تعد المقاتلة سوخوي 35 أسطورة روسية تعود بجذورها إلى الحرب الباردة، ومع أنها لم تخض أي قتال جدي، فإن كثيراً من الدول تتهافت عليها من بينها مصر التي خاطرت بإغضاب واشنطن بسببها، فهل تستطيع سوخوي 35 التفوق على الطائرة إف 35 الأحدث والمزودة بقدرات شبحية.
أم أن هذه الطائرة مجرد أسطورة روسية تتناقل مآثرها الألسن دون دليل كافٍ على أنها تستحق هذا المديح حتى من أعدائها؟
سوخوي 27 إرث الاتحاد السوفييتي الخالد
طارت الجدة الأولى للسوخوي 35 لأول مرة عام 1977 وهي الطائرة الشهيرة سوخوي 27، فيما تعود فكرتها الأولى لعصر البيتلز عندما علم المسؤولون السوفييت بمشروع الطائرة الأمريكية إف 15 وهو مازال قيد التطوير.
وجاءت السوخوي 27 كردٍّ من موسكو على الطائرة الأمريكية على المقاتلة إف 15، خاصة بعد أن أظهرت قدرات فائقة حيث أسقطت ما يقرب من 100 طائرة سوفييتية الصنع أغلبها في سماوات الشرق الأوسط دون خسائر (أغلبها طائرات ميغ 23 سورية على يد الطيارين الإسرائيليين).
وأدى تطوير السوفييت للمقاتلة سوخوي 27، التي بدت بقدراتها على المناورة أنها منافس خطير لأيقونة السلاح الجوي الأمريكي إف 15 إلى إثارة القلق في الغرب، خاصة بعد أن أبهرت هذه الطائرة (سوخوي 27) المراقبين والجمهور الغربيين، بتأديتها لمناورة الكوبرا الشهيرة خلال مشاركتها في معرض لوبورجيه بباريس عام 1989.
ولكن مع دخول الاتحاد السوفييتي في دوامة أزمات السقوط، لم يتسن لموسكو لا بناء أعداد كبيرة من هذه الطائرة كعادتهم، ولا تطويرها ولا إعداد بديل يكون منافساً للطائرة الأمريكية الشبحية إف 22 التي كان السوفييت على علم بها.
ولكن بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وفرت مبيعات الطائرات الروسية للصين موارد، لبدء عملية تطوير وإنتاج نسخ جديدة من السوخوي 27 التي أثبتت أنها منصة قوية ومرنة قابلة لتوليد طائرات منافسة لمقاتلات القرن الحادي والعشرين، من طائرة تعود لثمانينات القرن العشرين.
فأنتج الروس النسخة الأشهر والأكثر مبيعاً وهي سوخوي 30، وهي مقاتلة متعددة المهام تعتمد عليها الصين والهند بشدة، وكذلك أنتجوا قاذفة مقاتلة تدعى سوخوي 34، ونسخة بحرية تدعى سوخوي 33 لم تحقق نفس نجاح شقيقاتها.
وأخيراً جاءت النسخة الأكثر تطوراً سوخوي 35، التي تمثل فعلياً أعلى طائرة حربية روسية عاملة من حيث القدرات في ظل الشكوك في نجاح مشروع الطائرة الشبحية الروسية السوخوي 57 (الهند انسحبت من مشروع سوخوي 57 وتواصل شراء سوخوي 30 إم كيه آي القريبة للسوخوي 35) .
الأمر بدأ كمحاولة لإنتاج طائرة مؤقتة مخصصة للتصدير بالأساس
في عام 2003، شرعت شركة Sukhoi الروسية في التحديث الثاني للطائرة Su-27 لتكون بمثابة طائرة مؤقتة في انتظار تطوير برنامج أول طائرة روسية شبحية من الجيل الخامس سوخوي باك فا والتي ستسمي بعد ذلك سوخوي 57.
احتوى هذا الإصدار على قمرة القيادة ونظام التحكم في الأسلحة المعاد تصميمهما ويتميز بمحركات توجيه الدفع (محركات تتضمن توجيه متغير الاتجاه).
