تغيّب الملياردير الصيني مؤسس شركة علي بابا جاك ما عن الحياة العامة بشكل ملحوظ، ولكن لا يمثل أول حالة اختفاء، فهناك العديد من رجال الأعمال الصينيين الذين أخفتهم الحكومة.
وأغلب رجال الأعمال الصينيين الذي اختلفوا مع حكومتهم واجهوا مصيراً مروعاً، حسبما ورد في تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
مؤسس علي بابا يتغيب حتى عن برنامجه
ذكر موقع Yahoo Finance يوم الأحد، 3 يناير/كانون الثاني، أن مؤسس شركة علي بابا لم يرَه أحد علانية منذ أكثر من شهرين. إذ تغيّب في نوفمبر/تشرين الثاني عن الظهور في برنامج المواهب التلفزيوني الخاص به.
وفقاً لصحيفة The Telegraph البريطانية، حلّ مسؤول تنفيذي آخر في علي بابا محل ما، وأزال موقع البرنامج صورته.
مؤخراً، فتحت جهات تنظيمية صينية تحقيقاً لمكافحة الاحتكار في شركة علي بابا، عملاقة التجارة الإلكترونية المملوكة لجاك ما. أثارت شركة Ant Group للخدمات المالية التابعة لشركة علي بابا، غضب البنوك الصينية التي اتهمتها بسرقة أعمال منها. أدخلت الدولة لوائح في نوفمبر/تشرين الثاني أوقفت الاكتتاب العام الأولي لـ Ant Group.
فقبل تدخُّل المنظمين الحكوميين، كانت Ant تستعد لإدراجها في قائمة عامة من شأنها أن تقدَّر قيمتها بأكثر من 300 مليار دولار، فيما كان سيصبح أكبر اكتتاب في العالم، الأمر الذي أفقد شركة علي بابا أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق على الفور من Ant Group وعلي بابا.
لماذا تتم معاقبته؟
يُعرف مؤسس شركة علي بابا بأنه ناقد جريء نسبياً بالمعايير الصينية.
ذُكر أن مؤسس شركة علي بابا قد انتقد الجهات التنظيمية المالية في مؤتمرٍ عُقد في شنغهاي في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، واصفاً إياها بـ"نادي العجائز" غير المناسب للإشراف على الابتكار التكنولوجي الصيني. حسبما أفادت رويترز، تكهن دونكان كلارك، رئيس شركة BDA China التكنولوجية التي تتخذ من بكين مقراً لها، بأنه من الممكن أن يكون ما قد أُمر بأن "يتوارى عن الأنظار" بسبب القواعد الجديدة.
وقبل تواريه عن الأنظار، نصحت الحكومة مؤسس شركة علي بابا، الذي يعد أغنى رجل في الصين، بالبقاء في البلاد، حسبما نقلت وكالة Bloomberg عن شخص مطلع على الأمر.
بينما يُحتمل أن يكون مؤسس شركة علي بابا يحاول البقاء بعيداً عن الأضواء أثناء التحقيق، يذكرنا غيابه برجال الأعمال الصينيين الآخرين الذين اختفوا بعد مناوشات مع الجهات التنظيمية.
رجال الأعمال الصينيون الذين أخفتهم الحكومة
وفقاً لصحيفة The New York Times الأمريكية، اختفى رن تشيتشيانغ، وهو قطب عقارات متقاعد، في مارس/آذار، بعد اتهامه للحزب الشيوعي بسوء إدارة جائحة كورونا. حكمت بكين في وقت لاحق على رن (69 عاماً) بالسجن 18 عاماً.
يقال إن الدولة اعتقلت منتقدين آخرين انتقدوا مواجهتها للجائحة، مثل أستاذ القانون، زو جانج رن، والمحامي في مجال حقوق الإنسان، جانج زوجونج.
اختُطف شاو جيان هوا، وهو رجل أعمال يعمل في مجال إدارة الأصول، من فندق في هونغ كونغ في يناير/كانون الثاني 2017، وفقاً لوكالة رويترز.
اختفي شاو في سجنٍ صيني، وصادرت الدولة لاحقاً أجزاء من شركته، Tomorrow Group. ووفقاً لصحيفة The Guardian، اتّهمت الجهات التنظيمية شاو وغيره من كبار رجال الأعمال بإبعاد المستثمرين عن أسواق الأسهم الصينية، حسب ما ذكرته صحيفة The Times في يوليو/تمّوز.
وذكرت BBC أن الرئيس السابق للإنتربول، منغ هونغ وي، اختفى في سبتمبر/أيلول 2018 خلال رحلة من فرنسا إلى الصين. في يناير/كانون الثاني الماضي، وقد حكمت عليه الصين بالسجن لمدة 13 عاماً ونصف بتهمة الرشوة.
في حديثها لصحيفة The Guardian في عام 2018، قالت زوجة منغ، التي أبلغت سابقاً عن اختفاء زوجها، إنها تعتقد أن زوجها بريء وأن اعتقاله كان لدوافع سياسية.
وقالت: "هذا ليس عادلاً. أعتقد أن حملة مكافحة الفساد في الصين أُتلفت بالفعل. لقد أصبحت أداة لمهاجمة الأشخاص الذين تعتبرهم أعداءك".