قصيرة الأجل ولا يجب الخوف منها.. لماذا قد يظهر على البعض أعراض تحسسية بعد تلقي لقاح كورونا؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/10 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/10 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش
منظمة الصحة العالمية تقول إن الجرعة التنشيطية من اللقاح "ليست رفاهية" / ap

قد تُسبِّب اللقاحات في بعض الأحيان أعراض تحسسية، لكنها تكون عادةً نادرة وقصيرة الأجل. وبما أن بريطانيا أول من بدأ باستخدام لقاح فايزر، تنظر الجهات الرقابية البريطانية حالياً في تقارير عن ردود الفعل التحسسية التي ظهرت على شخصين تلقيا لقاحات كورونا الخاص بشركة فايزر في اليوم الأول من برنامج التحصين، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول. وفي الوقت ذاته، تخبر الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية الخطيرة بعدم أخذ اللقاح، كما تقول وكالة Associated Press الأمريكية.

وفيما يلي ردود الفعل التحسسية على اللقاحات:  

كم مرة حدثت أعراض تحسسية بعد تلقي لقاحات كورونا؟

يمكن لردود الفعل التحسسية الحدوث مع عدد كبير من اللقاحات، ويقول الخبراء إنها غير متوقعة. وفي دراسة لشركتي فايزر وبيونتيك، اللتين طورتا لقاح لفيروس كورونا المستجد، شملت 42 ألف شخص، كان معدل الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض تحسسية بعد الحصول على لقاح كورونا، مساوياً لأولئك الذين حصلوا على اللقاح الوهمي. ووجد مراجعو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الذين فحصوا بيانات سلامة الدراسة أنَّ 137 شخصاً من متلقي اللقاح (أو نسبة 0.63%) أبلغوا عن أعراض توحي برد فعل تحسسي، مقارنة بـ111 شخصاً من مجموعة الدواء الوهمي (أو 0.51%).

لقاحات كورونا قد تسبب في بعض الأحيان ردود فعل تحسسية، لكنها تكون عادةً نادرة وقصيرة الأجل/ تعبيرية، iStock

ووجدت دراسة أُجرِيَت عام 2015 في الولايات المتحدة لفحص معدل الحساسية المفرطة -رد فعل تحسسي شديد يهدد الحياة- أنها تحدث مرة واحدة تقريباً لكل مليون جرعة لقاح. واستندت الدراسة في تقييمها إلى الأطفال والبالغين الذين حصلوا على لقاحات ضد العديد من الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة والتهاب السحايا.

وقال ستيفن إيفانز، خبير اللقاحات في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة: "بالنسبة لعموم الناس لا يعني هذا أنهم بحاجة إلى القلق بشأن تلقي التطعيم". وأشار إلى أنه حتى الأطعمة الشائعة يمكن أن تثير ردود فعل تحسسية شديدة.

لماذا تحدث ردود الفعل هذه بعد تلقي اللقاحات؟

يقول العلماء إنَّ الناس يمكن أن يكونوا حساسين للمكونات الموجودة في الحقنة، مثل الجيلاتين أو بروتين البيض، أو اللقاح نفسه. ويُنصَح الأشخاص المصابون بحساسية البيض أحياناً بعدم الحصول على لقاح الإنفلونزا؛ لأن هذا اللقاح يُزرَع في الغالب في بيض الدجاج.

وتشمل الأعراض الشائعة لرد الفعل التحسسي، الطفح الجلدي أو تهيج الجلد أو السعال أو صعوبة التنفس.

والمكونات الدقيقة المستخدمة في لقاح "كوفيد-19" الجديد من شركة فايزر هي ملكية خاصة، ولم يُكشَف عنها للعلن. ويستغل اللقاح تقنية جديدة، وهو مغطى بجسيمات نانوية شحمية التي تُستخدَم في الأدوية.

وقال الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، إنَّ بعض الأشخاص يتفاعلون مع أي عقار أو لقاح تقريباً. وأوضح أنَّ السؤال المهم هو ما إذا كانت ردود الفعل على اللقاح أكثر شيوعاً أو أكثر حدة، لكن لا يبدو أنَّ هذا هو الحال حتى الآن.

ما الآثار الجانبية الأخرى للقاحات؟

تشمل الآثار الجانبية النموذجية للعديد من اللقاحات أعراضاً مثل: التهاب الذراع من الحقنة والحمى وآلام العضلات، تعبيرية

تشمل الآثار الجانبية النموذجية للعديد من اللقاحات أعراضاً مثل: التهاب الذراع من الحقنة والحمى وآلام العضلات. وفي دراسة فايزر، أبلغ المشاركون أيضاً عن شعورهم بالتعب والصداع والرعشة.

ويُبلَّغ المنظمون أو مسؤولو الصحة في حالة ظهور آثار جانبية أخطر، حتى يتسنى لهم إجراء المزيد من التحقيق. لكن غالباً ما يستغرق الأمر وقتاً لتحديد ما إذا كان اللقاح هو المُسبِّب لهذه الآثار الجانبية أم إذا كان الشخص قد تلقى اللقاح بالصدفة قبل الإصابة بالمرض.

وبالنسبة للقاح "كوفيد-19"، قال الدكتور أشيش جها إنها مسألة "رفيعة المستوى لدرجة أنَّ كل شيء صغير يحدث وفي أي وقت سيتضخم".

قال: "يجب أن نتحدث عن ذلك، وأن نكون صادقين مع الناس، لكن يجب أيضاً وضع الأمور في سياقها حتى نساعد الناس على فهمها. هناك نسبة صغيرة من الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه أي دواء تقريباً".

لقاح فايزر المضاد لكورونا، تعبيرية

يُذكر أن لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة "فايزر" Pfizer بالشراكة مع شركة "بيونتيك" BioNTech الألمانية، يوفر مناعة قوية من فيروس كورونا المستجد، في غضون نحو 10 أيام من تلقِّي الجرعة الأولى.

وكانت فايزر وشريكتها "بيونتك" الألمانية قد أعلنتا عن نسبة فاعلية للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد وصلت إلى 95%. ومنحت كل من بريطانيا والبحرين وكندا التراخيص لاستخدام لقاح فايزر على أراضيها، وباشرت بريطانيا بنشره بين مواطنيها مؤخراً.

تحميل المزيد