وقامت هذه النسخة بأول رحلة له في فبراير/شباط 2008.
وعلى الرغم من أنه تم تصميمه كان مخصصاً بالأصل للتصدير، فقد أصبح سلاح الجو الروسي عميل هذا الإطلاق في عام 2009، بعد أن أعجبته إمكانيات الطائرة على ما يبدو، كما قامت القوات الجوية الصينية والقوات الجوية الإندونيسية بتقديم طلبات لشرائها.
الفضل في إمكانيات الطائرة سوخوي 35 يعود لجدتها الكبرى
بالنظر إلى أنها نسخة حديثة من مقاتلة سوفييتية من الجيل الرابع أنتجت حقبة الحرب الباردة، فقد يكون من السهل استبعاد سوخوي 35 من تصنيف الجيل الرابع "الجيل الرابع بلس" (4 ++).
لكن رغم جذورها العتيقة فقد طورت جدة السوخوي 35 أي السوخوي 27 سمعتها الخاصة باعتبارها مقاتلة رشيقة متعدد الاستخدامات، وينطبق هذا على النسخ التي استخرجت منها وبالأكثر السوخوي 35.
فمنذ دخولها الخدمة في عام 2014، ظلت سوخوي 35 هي المقاتلة الروسية الأولى في التفوق الجوي.
إذ يمكنها اعتراض وتدمير جميع فئات الأهداف الجوية في الاشتباكات الجوية القريبة المدى.
ما الاختلافات بينها وبين سوخوي 27؟
تتميز الطائرة سوخوي 27 إم وهي النسخة التي بنيت على أساسها سوخوي 35 بشكل واضح عن الإصدار الأساسي للسوخوي 27 التقليدية من خلال إضافة الجنيحات، وهي أسطح رفع صغيرة، قبل الأجنحة.
كما تضمن التصميم تطويراً سمح لهيكل الطائرة بالحفاظ على 10 -g مناورات (مقابل 9 جم للسوخوي 27)، دون الحاجة إلى تعزيز هيكلي إضافي، والأهم من ذلك، فقد حسّن التصميم الديناميكي الهوائي من قدرة الطائرة على المناورة (التي هي أصلاً رائعة في كل العائلة).
ومكّنها ذلك من الطيران لفترة وجيزة مع أنفها يتجاوز الوضع الرأسي مع الحفاظ على الزخم إلى الأمام.
ويعني هذا، من الناحية النظرية أنه أثناء القتال، يمكن للطيار أن يصعد الطيار بالطائرة Su-27M بزاوية 120 درجة في أقل من ثانيتين ويطلق الصواريخ على الهدف.
وإلى جانب زيادة القدرة على المناورة، كانت الميزة الأخرى التي ميزت Su-27M عن التصميم الأصلي هي نظام التحكم في الأسلحة الجديد. كان محور هذا النظام هو الرادار متعدد الوظائف (ليوبارد N011) الذي شهد تطورات سمحت له باكتشاف الأهداف تحت الأفق.
وبالمقارنة مع رادار النسخة التقليدية من سوخوي 27 والذي يمكنه تتبع 10 أهداف وتوجيه صاروخين فقط نحو هدف واحد في كل مرة ، يمكن للرادار الجديد تتبع 15 هدفاً وتوجيه الصواريخ نحو ستة منهم في وقت واحد.
بالإضافة إلى ذلك، تم وضع رادار للدفاع عن النفس N012 في ذراع التطويل الخلفي للمقاتلة، ما جعلها الطائرة الأولى في العالم التي تمتلك مثل هذا الرادار.
وتضمنت التغييرات الأخرى زيادة استخدام المركبات خفيفة الوزن وسبائك الألومنيوم والليثيوم في هيكل الطائرة.
