مضت حتى الآن خمس سنوات فقط منذ تقديم طائرة إف-35 لايتنيغ الثانية (F-35 Lightning II)، ورغم بدايتها الصعبة، لم تكُن الإخفاقات والانتقادات الموجهة إلى المقاتلة الشبح من الجيل الخامس لشركة Lockheed Martin الأمريكية، كافيةً لمنعها من أن تحظى بمكانةٍ كبيرة داخل الجيش الأمريكي.
وإليكم خمسة أسباب جعلت طائرة إف-35 تحافظ على مكانتها ضمن أفضل المقاتلات النفاثة في العالم.
1- تعدُّد الاستخدامات داخل مقاتلة إف-35
يُبالَغ عادةً في استخدام مصطلح "تعدُّد الاستخدامات التشغيلية" داخل مجال التعليقات الدفاعية، لكن مقاتلة "إف-35" استثناءٌ يضمن تحقيق معنى المصطلح بالكامل، كما تقول مجلة The National Interest الأمريكية.
والمقاتلة إف-35 مصممة بعديد من التجهيزات المختلفة، لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام. إذ يحتوي تجهيز "الشبح" على أربعة صواريخ إيه آي إم-120 (أمرام) لمهمات الجو-جو، أو مزيج من أربع "قنابل ذكية" أمرام، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام) للمهمات الجو-أرض، وجميعها محمَّلة داخل مخزن التسليح الداخلي للمقاتلات؛ من أجل تقليل ظهورها على الرادار.
ومن ثم هناك تجهيز "وضع الوحش" الذي يُوفّر 14 صاروخ أمرام وصاروخين إيه آي إم-9 (سايدويندر) للمهمات الجوية، أو ستة صواريخ جدام مع أربعة صواريخ أمرام/سايدويندر للمهمات الأرضية، وتوجد داخل مزيجٍ من المخازن الداخلية والخارجية. وكما يُوحي الاسم، فإنّ "وضع الوحش" يُضحّي بالأداء الشبحي الخفي، من أجل تحقيق أقصى قوة نيرانية يُمكن لمقاتلات إف-35 بلوغها.
2- التوافق التشغيلي الخاص بـ"إف-35″
أطلق أحد الطيارين على مقاتلة إف-35 لقب "الظهير الربعي" في السماء، إذ تستطيع أجهزة الاستشعار المتعددة على متنها توليد صورة في الوقت الفعلي لساحة المعركة. ومن ثم تستطيع المقاتلة إف-35 نقل تلك المعلومات الحية إلى الوحدات ومراكز التشغيل القريبة، لتساهم في شبكة البيانات المشتركة القائمة على المعلومات الحية.
وبهذا تكون مقاتلات إف-35 مُضاعفة للقوة: إذ تستطيع تعزيز قدرات الوحدات الجوية والأرضية والبحرية الصديقة عن طريق الاستفادة من حزمة أجهزة استشعارها المتقدمة لتوفير معلومات لن يحصلوا عليها في غياب المقاتلة.
3- التخفّي
تتميز مقاتلات إف-35 بهيكل طائرة مصمم خصوصاً لتوليد أقل مقطع عرضي على شاشات الرادار، كما أنها مغطاة بمادة تمتص موجات الرادار. ويُعتقد عادةً أن مقاتلات إف-35 تكون أكثر تخفّياً من مقاتلات إف-22 رابتور -التي يُمكن القول إنها المعيار الذهبي لأداء التخفي في الجيل الخامس- مما يُولّد مقطعاً عرضياً منخفضاً للغاية على شاشات الرادار، لدرجة أنه غالباً ما يُقارَن بكُرة غولف معدنية. وهذا يجعل الـ"إف-35″ الخيار المناسب لمهمات الاختراق في عمق المجال الجوي للعدو.
4- الحرب الإلكترونية
تتمتع مقاتلات إف-35 بنظام رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط AN/APG-81، الذي يمنحها قدرة قوية على تنفيذ الإجراءات المضادة الإلكترونية، حيث تستطيع المنظومة تتبّع عدة أهداف متحركة على مسافة تتجاوز 150 كيلومتراً وتحديد موقعها على الخرائط بدقة، إلى جانب تقديم ملفات تعريف فريدة من نوعها لتناسب أنماط المهمات المختلفة.
وفي الوقت ذاته تُقدم حزمة الإجراءات المضادة مستقبل إنذار رادار، وقدرات تشويش، فضلاً عن مزايا الاستجابة السريعة والوعي بالأوضاع. وهذان مثالان فقط من داخل واحدة من أكثر حزم إلكترونيات الطيران تطوّراً داخل مقاتلةٍ شبحية على الإطلاق.
5- التوافر
كانت العقبة الرئيسية في وجه المقاتلة إف-35 هي دون شك، التكاليف الباهظة للبرنامج على مرّ السنوات. وبينما ما تزال التكاليف تمثل مشكلة، هناك بعض الأنباء، وهي أن أولى مقاتلات إف-35 باتت مجهزةً بالكامل وتشهد بالفعل نشرها في المهام القتالية، بينما تراجعت تكاليف إنتاج الطراز بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة. ووفقاً لأحدث التقديرات، نجد أن المقاتلة إف-35 أرخص من مقاتلات الجيل الرابع الأمريكية الرائدة مع وصول سعرها إلى 77.5 مليون دولار، وأرخص بكثير من الطرازات المنافسة لدى الحلفاء مثل المقاتلة يوروفايتر التابعة للاتحاد الأوروبي. فما الذي يعنيه كل ذلك؟ لا يقتصر الأمر على تمتُّع الحكومة الأمريكية بأفضلية، بل يمتد ليجعل إف-35 قادرةً على المنافسة أكثر بصفتها منتجاً للتصدير.