الحب بواسطة الذكاء الاصطناعي.. كيف تخطط اليابان لزيادة المواليد باستخدام الروبوتات؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/09 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/23 الساعة 18:05 بتوقيت غرينتش
فتيات يابانيات يرتدين الكيمونو يحضرن احتفال يوم بلوغ سن الشيخوخة في مدينة توشيماين الترفيهية في طوكيو/رويترز

تخطط اليابان لزيادة معدل المواليد المتدهور من خلال تمويل خطط تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب والعثور على الحب.

واعتباراً من العام المقبل، ستدعم الحكومات المحلية عبر تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب من خلال مشاريع تستخدم الذكاء الاصطناعي للجمع بين الأشخاص، حسبما ورد في تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".

وفي العام الماضي 2019، انخفض عدد الأطفال المولودين في اليابان إلى أقل من 865 ألفاً، وهو مستوى غير مسبوق.

استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب
اليابان قررت استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة المواليد/رويترز

ولَطالما بحثت الدولة التي تتقدم في السن بسرعة عن طرقٍ لزيادة معدل الخصوبة في البلاد، الذي يعد أحد أدنى معدلات الخصوبة في العالم.

ويعد تعزيز استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي أحد أحدث هذه الجهود.

إذ تخطط الحكومة اليابانية العام المقبل لتخصيص ملياري ين للسلطات المحلية (19 مليون دولار، 14 مليون جنيه إسترليني) لتعزيز معدل المواليد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

تفاصيل خطط استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب

وتُقدم في اليابان حالياً بالفعل العديد من خدمات المواعدة التي يديرها الإنسان، وقد أدخل البعض أنظمة الذكاء الاصطناعي على أمل إجراء تحليل أكثر تعقيداً لبيانات الأشخاص المتقدمين للوصول للرفيق المناسب.

ولكن يقتصر عدد قليل من الأنظمة الحالية على مراعاة معايير مثل الدخل والعمر، ولا ينتج عنها نتيجة إلا إذا كان هناك تطابق تام.

استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب
اليابان تواجه مشكلة في الزواج والإنجاب، في الصورة مواطن ياباني خلال حفل طلاقه/رويترز

تقول وسائل الإعلام المحلية إن التمويل يهدف إلى السماح للسلطات بتسخير أنظمة متقدمة أكثر تكلفة، تأخذ في الاعتبار عوامل مثل الهوايات والقيم.

وصرَّح مسؤول في مجلس الوزراء الياباني لوكالة فرانس برس "نخطط بشكل خاص لتقديم الدعم للحكومات المحلية، التي تدير أو تبدأ مشاريع التوفيق التي تستخدم الذكاء الاصطناعي". "نأمل أن يساعد هذا الدعم في عكس اتجاه الانخفاض في معدل المواليد في البلاد".

اليابان على وشك الانقراض

وأحد أسباب توجه طوكيو نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة اليابانيين على الإنجاب من المتوقع أن ينخفض ​​عدد سكان اليابان من ذروة بلغت 128 مليوناً في عام 2017 إلى أقل من 53 مليوناً بحلول نهاية القرن.

ويتسابق صانعو السياسات في البلاد لضمان قدرة القوى العاملة التي يتراجع عددها على تلبية التكاليف المتزايدة للرعاية الاجتماعية، إذ إن القوى العاملة هي التي تدفع التأمينات للمتقاعدين، ومع تراجع عدد القوى العاملة وزيادة المتقاعدين تحدث مشكلة حقيقية.

ويعتقد الدكتور ساشيكو هوريجوتشي، عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والطبية في جامعة تمبل اليابانية، أن هناك طرقاً أفضل للحكومة لزيادة معدل المواليد من تحقيق التقارب بين النساء والرجال عبر الذكاء الاصطناعي، مثل مساعدة الشباب الذين يحصلون على أجور منخفضة.

هل المشكلة عاطفية أم مادية؟

وأشارت إلى تقرير حديث يشير إلى وجود صلة بين مستويات الدخل المنخفضة وفقدان الاهتمام بالعلاقات الرومانسية بين الشباب اليابانيين.

وقال الدكتور ساشيكو هوريجوتشي لـ"بي بي سي": "إذا لم يكونوا مهتمين بالمواعدة فمن المحتمل أن تكون عملية التوفيق غير فعالة". "إذا أردنا الاعتماد على التقنيات فقد تكون روبوتات الذكاء الاصطناعي ذات الأسعار المعقولة التي تتولى مهام المنزل أو رعاية الأطفال أكثر فاعلية".

لطالما أشار المحللون إلى نقص الدعم للأمهات العاملات في اليابان، حيث توجد توقعات قوية بأن تقوم النساء بجميع الأعمال المنزلية وتربية الأطفال جنباً إلى جنب مع أداء وظائفهم.

وقالت الحكومة إنها تريد تشجيع المزيد من النساء على العمل بدوام كامل في السنوات الأخيرة، لكن الفجوة بين الجنسين نمت.

واحتلت اليابان المرتبة 121 من بين 153 دولة في تقرير عام 2019، حول المساواة بين الجنسين، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، متراجعة 11 مرتبة عن العام السابق.

علامات:
تحميل المزيد