الفيروس البريطاني أشد فتكاً.. إليك أعراضه المختلفة عن كورونا القديم، ولماذا علينا الخوف من النسخة البرازيلية أكثر؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/28 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/28 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية /رويترز

يبدو أن العالم مقبل على أيام خطيرة جراء النسخ المتحورة من فيروس كورونا، إذ تشير تقديرات أولية أن بعضاً من هذه النسخ المتحورة قد يكون أشد فتكاً مثل الفيروس البريطاني، وأخرى قادرة على مراوغة اللقاحات مثل الفيروس البرازيلي.

فقد أثار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجزع مجدداً، عندما قال إن الأدلة المبكرة تشير إلى أن نوع فيروس كورونا الذي ظهر في المملكة المتحدة قد يكون أكثر فتكاً، ويعتقد الآن أن هذا الفيروس المتحور أحد أسباب ارتفاع الوفيات في بريطانيا في الموجة الحالية، التي تخطت الـ100 ألف.

كان الخبر السيئ الذي أبلغه البريطانيون للعالم من قبل، بناءً على الدراسات السابقة، أن النسخة البريطانية من فيروس كورونا كانت أكثر انتشاراً، ولكن دون الإشارة إلى أنه أشد فتكاً.

فلقد تبيّن أن النوع البريطاني من النسخ المتحورة من فيروس كورونا ينتشر بين 30% و70% أسرع من النسخ الأقدم، إذ قدر العلماء أن النسخة البريطانية المعروفة باسم B117 تكرر نفسها أسرع مرتين من السلالة التي ظهرت من ووهان، وتلتصق بالخلايا بشكل أفضل، بفضل الطفرات التي حدثت لها.

والآن هناك حديث عن أن الفيروس المتحور في نسخته البريطانية أكثر فتكاً بنسبة 30%.

كيف سينعكس الفيروس البريطاني على معدل الوفيات؟

على سبيل المثال، مع إصابة 1000 شخص في الستين من العمر بالفيروس القديم من المتوقع أن يموت 10 منهم، لكن هذا يرتفع إلى حوالي 13 مع الفيروس المتحور.

 ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الأرقام، ولا يزال من المتوقع أن تنجح اللقاحات في مواجهته.

ولكن بيانات الوفيات الأخيرة الصادرة في بريطانيا تشير إلى أن متغير B117 أكثر فتكاً بنسبة تصل إلى 30% من الإصدارات السابقة للفيروس، لكن هذا لم يتم تأكيده بعد في الدراسات العلمية التي راجعها النظراء.

 تحاول كل من هيئة الصحة العامة في إنجلترا، وإمبريال كوليدج لندن، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وجامعة إكستر تقييم مدى فتك المتغير الجديد.

تم تقييم أدلتهم من قبل العلماء في المجموعة الاستشارية لتهديدات فيروس الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة.

وخلصت المجموعة إلى أن هناك "احتمالاً واقعياً" بأن الفيروس أصبح أكثر فتكاً، لكن هذا أبعد ما يكون عن اليقين.

ووصف السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين للحكومة، البيانات بأنها "ليست قوية بعد".

قال: "أريد أن أؤكد أن هناك الكثير من عدم اليقين حول هذه الأرقام، ونحن بحاجة إلى مزيد من العمل للحصول على معالجة دقيقة لها، ولكن من الواضح أن هناك قلقاً من أن هذا يؤدي إلى زيادة في معدل الوفيات، وكذلك زيادة في قابلية الانتقال".

تم اكتشاف البديل الجديد لأول مرة، في كنت، في سبتمبر/أيلول. إنه الآن الشكل الأكثر شيوعاً للفيروس في إنجلترا وأيرلندا الشمالية، وانتشر في أكثر من 50 دولة أخرى.

ومما يزيد المخاوف من الفيروس البريطاني أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأمريكية أصدرت تنبؤاً نموذجياً، في أوائل يناير/كانون الثاني، يشير إلى أن النسخة البريطانية يمكن أن تصبح السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة في وقت ما، في مارس/آذار 2021، التي تعد أكثر دول العالم إصابة بالفيروس.

كما يتوقع بعض مسؤولي الصحة العامة في بريطانيا، أن B117 سيصبح الشكل السائد لـCovid-19 في العديد من البلدان.

تحاول كل من هيئة الصحة العامة في إنجلترا، وإمبريال كوليدج لندن، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وجامعة إكستر تقييم مدى فتك المتغير الجديد.

تم تقييم أدلتهم من قبل العلماء في المجموعة الاستشارية لتهديدات فيروس الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة.

وخلصت المجموعة إلى أن هناك "احتمالاً واقعياً" بأن الفيروس أصبح أكثر فتكاً، لكن هذا مازال أبعد ما يكون عن اليقين.

ووصف السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين للحكومة، البيانات بأنها "ليست قوية بعد".

قال: "أريد أن أؤكد أن هناك الكثير من عدم اليقين حول هذه الأرقام، ونحن بحاجة إلى مزيد من العمل للحصول على معالجة دقيقة لها، ولكن من الواضح أن هناك قلقاً من أن هذا يؤدي إلى زيادة في معدل الوفيات، وكذلك زيادة في قابلية الانتقال".

