تفوَّقت على أمريكا وروسيا.. كيف أصبحت الصين تمتلك أكبر أسطول من الدبابات تحت الخدمة في العالم؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/01 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/01 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
الدبابات الصينية خلال استعراض عسكري، بكين/ Xinhua

في العام الماضي، قدَّم كل من الجيشين الأمريكي والروسي نسخاً جديدة من دباباتهما القتالية الرئيسية، في تعزيزٍ للتصور السائد عن تلك القوات على أنها القوات المدرعة الأبرز في العالم.

ومع ذلك، فإن حقيقة أخرى تبرز ها هنا، وهي أن الصين، وليست أمريكا أو روسيا، هي الدولة التي تمتلك أكبر قوة دبابات على وجه الكرة الأرضية، حيث يبلغ عدد الدبابات التي تمتلكها مجتمعةً 6900 دبابة عسكرية ضخمة، كما يقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية. فلماذا تمتلك الصين كل هذا العدد الهائل من الدبابات رغم أن جيشها لا يعتبر القوة المدرعة الأبرز في العالم؟

الصين.. أكبر أسطول دبابات عسكرية تحت الخدمة في العالم

على خلاف الصين، يحتاج كل من الجيشين الأمريكي والروسي إلى أقل من 2000 دبابة لتجهيز جميع وحداتهما المدرعة في الخطوط الأمامية تجهيزاً كاملاً، وإن كان الجيشان يحتفظان أيضاً بآلاف الدبابات الإضافية في الاحتياط.

في الوقت الحاضر، تشكّل الدبابات قديمة الطراز والمتقادمة، ما يقرب من نصف المخزون الصيني. لكن مزيج الدبابات في جيش التحرير الشعبي الصيني يتغير بسرعة، إذ تطور بكين نماذج جديدة وتشتري أخرى بكميات كبيرة.

تمتلك الصين نحو 6900 دبابة عسكرية ضخمة تحت الخدمة/ ويكيميديا

غير أن ذلك لا يعني أن الجيش الصيني يعرف كيف يستخدم كل هذه المركبات الجديدة، فعندما يتعلق الأمر بالدبابات، فإن عقيدة الصين متخلفة عن معداتها.

وتستند هذه المعلومات إلى ما أورده تقرير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS)، ومقره لندن، في عام 2018، من أنه "على الرغم من احتفاظ كل من روسيا وأمريكا بأعداد كبيرة من دبابات القتال الرئيسية في المخزن، فإن جيش التحرير الشعبي الصيني لديه حالياً أكبر أسطول دبابات عسكرية تحت الخدمة في العالم".

لكن، من جهة أخرى، يوضح التقرير أن "الحجم والتكلفة المتضمنة في إنتاج تصميمات لدبابات حديثة كافية لتجهيز قوة بهذا الحجم، ثبت أنهما يمثلان تحدياً كبيراً لجيش التحرير الشعبي، ومؤخراً فقط ارتفعت النسبة المئوية لقوة الدبابات المجهزة جيداً للاعتماد عليها فوق 50%".

ويمتلك الجيش الصيني 5 نماذج دبابات رئيسية

الدبابة طراز 59 

هي في الأصل عبارة عن دبابة "تي 54" روسية أنتجتها الصين بترخيص حصلت عليه في الفترة من 1958 إلى 1978. ويتميز الطراز 59 بمدفع أملس عيار 100 ملم أو مدفع عيار 105 ملم، ودرع فولاذي. وتمثل الدبابات من طراز 59 نحو 2900 دبابة عاملة من أصل 6900 من مجموع الدبابات التي تمتلكها الصين.

غير أن واقع الأمر أن هذه الدبابات العتيقة "عفا عليها الزمن فعلياً"، وفقاً لتقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ومن غير المحتمل أن يكون لها دورٌ ذو مغزى في أي صراع شديد الحدة مع قوى أخرى.

الدبابة طراز 79

وهي دبابة أنتجتها الصين في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بها مدفع بقطر 105 ملم ودرع فولاذي. 

الدبابة طراز 88

وهي التصميم المماثل لدبابة 79، لكن يتركيبات أخرى لدعم الدبابة، وتم إنتاجها في أواخر الثمانينيات والتسعينيات.

