الإمارات تضخ 10 مليارات دولار في الاقتصاد الإسرائيلي.. أين ستنفَق كل هذه الأموال؟

تم النشر: 2021/03/12 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/16 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
أول شراكة عسكرية بين تل أبيب وأبو ظبي/ عربي بوست

بعد فشل زيارته لأبوظبي 4 مرات، وبعدما ألغيت رحلته الأخيرة الخميس 11 مارس/آذار، لخلافات مع الأردن التي منعت عبور طائرته في أجوائها، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم ذاته، للإعلان عن "أمر هام وكبير"، وهو أن دولة الإمارات ستستثمر 10 مليارات دولار بمشاريع عدة في إسرائيل، حيث تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو أراد من هذا الإعلان تدارك الموقف المحرج الذي وُضع فيه بعد فشل زيارته لأبوظبي، وذلك قبيل 10 أيام من الانتخابات الإسرائيلية. فأين ستنفَق هذه الأموال، وهل ستساعد نتنياهو في رفع أسهمه قبيل الاقتراع؟

الإمارات تقدم لنتنياهو هدية قبيل الانتخابات.. أين ستضخ هذه المليارات؟

بالتزامن مع إعلان نتنياهو، أعلنت الإمارات عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار "يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية في إسرائيل" بحسب بيان لوكالة الأنباء الإماراتية نُشر مساء الخميس.

وأضافت الوكالة أن هذا الإعلان جاء بعد مكالمة هاتفية بين محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث بحث الطرفان "تقدم العلاقات الثنائية في ضوء معاهدة السلام التي تم توقيعها بين البلدين".

وجرى الاتفاق على "إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية في إسرائيل، تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها".

وبحسب بيان "وام"، سيركز الصندوق على مبادرات التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسيتم تمويل الصندوق من مخصصات من الحكومة ومن مؤسسات القطاع الخاص. 

حيث إن "تأسيس الصندوق يأتي بعد التوقيع على اتفاق أبراهام التاريخي بين البلدين، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين اثنين من الاقتصادات المزدهرة في المنطقة وفتح المجال للاستثمارات وخلق فرص الشراكة لدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي في البلدين والمنطقة"، بحسب وصف البيان.

وطبَّعت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي برعاية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي وصفه نتنياهو بـ"الإنجاز التاريخي" لإسرائيل، حيث كانت الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994. وتبع الإمارات في عقد اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل البحرين والمغرب والسودان. 

استثمارات تنقذ نتنياهو في الانتخابات وتعطي دفعةً للاقتصاد الإسرائيلي

وكان نتنياهو قد أعلن مساء الخميس في فيديو نشره على حسابه بتويتر، بُعيد فشل رحلته للإمارات، أنه "سيقوم بزيارة قريباً جداً (لم يحدد موعداً بعينه)، كما أن حكومته ستعمل على الدفع بجواز السفر "الأخضر" بين إسرائيل والإمارات قدماً، وأن الإمارات تنوي الاستثمار في مشاريع مختلفة بإسرائيل وبقطاعات متنوعة وذلك بمبلغ طائل قدره 10 مليارات دولار"، مضيفاً حول النقطة الأخيرة: "هذه أخبار مهمة جداً بالنسبة لمواطني إسرائيل".

وأكد نتنياهو أن تل أبيب تبحث مشاريع معينة مع الإمارات، بشأن تلك الاستثمارات التي قال إنها "ستكون وسيلة أخرى من شأنها دفع اقتصاد الإسرائيلي إلى الأمام".

https://www.youtube.com/watch?v=U_V5p0YlTcU

وتعرَّض الاقتصاد الإسرائيلي كغيره من الاقتصادات حول العالم لخسائر كبيرة خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، ويتهم معارضون نتنياهو بالفشل في إدارة ملف الجائحة وعدم توفير فرص عمل وتعويض الإسرائيليين عن خسائرهم طوال العام الماضي، فيما لا يزال الآلاف من المحتجين ضد نتنياهو يتظاهرون أسبوعياً بالقرب من منزله، وكذلك مقر رئاسة الوزراء في القدس المحتلة، كما شهدت العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية احتجاجات واسعة ضد حكومة نتنياهو الذي تلاحقه تهم بالفساد منذ عامين.

ويأمل نتنياهو أن تساهم المليارات الإماراتية التي سيتم ضخها في الاقتصاد الإسرائيلي، في رفع رصيده قبل أيام من الانتخابات التي يخوضها للمرة الرابعة على التوالي بسبب فشله في تشكيل حكومات ائتلافية وتصاعد الخلافات بين القوى والأحزاب الإسرائيلية المختلفة، التي تسعى معظمها لإسقاط نتنياهو بأي شكل من الأشكال، حيث تعرض حزبه الليكود لانشقاقات مؤخراً، فيما يحاول نتنياهو لأول مرة في مشواره السياسي، كسب ود أصوات القاعدة العربية المعرضة للتهميش والعنصرية المستمرة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية.

خط أنابيب "إيلات – عسقلان" سيكون أحد أكبر المشاريع بين الإمارات وإسرائيل

وكانت إسرائيل والإمارات قد أعلنتا بُعيد توقيع اتفاق التطبيع بينهما، عن نيتهما تدشين خط أنابيب "إيلات – عسقلان" لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث أعلنت شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية (EAPC) المملوكة للحكومة الإسرائيلية، وشركة "ميد ريد لاند بريدج" المملوكة لإسرائيليين وإماراتيين ويقع مقرها في الإمارات، توقيع اتفاقية تفاهمٍ هي الأولى من نوعها. 

ويهدف الاتفاق إلى تطوير بنية تحتية قائمة وجديدة، لنقل نفط دول الخليج إلى أسواق الاستهلاك في أوروبا، والذي يمر معظمه حالياً عبر قناة السويس. وأنبوب "إيلات – عسقلان" يشمل خط نفط رئيسياً؛ إذ يصل طول الأنبوب إلى 254 كيلومتراً. فيما يضم ميناء عسقلان خزانات للنفط بسعة 2.3 مليون برميل، ويستقبل ناقلات للخام بحجم 300 ألف طن.

خريطة مشروع إيلات-عسقلان الملاحي الذي قد يكون بديلاً قناة السويس المصرية/ masr360

غير أن هذا المشروع الذي يخدم مصالح الإمارات وإسرائيل، فإنه يحمل خسائر لمصر. وعلى الرغم من أن القاهرة تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل والإمارات، فإن واقع الأمر أن الاتفاقية قد تحرمها حصةً كبيرة من رسوم عبور قناة السويس.

لكن على الرغم من المصالح الاقتصادية المتوقعة، فإن معارضة شرسة برزت حيال خط الأنابيب الجديد بسبب المخاوف البيئية. فميناء إيلات محاط بالشعاب المرجانية التي يمكن أن تتعرض لأضرار كبيرة. وقد جاء التسرب النفطي الأخير في سواحل البحر المتوسط المطلة على إسرائيل الشهر الماضي بمثابة نذير شؤم بما يمكن أن يتسبب فيه مشروع من هذا النوع.

تحميل المزيد