هل سينجح لقاح فايزر في القضاء على كورونا؟ تجربة بريطانيا تقلق الجميع

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/11 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/11 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
فايزر /رويترز

تحول أحد الملاعب الرياضية في بريستول إلى عيادة مؤقتة لتوفير التطعيمات التي انتجتها شركة فايزر، وكذلك أي مضمار سباق خارج لندن. وتتسارع أيضاً عمليات تحويل ساحات القرى، والمكتبات، وساحات انتظار السيارات عبر بريطانيا إلى مراكز تطعيم مؤقتة، وتستعين الحكومة برجال التخطيط العسكري لتقديم المشورة. 

وبينما كانت تستعد بريطانيا لبدء تجريب لقاح فيروس كورونا يوم الثلاثاء الثامن من ديسمبر/كانون الأول، تواجه البلاد أكبر تحدٍّ لوجيستي واجهه النظام الصحي ببريطانيا، وهو تطعيم عشرات الملايين من الناس ضد فيروس كورونا في غضون أشهر. وفي الوقت نفسه، تتصارع السلطات على تنفيذ القانون مع مجموعة من التهديدات الأمنية المحيطة بحملة اللقاح، حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

وبدأت التطعيمات يوم الثلاثاء الماضي في المستشفيات المختارة حول بريطانيا التي تلقت أول مجموعة من اللقاح الذي طورته شركتا Pfizer وBioNTech، والذي يجب تخزينه في درجات حرارة منخفضة جداً. لكن من المتوقع أن تؤدي العيادات المؤقتة التي أُعدت سريعاً دوراً أكبر مع توسع برنامج التلقيح الجماعي.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون/ رويترز

ويُطلب من المتقاعدين من العاملين بالقطاع الصحي المساعدة، بينما تجند هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عشرات الآلاف من عمال الإسعافات الأولية وآخرين للمساعدة في إعطاء الحقنة بما يتوافق مع توافر اللقاح لشريحة أكبر من الناس بالتدريج. 

وبينما ينشغل خبراء الصناعة ومسؤولو الصحة بهذه الأمور، يواجه ضباط إنفاذ القانون ورجال الأمن الإلكتروني تحدياً لا يقل أهمية أمام التهديدات الأمنية المحتملة المحيطة بمنتج محاط بمثل هذا الطلب.

كيف يمكن الحفاظ على اللقاح؟

ويكون لقاح Pfizer، في طريقه من المصنع إلى المستشفيات والمواقع الأخرى، عرضةً للتلف بالإضافة إلى السرقة، لأنه يجب تخزينه في درجة حرارة أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر أو 94 درجة فهرنهايت تحت الصفر. 

وتقول كلير زابوفا كبيرة محللي تهديدات الإنترنت في Security X-Force التابعة لشركة IBM إنّه نظراً لتنافس الدول على استخدام اللقاح أولاً، فربما تحاول جهات دولية أو حتى جماعات إرهابية إفساد عمليات التوصيل. وقالت: "وهذا سيجعل الكثير من جرعات اللقاح فاسدة وغير مفيدة، سيكون بمثابة هجومٍ مدمر".

قد تُسبِّب اللقاحات في بعض الأحيان ردود فعل تحسسية، لكنها تكون عادةً نادرة وقصيرة الأجل/ iStock

النجاح ليس مضموناً، خاصة إذا نظرنا إلى السجل اللوجيستي الملطخ لبريطانيا في أثناء أزمة كوفيد 19. ففي المراحل الأولى من الجائحة، تُركت المستشفيات بعجز دائم في معدات الحماية مثل الكمامات والقفازات الطبية، مما عرض بعض العاملين لخطر الإصابة.

وربما تضطر شركة Pfizer بسبب قلة المواد الخام إلى تقليص عدد جرعات اللقاح التي وعدت بتسليمها هذا العام لبريطانيا إلى النصف تقريباً، أي خمسة ملايين جرعة. وهناك مأزق محتمل آخر في إنتاج الثلج الجاف الضروري لتعبئة وشحن اللقاح.

لكنَّ الخبراء متفائلون بحذر حيال أن تجارب اللقاح ستسير أفضل من جهود الحكومة المتعثرة السابقة في التعامل مع الجائحة، لأن هذا سيُدار تحت مظلة هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، التي لها باع طويل في تنظيم حملات التطعيم الجماعية مثل جرعات الإنفلونزا السنوية.

كيف ستقدم اللقاحات؟

وستُقدم اللقاحات في ثلاثة أنواع مختلفة من الأماكن وهي: المستشفيات، ومكاتب وعيادات الأطباء، ومراكز التطعيم المؤقتة التي ما تزال قيد التحضير. كما ستشمل أماكن للتطعيم داخل السيارة، والملاعب الرياضية، والمنشآت العامة. ويمكن الاعتماد على خبرة أطباء الأسرة، الذين سيتحملون الكثير من المشقة، إذ يعطون 15 مليون جرعة إنفلونزا على الأقل سنوياً. 

لكن لقاحات فيروس كورونا ستكون مختلفة لعدة أسباب. فبالإضافة إلى لقاح شركتي Pfizer وBioNTech، من المتوقع أن تمنح بريطانيا التصريح للقاحين آخرين على الأقل، أحدهما من إنتاج شركة Moderna، والآخر من إنتاج شركة AstraZeneca وجامعة أوكسفورد. لكن موعد ومكان إتاحة كل منهما لم يتضح بعد.

لقاح فايزر مناعة ضد كورونا
بريطانيا أول دولة بالعالم تستخدم لقاح فايزر ضد كورونا – رويترز

ويقول الخبراء إن دور مكاتب الأطباء سيبرز أكثر إذا فاز لقاح AstraZeneca بالتصريح. فبالإضافة إلى أنه أقل تكلفة بكثير، يمكن تخزينه في مستويات المجمدات العادية.

وبعد ذلك تأتي مخاوف أن عموم البريطانيين قد يمانعون تلقي لقاحات Pfizer وModerna، اللذين يعتمدان على تقنيات لم تُختبر بالنسبة لغيرها من اللقاحات، ناهيك عن النشطاء المناهضين للتطعيمات.

مَن سيحص على اللقاح أولاً؟

وستكون الأولوية للبريطانيين الأكبر سناً والأكثر عرضة للإصابة، مما سيتطلب من النظام الاتصال بالأشخاص المناسبين لتلقي اللقاح في مواعيد محددة، ثم يكرر هذا مرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع من أجل الجرعة الثانية.

ويجب أن يتم كل هذا في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من إجهاد حاد، إذ واجه العاملون صعوبة شديدة في إنجاز أعمالهم طوال أشهر من الضغوط التي لا تهدأ في خلال فصل الشتاء الذي يكون فيه الناس أكثر عرضة للمرض في العموم.

ومع ذلك يثق مارتن مارشال، رئيس مجلس الكلية الملكية للممارسين العامين، في نجاح تجارب اللقاح.

وقال: "أعتقد أننا سننجح في هذا إذا عملنا عبر هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وأظهرنا بعض المرونة. الأمر يعتمد على قوة هيئة الخدمات الصحية، وهو نظام مركزي ومنظم وجيد الإدارة، ويعتمد أيضاً على قيمنا".

تحميل المزيد