هل تستعيد أوكرانيا أراضيها بواسطة الطائرات المسيَّرة التركية؟ نجاحها في “قرة باغ” يغريها بالفكرة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/12 الساعة 17:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/28 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
الطائرات المسيرة التركية من طراز بيرقدار TB2 في أوكرانيا/ وزارة الدفاع الأوكرانية

بعد نجاح أذربيجان في مواجهة القوات الأرمينية واستعادة إقليم قرة باغ بعد 30 عاماً من الاحتلال، تدور كثير من التكهنات في وسائل الإعلام الأوكرانية حول احتمال تخطيط الجيش الأوكراني لاستعادة منطقة دونباس الشرقية التي يُسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا، وذلك باستعمال الطائرات المسيرة التركية "بيرقدار" TB2، التي يرى البعض أنها غيرت وجه الحرب الأذربيجانية الأرمينية.

هل تخطط أوكرانيا لاستعادة أراضيها بواسطة الطائرات المسيرة التركية؟

اشترت أوكرانيا العديد من الطائرات المسيرة التركية من طراز بيرقدار TB2/ أرشيفية، وزارة الدفاع الأوكرانية

يتساءل المراقبون عما إذا كانت أوكرانيا تقدر على تكرار سيناريو قرة باغ في استعادة المناطق التي خسرتها لصالح روسيا والانفصاليين في 2014، والتصعيد في النزاع على حوض البحر الأسود. بل ذهبت بعض التقارير إلى ما هو أبعد، قائلةً إن أوكرانيا ربما تخطط لاستعمال هذه المُسيَّرات في مراقبة جزيرة القرم التي ضمَّتها روسيا إليها، ومضيق كيرتش الذي يصل البحر الأسود ببحر أزوف، يقول موقع Al-Monitor الأمريكي.

أثناء زيارته لـ تركيا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول، لم يُحاول وزير الخارجية الأوكراني، كوليبا دميترو، إخفاء توقعات كييف من أنقرة. إذ قال دميترو إن بلاده تتوقع من أنقرة أن تضطلع "بدور قيادي" في النزاع على القرم، مُشيراً إلى علاقاتها التاريخية بتركيا، وأنها كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية حتى القرن الثامن عشر.

ويبدو أن العلاقات العسكرية المتصاعدة بين أنقرة وكييف ستؤدي بتركيا- لا محالة- إلى الانخراط أكثر في النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وبهدف مواجهة التفوق الروسي في البحر الأسود، لطالما حاولت تركيا تطوير علاقاتها بأوكرانيا، وهي سياسة تتماشى أيضاً مع أهداف حلف الناتو بزيادة نفوذه في منطقة البحر الأسود. ومع أن أنقرة لم تسمح لضمّ القرم بإفساد التعاون التركي الروسي في مجالاتٍ شتى، لم تبتلع تركيا ضم القرم، واستمرت في دعمها إعادة القرم إلى أوكرانيا.

رفع التعاون الدفاعي والعسكري بين تركيا وأوكرانيا

حفز هذا النزاع رفع مستوى العلاقات الدفاعية بين أنقرة وكييف. ويعتبر البعض هذا التعاون وسيلة من أنقرة للضغط على موسكو في باحتها الخلفية، رداً على جهود روسيا تقويض الأجندة التركية في ليبيا وسوريا، حيث تدعم كلٌّ من أنقرة وموسكو أطرافاً مختلفة منخرطة بقتال بعضها بعضاً.

ووضعت مجموعة من الصفقات العسكرية في 2015 بعهد الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، أساساً لتعاونٍ عسكري متقدم مع تركيا، وكان بوروشينكو مؤيداً لاستعمال القوة العسكرية في التعامل مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونباس.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/ رويترز

واشترت أوكرانيا من تركيا 6 طائرات مُسيَّرة من طراز بيرقدار TB2 في 2018، وثلاث وحدات للبيانات الطرفية على الأرض، و200 صاروخٍ عالي الدقة، بموجب عقدٍ قيمته 69 مليون دولار.

ومع أن خليفة بوروشينكو، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من مناصري الحل السياسي عبر الحوار مع روسيا، استمرت كييف في الدفع باتجاه زيادة التعاون العسكري مع أنقرة، بتوقيع مجموعة جديدة من اتفاقات التعاون العسكري بين البلدين في 2019 و2020. ووقَّع البلدان اتفاقاً على التعاون العسكري والمالي في الثالث من فبراير/شباط، واتفاقية إطار عمل عسكري في 16 أكتوبر/تشرين الأول، في أثناء زيارة زيلينسكي لتركيا.

أوكرانيا لا تخفي إعجابها بالطائرة التركية المُسيَّرة "بيرقدار"

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلن قائد القوات المسلحة رسلان خومتشاك، أن أوكرانيا تدرس شراء 5 طائرات مسيَّرة من طراز بيرقدار إضافية في عام 2021. وزوَّدت كييف أيضاً مُسيَّرات آقنجي التركية بـ12 محركاً توربينياً من طراز AI-450T في العامين الماضيين.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أرسلت أوكرانيا الطائرات المسيرة TB2 إلى قاعدة كراماتورسك الجوية؛ من أجل إجراء الاختبارات. وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، أجرى الجيش الأوكراني مناورة عسكرية بالقرب من بحر آزوف؛ لاختبار القدرات الاستطلاعية والاستهدافية للمُسيَّرات. وتذهب بعض التقارير الإخبارية أيضاً إلى أن المُسيَّرات أُرسلت في مهام استطلاع بالقرب من القرم، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.

الطائرات المسيرة التركية "بيرقدار" أثبت فاعليتها في أذربيجان وليبيا وسوريا من قبل/ الأناضول

إن التعاون المزدهر بين أنقرة وكييف والتكهنات بشأن استعمال المُسيَّرات التركية في النزاع الروسي الأوكراني لم تغِب عن الإعلام الروسي. فقد نقلت وكالة الأنباء RIA Novosti، أن الحرب الأرمينية الأذربيجانية على إقليم ناغورنو قره باغ قدمت "مثالاً" للجنرالات الأوكرانيين الذين يراقبون من كثب، الأساليب الأذربيجانية في المنطقة. ويخشى الانفصاليون المؤيدون لروسيا، وفقاً للتقارير، من أن دروس قرة باغ قد تلهم الجيش الأوكراني ليطلق عملية عسكرية في دونباس.

وزاد من هذه المخاوف نشر أوكرانيا دبابات ومركبات مدرعة وأنظمة مضادة للطائرات وقذائف صاروخية بالقرب من دونباس، خاصة مع وجود طائرات TB2 التركية في قاعدة كراماتورسك التي تبعد 80 كيلومتراً فقط عن دونباس، ويمكنها بسهولةٍ قصف مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا في المنطقة. وإضافة إلى المُسيَّرات التركية، أعلنت أوكرانيا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول، أن المُسيَّرات القتالية الأمريكية من طراز MQ-9 Reaper ستبدأ التحليق لأول مرة بسماء أوكرانيا في مناورة عسكرية.

ونقلت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية عن الانفصاليين المسيطرين على إقليم دونيتسك، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أن تركيا بعثت بمستشارين عسكريين إلى أوكرانيا؛ "تحضيراً لضربة تركية أوكرانية مشتركة"، بل ذهب الموقع إلى حد زعم أن البلدين يجهزان خطة لاستعادة السيطرة على القرم.

تحميل المزيد