ويوجد نحو 500 دبابة من طراز الدبابات "79" والدبابات "88" في خدمة الجيش الصيني. ويزعم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الدبابات من طراز 79 وطراز 88، لا يجهزان سوى عدد قليل من الوحدات في المناطق الجبلية الشمالية والغربية في الصين.

الدبابة طراز 96

أنتجتها الصين من 1997 إلى 2005، وتتميز بمدفعها الأملس من عيار 125 ملم، والتركيبات المدرعة والثابتة على بنية الدبابة.

الدبابة طراز 99

الدبابة الصينية طراز 99/ الجيش الصيني

قيد الإنتاج بأعداد كبيرة منها حالياً، وقد أُضيف إليها درع تفاعلي وأنظمة كمبيوتر حديثة. ويمتلك الجيش الصيني 3400 دبابة من طراز الدبابة 96 والدبابة 99. وتذهب توقعات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن الجيش الصيني قد يتخلى عن جميع أنواع الدبابات لديه التي تعود إلى ما قبل 1997، وأن يجهز عدداً أقل من وحدات الأسلحة المشتركة باعتمادٍ حصري على الدبابات من طراز 96 وطراز 99.

الجيش الصيني والبحث عن عقيدة عسكرية جديدة

ومع ذلك، فإن جيش التحرير الصيني يحتاج إلى عقيدة عسكرية تتناسب مع المعدات الأكثر حداثة. كما أن غياب الخبرات القتالية الحديثة، يجعل تكتيكات الجيش الصيني وتدريبه غير كافيين في بعض الحالات، بحسب صحيفة Global Times.

وكانت صحيفة Global Times نقلت عن شبكة التلفزيون الصيني المركزي (CCTV) التي تديرها الدولة، أنه "مع بدء تدريبات [مشروعات الحرب] في عام 2019، كشفت ألوية أسلحة مشتركة من النخبة، تحت قيادة جيش المجموعة 81 التابع للقيادة المركزية للجيش الصيني، عن فشل كبير في هزيمة خصمه في معركة محاكاة عام 2018، على الرغم من تجهيزهم بأقوى دبابة قتالية رئيسية في الصين، من طراز 99 إيه".

وأضاف تقرير Global Times أنه "على الرغم من أن معركة المحاكاة قد وقعت في يوليو/تموز 2018 في قاعدة التدريب (زوريهي)، التي تقع في منطقة منغوليا ذاتية الحكم، فإنها كانت المرة الأولى التي يُكشف فيها عن تفاصيل التدريب".

"هذه الأعداد الهائلة من الدبابات التي تمتلكها الصين لا تُترجم بالضرورة إلى قوة عسكرية فعالة"/ الجيش الصيني

وقال تقرير التلفزيون الصيني إن "الوحدات من طراز (99 إيه) رقمية ومترابطة، وهي قادرة على ضرب الأعداء، حتى خارج نطاق الرؤية. ومع ذلك، فإن لواء النخبة تعرض لخسائر كبيرة أثناء التدريب بسبب طرق التفكير التي عفا عليها الزمن".

هل تترجم الأعداد الهائلة من هذه الدبابات إلى قوة عسكرية فعالة؟

ونقلت المحطة التلفزيونية الصينية عن شو تشينغبياو، قائد كتيبة في اللواء، قوله: "لقد تسرعنا في الدفع بالدبابة طراز (99 إيه) بالقرب من خط المواجهة، وهو ما لم يسمح بالاستخدام الأمثل للقدرات القتالية للدبابة".

والشاهد من ذلك أن تجهيز جيش بدبابات حديثة يختلف تماماً عن الإعداد لاستخدام هذه الدبابات نفسها على نحو فعال.

وخلاصة الأمر أن هذه الأعداد الهائلة من الدبابات لا تُترجم بالضرورة إلى قوة عسكرية فعالة، فالعديد من الدبابات القديمة عفا عليها الزمن مقارنة بالدبابات الأمريكية والروسية والحديثة، كما أن ثمة أدلة على أن الصين، حتى الآن، لا تستطيع استخدام الدبابات الأحدث على نحو مناسب، إذا انخرطت في حرب.

تحميل المزيد