حلال لأمريكا حرام لغيرها.. واشنطن تطوِّر أسلحة الليزر الفتاكة وتسعى لمنعها عن الآخرين

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/12 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/12 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
تصور فني من شركة نورثروب غرومان لمركبة سترايكر القتالية تطلق ليزر عالي الطاقة ضد طائرات بدون طيار/ (نورثروب جرومان)

يسعى الجيش الأمريكي لتطوير أسلحة مضادة لأسلحة الليزر التي يمتلكها منافسوه، خصوصاً الصين، فأين وصلت جهود البنتاغون؟

ففي الوقت الذي تتسابق فيه الجيوش في جميع أنحاء العالم لتطوير أسلحة ليزر قتالية فتاكة، فإن البنتاغون شرع بالفعل في السير في الاتجاه الآخر وهو كيفية مواجهة وتدمير أسلحة الليزر تلك.

وكان تقرير صادر عن البنتاغون عام 2019 قد كشف عن قيام البحرية التابعة للجيش الصيني باختبار نظام أسلحة ليزر تكتيكي يتشابه إلى حد التطابق مع نظام أسلحة الليزر التابع للبحرية الأمريكية وهو سلاح دفاعي مضاد للأسلحة البرية من مدرعات ودبابات والأسلحة الجوية من طائرات مقاتلة وصواريخ كانت الصناعات العسكرية الأمريكية قد بدأت تطويره منذ عام 2014.

مدفع ليزر أمريكي

وكانت النسخة الصينية من نظام التسليح بالليزر قد ظهرت في فيديو ترويجي بثته القناة الرسمية في بكين وظهر فيه نظام التسليح محمولاً على مركبة برية، لكنه مخصص للمهام البرية والبحرية أيضاً، إضافة لإمكانية نشره للتصدي للطائرات والصواريخ كذلك. وبحسب البيانات الصينية وقتها، يعمل الجيش الصيني على نشر نظام أسلحة النظر على متن المقاتلات البحرية من طراز 055 في السنوات القادمة كبديل عن نظام الصواريخ أرض-جو HHQ-10.

وفي عام 2018 أظهرت صور صينية منشورة على منصات التواصل الاجتماعي أن بكين تعمل على تطوير مدفع ليزر عملاق له تطبيقات أرض-أرض وأرض-جو، مشابه أيضاً من حيث الشكل والخصائص مع نسخة أمريكية من نفس المدفع تستخدمه البحرية الأمريكية. وكانت النسخة الصينية محمولة على موديل قديم من المركبات الحربية الأشبه بالدبابة تصاحبها حاويات تحمل تجهيزات مساندة على الأرجح تمثل مصدر الطاقة لمدفع الليزر.

زيادة الطلب على أسلحة الليزر

ومع انتشار أسلحة الليزر القتالية وازدياد الطلب العالمي عليها من جانب جميع الجيوش، قرر الجيش الأمريكي العمل على تطوير أسلحة مضادة لليزر الذي يمتلكه الأعداء، بحسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية قال إن الجيش الأمريكي يشعر بالقلق من قدرة أسلحة الليزر عالية الطاقة (HEL) على تدمير أو إتلاف أقمار المراقبة الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد والطائرات والمركبات، علاوة على استهداف الأفراد.

إذ على الرغم من التحديات المتعلقة بتوليد طاقة كهربائية كافية لتشغيل تلك الأسلحة، فإن عصر الليزر القتالي على وشك أن يصبح حقيقة واقعة، وتعمل القوات البحرية الأمريكية والألمانية بالفعل على تطوير مدفع ليزر لسفنها الحربية، وقد تكون روسيا على وشك إنتاج مدافع ليزرية لمقاتلاتها من الجيل التالي، كما يرمي الجيش الأمريكي إلى نشر مركبات مدرعة من طراز سترايكر مزودة بأسلحة ليزرية بحلول عام 2022.

نموذج لمركبة أمريكية تحمل أسلحة ليزر/ US Army

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن "وكالة مشروعات البحوث المتطورة الدفاعية" (داربا) DARPA التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية بدأت العمل بالفعل على إنتاج حلول مضادة لأسلحة الليزر.

ويشير تقرير بحثي صادر عن "داربا"، المعنية بأبحاث تطوير هذا النوع من الأسلحة، إلى أن ظهور الليزر القتالي "كان مدفوعاً بالطلب على آلات القطع المستخدمة في الصناعة وقطاعات الاتصالات بعيدة المدى ذات النطاق الترددي العالي".

