هناك اعتقاد متزايد لدى العسكريين الروس بأنهم قد وجدوا أخيراً ثغرة في قدرات المقاتلة الأمريكية F-35 التي تعد الطائرة "الأكثر تقدماً" في العالم.
والمقاتلة الأمريكية F-35 (والتي تعتمد بشكل كبير على الخصائص الشبحية) تتميز بالقدرة على أداء مجموعة من الأدوار، بما في ذلك التفوق الجوي ومهام الضربات الأرضية.
وتعد هذه الطائرة الخفية التي استخدمتها حتى الآن دول مثل إسرائيل والمملكة المتحدة وعدد قليل من الدول الأخرى إضافة للولايات المتحدة، جزءاً من أغلى برنامج في العالم، حيث تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من تريليون دولار على مدى 60 عاماً من عمرها.
وعلى الرغم من التكاليف الفلكية التي ينطوي عليها مشروع المقاتلة الأمريكية F-35، لا يزال هناك العديد من الراغبين في هذه الطائرة والإمارات العربية المتحدة واحدة منهم، حسب موقع Eurasian times.
اقرأ أيضاً
عيوب المقاتلة الأمريكية F-35
ومع ذلك قال خبير عسكري روسي لوكالة سبوتنيك للأنباء المملوكة للدولة، إن المقاتلة الأمريكية F-35 لا تزال باهظة الثمن ومعقدة على تقنية صعيد التخفي.
يقول الخبير الروسي ديمتري دروزدينكو إن المقاتلة الأمريكية F-35 على الرغم من ميزاتها المتقدمة، تعاني من مشاكل فنية تعيق الأداء العام للطائرة.
"فالمقاتلة الأمريكية F-35 عبارة عن نظام معقد للغاية، وعلى هذا النحو فإنه يحتوي على الكثير من الثغرات والأخطاء، ومن الصعب جداً تصحيحها، لأنها طائرة ذات تقنية عالية بشكل مفرط"، حسب دروزدينكو.
وبالفعل منذ انطلاقها ابتليت طائرات F-35 بالفعل بالمشاكل.
فمؤخراً، كشف مكتب الاختبارات في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن F-35 لا تزال يشوبها 871 عيباً في البرامج والأجهزة، والتي يمكن أن تقوض دائماً استعدادها أو مهامها أو صيانتها في المستقبل.
ومع ذلك على الرغم من عيوبها، لا تزال الطائرات تتمتع بدعم قوي من عملائها في الخارج وكذلك من الكونغرس الأمريكي.
اقرأ أيضاً
الأكثر تقدماً في التخفي
الميزة الأكثر جاذبية للطائرة هي تقنية التخفي التي تساعدها على التهرب من رادارات العدو وشن هجمات مفاجئة بدلاً من ذلك.
إنها التكنولوجيا الأكثر تقدماً ويُقال إنها متفوقة نوعياً على تلك المستخدمة في المقاتلات القتالية الحديثة مثل J-20s الصينية وحتى مقاتلات Su-57 الروسية
والتخفي هو جزء من التكتيك العسكري لجعل الطائرات المقاتلة والسفن والغواصات والصواريخ والأقمار الصناعية وكذلك المركبات الأرضية أقل وضوحاً أو غير مرئية تقريباً للرادار والأشعة تحت الحمراء والسونار وغيرها من طرق الكشف.
تم تصميم طائرات F-35 وF-22 Raptors بطريقة تقلل المقطع العرضي للرادار (RCS).
وهذا ما يجعل هذه الطائرات مختلفة تماماً عن غيرها، حيث يمكنها الاستفادة من الدقائق أو الثواني التي لا تكتشفها فيها طائرات العدو.
لماذا لن تحميها هذه التقنية دوماً؟
ومع ذلك وفقاً لدروزدنكو، تعتمد الطائرات المقاتلة الأمريكية كثيراً على التخفي، والذي قد يصبح عفا عليه الزمن في المستقبل.
"على عكس الروس، يعتمد الأمريكيون كثيراً على التخفي. ومع ذلك فإن تكنولوجيا الرادار تتطور بسرعة ولم يعد الاختفاء ضامناً أكيداً للسيطرة الجوية "، حسب دروزدينكو.
وفقاً لدروزدينكو، يمكن أن تكون قدرة المقاتلة على القتال مرة أخرى بعد اكتشافها من الخصم العامل الذي يقرر مصير المبارزة الجوية بين الطائرات الأكثر تقدماً.
"فالقتال الجوي التلاحمي لم ينته أوانه"، حسب دروزدينكو الذي يقول: "سيطلق الطيارون النار من مسافة بعيدة في بداية المعركة الجوية، ولكن بعد ذلك ستتقارب الطائرات المقاتلة".
المنافسة الأهم لها
واحدة من هذه المقاتلات التي يمكن أن تتحدى F-35 في معركة عنيفة هي مقاتلة المقاتلة الروسية Sukhoi Su-35.
على عكس الجيل الخامس من مقاتلات F-35، فإن Su-35 هي مقاتلة من الجيل 4 ++ ؛ والشيء الوحيد الذي يضعها في الجيل الرابع وليس الخامس هو افتقارها إلى تقنية التخفي.
قد تكون الطائرة F-35 مسلحة بتقنية فائقة الحداثة وإلكترونيات الطيران، ومع ذلك، فإن سرعة Su-35 وقدرتها على المناورة أعلى بكثير من الطائرة الأمريكية"، حسب Eurasian times.
نظراً لأن تقنية التخفي تجعل طائرات F-35 غير مرئية للرادار، فإن Su-35 لا يمكنها على الأرجح أن تكتشف الـF-35 من الجو (فرص اكتشاف الطائرات الشبحية من الأرض أعلى من الجو)، مما يمنح المقاتلة الروسية وقت رد فعل قصيراً.
ومع ذلك، فإن سرعة Su-35 والقدرة على المناورة، جنباً إلى جنب مع قدرات الطيار، يمكن أن تعوض عن ضيق الوقت المتاح لهذه المقاتلة الروسية في مواجهة منافستها الأمريكية.
كما أن التعاون مع الرادارات الأرضية يمكن أن يساعد السوخوي في اكتشاف طائرات F-35، في وقت مناسب.
علاوة على ذلك في المعارك الجوية، يعتقد أن المقاتلة F-35 تفتقر إلى القدرة الهائلة على المناورة وأنها أقل في هذا المجال بشكل كبير من الطائرة الشبحية F-22 (الرابتور) بل وحتى طائرة الجيل الرابع الأصغر F-16، مما يجعلها فريسة مثالية للمقاتلة الروسية Su-35، حسبما يقول الروس.