وواصل الروس تطوير المقاتلة التي أصبح اسمها سوخوي 35، وتميزت بأنها كسائر النسخ المشتقة من السوخوي 27 بأنها تجمع بين قدرات مناورة عالية ولديها قدرة على حمل كبيرة من الأسلحة مع مدى جوي كبير نسبياً بفضل حجمها الكبير والذي يجعل واحدة من أكبر مقاتلات التفوق الجوي في العالم إن لم تكن أكبرها.
كيف يمكن استخدامها في القتال؟
كمقاتلة متعددة المهام، يمكن استخدام Su-35 في مجموعة متنوعة من المهام وهي قادرة على مهاجمة الأهداف البرية والبحرية، بما في ذلك مرافق البنية التحتية المحمية بأنظمة الدفاع الجوي وكذلك تلك الموجودة على مسافة كبيرة من المطارات المحلية. يمكن لهذه المقاتلة الروسية استخدام صواريخ جو – جو يصل مداها إلى 300 كيلومتر (190 ميلاً)، كما يمكن تسليحها بصاروخ كروز الثقيل المضاد للسفن Oniks، بالإضافة إلى العديد من صواريخ جو – جو. أسلحة أرضية.
ويمكن أن تحمل ما يصل إلى ثمانية أطنان من حمولة السلاح (صواريخ وقنابل من أنواع مختلفة) على 12 نقطة صلبة تحت الجناح ، بينما تشتمل الأسلحة الأخرى للطائرة المقاتلة على مدفع طائرة 30 ملم.
تستطيع سوخوي 35 أن تعمل، بشكل مستقل أو كجزء من مجموعة قتالية يتم التحكم فيها من مركز قيادة جوي أو أرضي أو على من على متن السفن.
يقول الروس إن سوخوي 35 هي مقاتلة متعددة الأغراض فائقة المناورة تضم العديد من تقنيات الجيل الخامس (رغم أنها تنتمي للجيل الرابع زائد). وهذا يضمن أنها فعالة ضد الأهداف الجوية والأرضية والبحرية.
وتتميز Su-35 أيضاً بمجموعة إلكترونيات الطيران المحسّنة، والتي تتضمن نظاماً متقدماً للتحكم في المعلومات، وراداراً جديداً ومحركات اشتعال بلازما قادرة على زيادة السعة وتغيير اتجاهها وبالتالي تغيير اتجاه الطائرة فجأة وعلى سرعات بطيئة. كما يقول الروس إن محركاتها استوفت أيضاً متطلبات تشغيل مقاتلة من الجيل الخامس، والتي تمكنها من الوصول إلى سرعة تفوق سرعة الصوت دون استخدام جهاز الاحتراق اللاحق Afterburner.
بالإضافة إلى ذلك، توفر المحركات التوربينية المزدوجة Saturn AL-41F1S للطائرة Su-35 القدرة على المناورة التي يمكن أن تتطابق بسهولة مع تقنيات التهرب من جميع مقاتلات الجيل الرابع الموجودة تقريباً أو تتجاوزها. وبسرعة قصوى تبلغ 1550 ميلاً في الساعة وسقف تحليق يبلغ 59050 قدماً، فهي طائرة سريعة وجيدة التسليح.
بينما يمكنها الخروج من المعركة بسرعة، تم تصميم Su-35 لتحمي نفسها جيداً. تشمل الأسلحة 17630 رطلاً من الحمولة على 12 نقطة خارجية، كما يمكن أن تحمل مجموعة متنوعة من صواريخ جو – جو، وجو – أرض، ومنها ما هو مضاد للسفن، بالإضافة إلى عدد من القنابل التلفزيونية والليزر والقنابل الموجهة بالأقمار الصناعية.
أداء هذه الطائرة ليس سيئاً على الإطلاق بالنسبة لمنصة بدأت فكرتها في عصر البيتلز، ودخلت الحياة في عصر الديسكو، حسب وصف مجلة The National Interest الأمريكية.
زبائن الطائرة
تعتبر الصين أهم زبائن السوخوي 35، وقدم سلاح الجو الإندونيسي طلبات لشرائها، وبدأت بكين في استلامها الأولي لأربع طائرات في عام 2016 تليها 10 طائرات أخرى في عام 2017.
