انضم خمسة من العلماء البارزين في بريطانيا إلى الحشود؛ لطمأنة الناس بشأن تجربة أي لقاح تجريبي لفيروس كورونا. الأصوات المؤيدة للطرق المحتملة للتصديق على استخدام لقاحات كورونا في المملكة المتحدة، بوصفها جزءاً من برنامج هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية للتلقيح ضد فيروس كورونا، جاءت من كبار الشخصيات مثل جوناثان فان تام، نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، والأستاذ الجامعي وي شين ليم، رئيس اللجنة الفرعية للقاح فيروس كورونا التابعة للجنة المشتركة للتحصين والتلقيح.
وانضم إليهما الدكتور جون راين المدير التنفيذي للوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA، والأستاذ الجامعي السير تيرانس ستيفنسون رئيس الهيئة التنظيمية لأخلاقيات البحث العلمي التابعة لهيئة الخدمات الصحية، والدكتورة ماري رامزي مديرة التحصينات في هيئة الصحة العامة بإنجلترا، في امتداح اللقاح بوصفه الطريق المحتمل للخروج من الجائحة.
طرح لقاحات كورونا في بريطانيا
وتقول صحيفة The Independent البريطانية، إن شركة AstraZeneca أصبحت ثالث كبرى شركات الأدوية التي تفيد بنتائج إيجابية من تجارب التلقيح الجماعي في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ وجدوا أن اللقاح فعال بنسبة 90% في الوقاية من فيروس كورونا. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت تقارير شركة فايزر وشركة مودرنا بظهور نتائج من تجربتين منفصلتين، توضح أن اللقاحات التي طورتاها كانت فعالة بنسبة 95% تقريباً.
قبلت الحكومة الآن توصية الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA المستقلة بالتصديق على استخدام لقاح فيروس كورونا الخاص بشركتي فايزر-بيونتيك.
جاء هذا بعد أشهر من التجارب السريرية الصارمة والتحليل الدقيق لكل البيانات من جميع خبراء الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA، الذين خلصوا في النهاية إلى أن هذا اللقاح مطابق للمعايير الصارمة للأمان، والجودة، والفاعلية.
تتمتع هيئة الخدمات الصحية الوطنية بخبرة في برامج التطعيم كبيرة النطاق، وستبدأ في تطبيق استعداداتها الشديدة لتقديم الرعاية والدعم لكل المؤهلين للقاح.
أي لقاحات كورونا أهم وأفضل؟
وأتيح اللقاح عبر المملكة المتحدة في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، وستُرسل إشعارات إلى المؤهلين فوراً. يقول فان تام: "لو أستطيع أن أكون في أول الصفوف لفعلت". وأضاف: "لا يهم أي لقاحات من التي رأيناها حتى الآن، فجميعها ذات علامات فاعلية جيدة، ما دامت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية صرحت باستخدامها، فسوف أتلقاه".
وقال كذلك خلال مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء، إنه سوف يشجع أمه التي تبلغ من العمر 78 عاماً، على تلقي اللقاح، وهو ما يُعرف باسم اختبار الأم. وقال إنه خاض النقاش معها بالفعل منذ ذلك الوقت، وردَّت قائلة: "جوني، إذا أخبرتني بأن استقلَّ قطاراً إلى لندن الليلة لأنه من المحتمل أن أتلقى اللقاح في وقت لاحق من الليلة، فسأرتدي معطفي وأركب القطار في غضون دقائق. هذه هي أهمية الأمر بالنسبة لي".
وسعى أيضاً لطمأنة القلِقين من الأعراض الجانبية على المدى الطويل للقاح، وقال إن هذا سيكون "نادراً جداً، هذا إن حدث على الإطلاق".
من المتوقع أن تكون الأعراض الجانبية قصيرة المدى للجرعات خفيفة، مثل الأعراض المنتشرة المرتبطة باللقاحات الأخرى مثل: الألم بالذراع، أو ارتفاع خفيف في درجة الحرارة، أو الشعور بالإرهاق، وفقاً لما قالته الدكتورة ماري رامزي.
وقالت إن الجرعات ستنقذ على الأغلب "آلاف الأرواح"، وتأخير التجارب سيكون كأننا "نترك الناس يموتون بكوفيد، لأننا قلقون من أشياء لن تحدث أبداً على الأغلب".
ما أهمية تناول جرعة من اللقاح؟
وقال الدكتور جون راين، رئيس الوكالة المسؤولة عن تقييم اللقاحات والتصديق عليها إضافة إلى مراقبة أمانها، إن الناس يمكنهم أن "يثقوا تماماً" بأن أي لقاح مستقبلي لـ"كوفيد-19″ لن يُتاح لهم قبل أن يحقق "معايير صارمة من الأمان والجودة والفاعلية".
أشار خبراء الصحة العامة إلى احتمالية تسهيل الإجراءات المتبعة، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، إذا تقدم عدد كافٍ من الناس للحصول على اللقاح في الربيع.
وأكد البروفيسور لي شين ليم، أنَّ تناول كثير من الناس اللقاح ضروري للقضاء على الفيروس: "من الطبيعي تماماً والواضح، أن فكرة عودتنا إلى الحياة الطبيعية من عدمها تعتمد على كمية اللقاح المتاحة، ووقت استخدامها وكيفية استخدامها وهكذا".
سيكون ضيوف دور الرعاية، وعمال الصحة والرعاية الاجتماعية، ومن تجاوزوا سن الثمانين، من بين أول من يحصلون على اللقاح.
وعلى الأغلب سوف يتلقّون جرعتين، ولكن العلماء ليسوا واثقين بعدُ بمدة بقاء المناعة ضد الفيروس بعد اللقاح. قال السير تيرينس: "إذا كان أحد هذه اللقاحات أو أكثر جيداً، فأعتقد أننا سنعرف يقيناً خلال الأشهر الستة القادمة أو في الشتاء القادم… سواء كان اللقاح يستمر مدة طويلة أم لا، وهل يحتاج الشخص تلقي جرعة ثانية أم لا".
وحذَّر أيضاً من انتشار المعلومات المغلوطة على الإنترنت بشأن أمان اللقاح، خاصة في ظل السرعة التي تتطور بها لقاحات كوفيد.