ويوضح التقرير أن "هذه المواد والمعدات الليزرية نفسها يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة الطاقة الموجهة لأغراض تدميرية أو تخريبية (مثل التعمية المؤقتة أو التحطيم الكهروضوئي بالأشعة تحت الحمراء 

(EO/IR). كما تتيح أسلحة الليزر عالية الطاقة المتوفرة لدى أعداء الولايات المتحدة إمكانيات الرصد السريع والتتبع والاشتباك وبلوغ تأثيرات شبه فورية فيما يتعلق بتقويض أو تدمير أهداف الولايات المتحدة وحلفائها".

علاوة على ذلك، فإن القدرة على تقليص الحجم والوزن والقوة لأسلحة الليزر يتيح استخدامها في أنظمة تمتلك قدرات عالية على النقل والحركة.

أمريكا تسعى لتطوير مضادات لأسلحة الليزر

لكن القاعدة الأبرز للحرب تظل حاضرة في هذا السياق أيضاً، وهي أن كل سلاح لا بد أن يواجه في النهاية سلاحاً مضاداً له. وكما تواجه قاذفة القنابل الطائرات المقاتلة، وتواجه الدبابات الصواريخ المضادة للمدرعات، فقد جاء الدور على أسلحة عالية الطاقة لكي تواجه الأسلحة المضادة لها.

وفي هذا السياق، جاء إعلان المشروع الصادر عن وكالة "داربا" الأمريكية ليقول: "يتمثل أحد الأهداف المحتملة لبرنامج مستقبلي في إنتاج أنظمة دفاعية معززة بتقنيات الليزر عالي الطاقة، والتي أولاً: يمكنها الكشف بسرعة عن الهجمات بسلاح الليزر عالي الطاقة في سيناريوهات تكتيكية.

وثانياً: تحديد الموقع الجغرافي للمصدر (وما إذا كان الاستهداف مباشراً أم غير مباشر). وثالثاً: التعطيل السريع للهجوم. وما تسعى إليه (داربا) على وجه التحديد، هو إثبات الجدوى والقيمة المحتملة للتقنيات المتوفرة لديها والتي تتيح إنتاج نظام متكامل يمكنه الاضطلاع بالوظائف الثلاث المذكورة أعلاه".

ليزر قاطع

وفي حالتها المثالية، ستمتلك أسلحة الليزر المضادة القدرةَ على رصد وتعطيل هجمات الليزر عالي الطاقة- سواء الصادرة عن أسلحة ثابتة أو متحركة- قبل أن يتمكن العدو من توجيه ضربته. ومن المثير للاهتمام أن وكالة "داربا" تعمل أيضاً على إنتاج "منصات وذخائر صلبة لتوفير القدرة على القيام بهجوم حركي على أنظمة الليزر الهجومية". والمقصود من ذلك هو إنتاج صواريخ وقنابل- وطائرات عادية ومسيّرة تحملها- تمتلك القدرة على المناورة في مواجهة نيران أسلحة الليزر الهجومية لفترة تكفي لتدمير تلك الأسلحة عالية الطاقة.

ومع ذلك، تورد "داربا" أحد أبرز التحديات التي تواجه المشروع، وهو "رصد الهجوم الليزري غير المباشر من خارج المحور لإشعاع الليزر المتناثر على مسافات طويلة من نقطة الاستهداف، خاصة طرق اكتشاف التشتت الضعيف تحت ظروف محيطية عالية الإضاءة". ويشير هذا إلى أن إحدى طرق اكتشاف أسلحة الليزر على المدى البعيد هي الضوء المنتشر الذي ينبعث منه، على افتراض أنه يمكن رصده على الرغم من ظروف الإضاءة الخلفية.

كما يشير التقرير إلى تحديات أخرى تواجه الأنظمة المضادة لأسلحة الليزر الهجومية، منها: معالجة سريعة على متن الطائرة لتعيين مصدر الهجوم واستهدافه وتتبعه في الوقت الفعلي. تعطيل سلسلة هجمات السلاح الليزري خلال أجزاء من الثانية من الهجوم.

التوصل إلى حلول مادية تحمي من هجوم الأسلحة الليزرية وتمكن من إكمال المهمة، ويشمل ذلك مهام مواجهة الليزر عالي الطاقة، أثناء هجومٍ من هذا النوع. التعاون بين أنظمة أسلحة مضادة ميدانية متنوعة لتشمل الاستشعار في الوقت الفعلي ومعالجة البيانات مباشرة. تعيين النقطة التي تم عندها تعطيل هجوم السلاح الليزري بنجاح.

والخلاصة تشير إلى أن المواجهة بين أسلحة الليزر وأنظمة الدفاع المضادة حتمية ولا مفر منها، لكن هذا السباق من المرجح أن يستمر لأن التقدم التكنولوجي ما ينفك يجعل أسلحة الليزر أكثر عملية وقابلية للاستخدام.

تحميل المزيد