وفي 2018، وقعت روسيا ومصر عقداً لتوريد 24 مقاتلة من هذا الطراز بقيمة ملياري دولار.
وأفادت تقارير في عام 2020 بأن روسيا بدأت تستعد لتسليم أول دفعة لمصر.
ففي 19 مايو/أيار 2020، بدأت روسيا إنتاج Su-35 لمصر، وأفادت تقارير بأن مصر تسلمت خمس طائرات جديدة من الطائرة في 28 يوليو/تموز 2020، فيما أفادت تقارير أخرى بأنه في 5 أغسطس/آب 2020، وصلت أولى مقاتلات Su-35 إلى مصر.
إلا أن القاهرة لم تعلن بشكل رسمي عن وصولها رغم توزيع موسكو للطائرة تحمل التمويه المصري، وقد يكون تجنب القاهرة للإعلان عن وصول الطائرات الروسية هو تحسباً لإغضاب أمريكا والوقوع تحت طائلة القانون الأمريكي (CAATSA) الذي يعاقب الدول التي تشتري أسلحة من روسيا، خاصة بعد تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مصر من شراء طائرات سوخوي 35.
تاريخها القتالي ليس حماسياً
في يناير/كانون الثاني 2016، قامت روسيا بأول عملية نشر قتالية لطائرة Su-35S عندما أرسلت أربع طائرات إلى سوريا. حدث هذا في أعقاب التوترات المتزايدة بين روسيا وتركيا نتيجة توغلات الطائرات الروسية في المجال الجوي التركي وإسقاط قاذفة روسية من طراز Su-24 من قبل مقاتلة تركية من طراز F-16 في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
كا تم نشر عدد من المقاتلات في سوريا لتوفير غطاء جوي لطائرات Su-30SM التي تحلق في دوريات جوية قتالية وكذلك للطائرات الروسية الأخرى عند القيام بمهام القصف.
ساعد انتشارها القتالي في سوريا في الكشف عن عدد من المشاكل وحلها لاحقاً، على سبيل المثال مع إلكترونيات الطيران للطائرات. بالإضافة إلى مهام الحراسة المقاتلة، شوهدت طائرات Su-35 الروسية في سوريا تحمل قنابل غير موجهة، حيث زعمت مصادر روسية أن Su-35 نفذت ضربات ضد أهداف برية باستخدام أسلحة موجهة. وقد ساعد هذا أيضاً في الترويج للطائرة عالمياً، وفقاً لرئيس شركة الطائرات المتحدة.
المقارنة مع منافستها.. هل تستطيع سوخوي 35 التفوق على الطائرة إف 35؟
بينما يميل الروس إلى المبالغة في تصوير قدرات طائراتهم خاصة السوخوي 35 التي يقدمونها أنها كطائرة منافسة أو حتى متفوقة على الطائرة الأمريكية الشبحية إف 35، بل حتى الطائرة الأقدم والأكثر تقدماً إف 22، إلا أن بعض الخبراء الغربيين يقرون بالفعل باحتمالية تفوق السوخوي 35 على الإف 35 في مجال بعينه هو في مجال المناورة والقتال الجوي المتلاحم (بالطبع لا أحد يأخذ بجدية مقارنة الروس للسوخوي 35 بالإف 22).
فبينما يشير كل تقرير موثوق به إلى أن الطائرة F-35 ستهيمن في التخفي والوعي الظرفي والمواجهات التي تتجاوز المدى البصري على سوخوي 35، فإن المعارك القريبة سيكون الأمر مختلفاً، حسب يقول جاستن برونك، الباحث المتخصص في القوة الجوية القتالية في المعهد الملكي البريطاني للخدمات.
إذ يلقى هذا الباحث قنبلة على برنامج F-35 الأمريكي الذي تبلغ تكلفته تريليون دولار قائلاً: "لا يمكن للطائرة F-35 أن تتفوق على الطائرة الأوروبية تايفون أو Su-35، أبداً خلال مليون عام".
