فريق في مركز الابتكار الصحي العالمي التابع لجامعة ديوك الأمريكية أنَّ البلدان ذات الدخل المرتفع أمَّنت لنفسها 53% من إمدادات اللقاحات على المدى القريب. ويُقدِّرون أنَّ أفقر 92 دولة في العالم لن تتمكن من الوصول إلى معدل تطعيم 60% من سكانها حتى عام 2023 أو بعد ذلك.

خارطة توزيع اللقاحات حول العالم المنشورة بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية

الدول التي تتصدر عملية التلقيح

1- استطاعت إسرائيل حتى الآن تحقيق أعلى معدل تلقيح للفرد الواحد. وحتى 19 أبريل/نيسان، تلقى ما يقرب من 60% من الإسرائيليين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وما يقرب من 58% منهم لُقِّحوا بالكامل، وفقاً لمنصة Our World in Data. وبحسب ما ورد، أنفقت إسرائيل 788 مليون دولار على لقاحات "كوفيد-19" بحلول شهر مارس/آذار، ولا سيما على شحنة كبيرة من لقاح شركة فايزر- بيونتيك. ومع ذلك، فقد تعرضت إسرائيل لانتقادات لإهمالها الفلسطينيين في هذه الجهود.

2- بريطانيا هي واحدة من الدول الأخرى التي تترأس جهود التطعيمات. وما بين تطوير لقاحات وشرائها وطرحها للجمهور، ستنفق الدولة نحو 16 مليار دولار، وفقاً لتقديرات مكتب التدقيق الوطني. وفي حين أنَّ ما يقرب من 50% من السكان حصلوا على جرعة واحدة على الأقل، فإنَّ ما يزيد قليلاً عن 16% لُقِّحوا بالكامل. 

ومع ذلك، تعثرت الحملة هذا الشهر عندما أدت المخاوف من حدوث جلطات دموية نادرة لدى الأشخاص الذين يتلقون لقاح أسترازينيكا إلى تقييد الحكومة استخدامه للبالغين تحت سن 30 عاماً. ومع ذلك، تُظهِر الدراسات المبكرة في بريطانيا انخفاضاً كبيراً في معدل الإصابات والإدخال إلى المستشفيات بعد الجرعة الأولى من أسترازينيكا أو لقاحات فايزر. وتمكنت من الشروع في رفع الإغلاق ببطء.

3- أما الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تعرضت لواحدة من أكثر الفاشيات فتكاً في العالم، أصبحت الآن "موضع حسد" العالم بإمداداتها الوفيرة من اللقاحات وحملة التطعيم التي تتقدم بسرعة. وأنفقت الدولة المليارات على تطوير اللقاحات والصفقات وتوزيعها. وتلقى نحو 41% من سكان الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقل، مع تطعيم أكثر من 26% بالكامل. واعتباراً من هذا الأسبوع، يحق لجميع الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً الحصول على جرعة، وهي خطوة بارزة قد تُجدِّد الأسئلة حول ما تخطط البلاد لفعله بمئات الملايين من الجرعات الزائدة المتوقعة.

4- تشيلي أيضاً، شهدت واحدة من أبرز حملات التطعيم، على الرغم من أنها لم تفلت من قبضة الوباء. وتحركت تشيلي بسرعة لتأمين عدد كبير من الجرعات المحتملة. وهي الآن تتصدر النصف الغربي من الكرة الأرضية في نصيب الفرد من التطعيمات، إذ تلقى حوالي 41%  من السكان جرعة واحدة، وأكثر من 29% اللقاح بالكامل.

5- وراهنت المجر أيضاً على أكبر عدد ممكن من اللقاحات؛ وخالفت جهود الشراء الجماعية للاتحاد الأوروبي لصالح إبرام صفقات ثنائية لشراء لقاحات صينية وروسية الصنع. وتلقى نحو 35% من سكانها جرعة من اللقاح، لكن البلاد لا تزال تسجل وفيات مرتبطة بذروة موجة الربيع.

6- تمتلك كل من كندا والاتحاد الأوروبي لقاحات أكثر بكثير من معظم دول العالم، لكن حملات التطعيم الخاصة بهما أثارت غضباً كبيراً وردود فعل سياسية عكسية. وعلى الرغم من العديد من اتفاقيات الشراء المسبقة، كافحت كندا لتأمين الجرعات الفعلية وإدارتها بسلاسة؛ مما ترك السكان في حالة من الغضب مع ارتفاع الإصابات. وفي غضون ذلك، واجه المسؤولون الأوروبيون انتقادات بسبب استغراقهم وقتاً طويلاً للتفاوض على الصفقات؛ مما أدى إلى تأجيل بدء التنفيذ وموجة الربيع الوبائية المدفوعة بالسلالة المتحورة من الفيروس.

الدول العالقة في المنتصف 

في معظم البلدان التي يصنفها البنك الدولي على أنها إما ذات دخل منخفض أو متوسط ​​أعلى، تتحرك حملات التطعيم ببطء.

1- فعلى الرغم من أنَّ صربيا– الدولة ذات الدخل المتوسط ​​الأعلى التي أبرمت صفقات لشراء اللقاحات الصينية والروسية- انتهت من تطعيم نحو 27% من سكانها بالكامل، لم تقترب من تحقيق هذه النسب سوى قلة من الدول من نفس الفئة.

2- على سبيل المثال، تخسر البرازيل، وهي دولة ذات دخل متوسط ​​أعلى من السكان، آلاف الأشخاص يومياً بسبب فيروس كورونا المستجد. ويبلغ عدد السكان الذين تلقوا جرعة أقل من 12%، ويتحول تفشي الفيروس المدفوع بالمُتغيِّر البرازيلي إلى حدث فائق الانتشار إقليمياً.

3- وهناك حالة أخرى مُقلِقَة تتمثل في الهند؛ فالدولة الرائدة في تصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد، تكافح من أجل طرحها محلياً وسط زيادة في الحالات. وحصل أقل من 8% من سكانها على جرعة واحدة، و1% فقط لُقِّحوا بالكامل، وفقاً لتقديرات Our World in Data.

الدول التي أُغفِلَت أو التي بدأت حملات التطعيم لتوها

قد تعاني آلية كوفاكس، وهي حملة مدعومة من منظمة الصحة العالمية لتوزيع الجرعات، من صعوبات لتحقيق هدفها بتوفير لقاحات لما يكفي لـ20% من البلدان المشاركة بحلول نهاية العام. وعلى الرغم من وصول الشحنات إلى بعض البلدان، لكن عدد الجرعات محدود وقد تتأخر الشحنات القادمة.

تلقت غانا– على سبيل المثال- الجرعات الأولى من "كوفاكس" في فبراير/شباط، لكنها، مثل معظم الاقتصادات ذات الدخل المتوسط إلى ​​المنخفض، حصلت على كميات لقاح أقل بكثير مما تحتاجه. ووفقاً لتقديرات Our World in Data، في وقت سابق من هذا الشهر، تلقى نحو 3% فقط من سكانها جرعة من اللقاح.

في حين أشار عدد صغير من البلدان، بما في ذلك تنزانيا، إلى أنها ليست بحاجة إلى لقاح، على الرغم من أنَّ هذا الموقف قد يتغير مع عصف الوباء بالدولة.

  • لمشاهدة خارطة توزيع لقاحات كورونا التفاعلية لجميع دول العالم يرجى الدخول على الرابط التالي.
تحميل المزيد