هل هناك اختلاف في الأعراض؟ تبايُن في نقطة شديدة الأهمية

وبالفعل يمكن لأولئك الذين يتعاملون مع الفيروس الجديد أن يتوقعوا بعض أوجه التشابه مع الأعراض للفيروس التقليدي، ولكن أيضاً هناك بعض الاختلافات الحاسمة بينهما.

وفقاً لمسح أجراه مكتب الإحصاء الوطني البريطاني (ONS)، فإن الأشخاص الذين لديهم البديل الجديد هم أكثر عرضة للإصابة بسعال مستمر، وإرهاق، والتهاب الحلق، وآلام العضلات.

الاختلاف الرئيسي هو أن المرضى أقل عرضة لفقدان حاستي التذوق أو الشم، ما يُعتقد أنهما من العلامات المنذرة بفيروس كورونا.

ماذا يفعل الفيروس البريطاني مع اللقاحات؟

الخبر الإيجابي أن كثيراً من الأطباء يعتقدون أن النسخة البريطانية من فيروس كورونا، المسماة B117، لن تمثل مشكلة أمام اللقاحات الحالية، التي يتم طرحها في جميع أنحاء العالم. أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن الأجسام المضادة التي أنتجها المشاركون في تجربة لقاح فايزر يبدو أنها تعمل ضد هذا البديل.

ومن المتوقع أن يعمل لقاح Pfizer وOxford-AstraZeneca ضد البديل الذي ظهر في المملكة المتحدة.

ولكن وجد رافيندرا جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي بجامعة كامبريدج، في دراسة أجريت على كبار السن، أن الاستجابة المناعية الناتجة عن لقاح فايزر كانت أقل فاعلية ضد البديل البريطاني.

 مع ذلك، قال السير باتريك إن هناك قلقاً أكبر بشأن نوعين مختلفين آخرين ظهرا في جنوب إفريقيا والبرازيل.

يقول العلماء "لديهما سمات معينة قد تكون أقل عرضة للقاحات، فهما بالتأكيد مصدر قلق أكثر من تلك الموجودة في المملكة المتحدة في الوقت الحالي، وهناك حاجة إلى مواصلة النظر فيها ودراستها بعناية شديدة".

الفيروس البرازيلي.. لماذا يخشاها العلماء؟

وجدت دراسات هذه النسخة في البرازيل، وخاصة في ريو دي جانيرو، في وقت مبكر من يوليو/تموز، اكتشفها باحثون في اليابان في مسافرين قادمين من البرازيل. تحتوي النسخة البرازيلية على أكثر من 10 تعديلات، تم العثور على العديد منها في بروتين شوكة الفيروس، الذي يربط الفيروس بالخلية، لهذا السبب يعتقد الباحثون أن السلالة ربما تكون أكثر قابلية للانتقال.

هناك أيضاً بعض الأدلة المبكرة على أن الأجسام المضادة قد لا تتعرف على هذه النسخة، ما قد يؤدي إلى الإصابة مرة أخرى.

تم تصنيف السلالة على أنها "متغير مثير للقلق" من قِبل مسؤولي الصحة العالمية.

يثير ظهور المتغير البرازيلي P1 مخاوف من أن الفيروس قد يطور ميلاً متزايداً لإعادة إصابة الأفراد، وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. 

هل اللقاحات تعمل مع الفيروس البرازيلي؟

لا يوجد دليل قوي في الوقت الحالي يشير إلى أن اللقاحات لن تعمل ضد البديل البرازيلي. ومع ذلك فقد أثار العلماء احتمال أن هذا البديل يمكن أن يتجنب الأجسام المضادة، ما قد يؤثر على فاعلية اللقاحات الحالية.

تم العثور على نوع آخر من النسخة البرازيلية من فيروس كورونا، سُمى P2، وجد في شخصين أصيبا بـCovid-19 بفارق شهرين، وهو يحمل طفرة E484K التي تثير مخاوف من أن الفيروس قد يتطور بطرق تسمح له بالتهرب من أجزاء من الجهاز المناعي. قال علماء من اتحاد Cog-UK إنه لا يوجد دليل حتى الآن يشير إلى أنه يؤثر على فاعلية اللقاحات.

الفيروس الجنوب إفريقي

تم التعرف على هذه الطفرة في أكثر من 20 دولة، بما في ذلك كندا وأستراليا وإسرائيل، ولكن ليس في الولايات المتحدة.

 ما الذي يجعله مختلفاً؟

تشترك هذه الطفرة في بعض أوجه التشابه مع الفيروس المتحور في المملكة المتحدة، ومنها أنها أكثر قابلية للانتقال من النسخ القديمة.

ولا يوجد دليل على أن هذه النسخة أكثر فتكاً، ولكن اقترح سكوت جوتليب، المدير السابق لإدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة، أن هذا البديل قد يكون أكثر مقاومة للعلاجات بالأجسام المضادة.

هل اللقاحات تعمل معه؟

قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، في يناير/كانون الثاني 2021، إن اللقاحات قد يكون لها تأثير ضئيل ضد هذه النسخة، لكنها على الأرجح ستظل فعالة. 

وقالت شركة موديرنا إن لقاحها يحمي من البديل الجنوب إفريقي، مع تحذير مهم: كانت الأجسام المضادة التي تم الحصول عليها من اللقاح أقل فاعلية أيضاً في تحييد هذا الفيروس في المختبر.

تحميل المزيد