فلعبة القتال الجوي المتلاحم (Dogfighting) لم تكن أبداً هي الهدف الرئيسي أو الميزة القوية لـ Joint Strike Fighter الذي أنتج الطائرة إف 35 التي يشكك الكثيرون في قدراتها على المناورة وسرعتها، حسبما برونك قال لموقع Business Insider.
لهذا السبب، فإن هذا الباحث يرجح أن تتفوق المقاتلة الأكبر سناً سوخوي 35 في المناورة على الطائرة الأمريكية F 35 في أي مواجهة قريبة المدى، بل إنها ستدمرها، حسب قوله.
الانتقادات الموجهة للطائرة سوخوي 35
الانتقادات الموجهة للطائرة هي جزء من الانتقادات الموجهة لعائلة الطائرة المشتقة من سوخوي 27 كلها.
وأبرز هذه الانتقادات هي أن أياً من هذه الطائرات لم تخض قتالاً جوياً حقيقياً ضد مقاتلات مناظرة أو حتى أقل في القدرات، بل إن المعركة الوحيدة التي خاضتها السوخوي 27 (الطائرة الجدة للسوخوي 35) وانتصرت بها كانت بواسطة القوات الجوية الإثيوبية وتفوقت خلالها على الطائرة الروسية ميغ 29 المملوكة لإريتريا، وذلك عكس الطائرات الإف 15 والإف 16 الأمريكية التي خاضت معارك جوية متعددة منها معارك ضد الميغ 29.
ولكن الإف 15 التي تعتبر الطائرة المناظرة لنسخ السوخوي 27/30/35، لم تلتق وجهاً لوجه مع أيٍّ من نسخ السوخوي هذه إلا في مناورات جوية أغلبها كانت الهند طرفاً (حيث أشيد بأداء السوخوي 30).
ومن الانتقادات البارزة لعائلة السوخوي 27/30/35 أن كل النسخ من هذه الطائرة كبيرة الحجم، واستخدام المواد المركبة الخفية محدود (أو معدوم في بعض النسخ)، ما يجعل مقطعها الراداري الكبير، وبالتالي يسهل اكتشافها من قبل الخصوم.
وأيضاً تفتقد هذه العائلة حتى الآن إلى رادارات أيسا المتطورة التي تتوفر لأغلب منافساتها الغربيات، كما أن الصينيين وضعوا رادارات أيسا محلية الصنع على بعض طائراتهم التي تمثل تقليداً لنسخ السوخوي.
كما أن هناك مَن يقلل ميزات المناورة الهائلة التي تتميز بها السوخوي بنسخها المختلفة التي تصل للذروة في السوخوي 35، ويقولون إنها مجرد ألعاب أكروباتية أو بهلوانية قد تكون مبهرة للعوام والهواة في عروض الطيران، ولكن غير مهمة في القتال الجوي الحديث الذي يدور أغلبه بالصواريخ بعيدة المدى ويحسمه بالأكثر قدرات الطائرة على رصد الخصوم والاختفاء عنهم وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى بفعالية تجاههم.
في كل الأحوال حتى لو كان الروس يبالغون في تمجيد طائرتهم السوخوي 35، فإن نجاح الطائرات المشتقة من السوخوي 27 ومنها السوخوي 35 يبرهن عليه إقبال دولة كبرى مثل الهند عليها، وهي التي يتوفر لديها خيارات غربية أخرى، كما تزداد ميزة السوخوي 35 عند مقارنة تكلفتها المنخفضة بنظرائها الغربيين مثل الرافال الفرنسية واليورو فايتر تايفون الأوروبية.
ولكن نجاح هذه الطائرة التي يعود تصميمها للحرب الباردة هو شهادة للسوفييت أكثر منها شهادة لروسيا الحالية التي ما زالت تتعثر في مشروع الطائرة الشبحية من الجيل الخامس (سوخوي 57) وما زالت تقدم السوخوي 35 كأحدث طائرة فعالة لديها، وهي التي تعود جذورها الأولى إلى نصف قرن مضى.