تعتبر منظومة إس-400 تريومف (S-400) الروسية الصنع، واحدة من أفضل أنظمة صواريخ أرض-جو الاستراتيجية الشاملة في العمليات اليوم. تم تصميم المنصة لتوفير الحماية من الضربات الجوية بما في ذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية والتشغيلية وكذلك الصواريخ متوسطة المدى في بيئة التشويش اللاسلكي، ويمكن استخدامها أيضاً ضد المنشآت الأرضية.
وتقول مجلة National Interest الأمريكية إن نظام S-400 الدفاعي دخل الخدمة عام 2007، لكن الجيش الروسي بدأ بالفعل العمل على استبداله النهائي، ليتحول إلى نظام S-500 الدفاعي. ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة تاس، تريد روسيا استكمال تطوير نظام الدفاع الجوي S-500، القادر على تدمير الأقمار الصناعية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت (فرط صوتية) في المدار الفضائي المنخفض، العام المقبل 2021.
نظام S-500 "القاتل" قادم في 2021
بحسب ما نشرته الجمعة الماضي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وكالة أنباء "كراسنايا زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية، نقلاً عن نائب قائد القوات الجوية الفضائية الفريق أندريه يودين، "فإنه من المقرر الانتهاء من العمل على تطوير نظام الدفاع الجوي المحمول S-500 ونظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية في عام 2021".
في وقت سابق من هذا العام، في معرض الأسلحة الدولي للجيش الروسي 2020 خارج موسكو، قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إن نظام S-500 كان يخضع بالفعل للتجارب بينما كان العمل جارياً لشراء أجزاء كي يتم استكمال إنتاجه التسلسلي.
وبحسب ما ورد، أجريت تلك التجارب الأولى على نظام S-500 العام الماضي، وخلال عمليات الإطلاق التجريبية، أصاب النظام الصاروخي الروسي الجديد المضاد للطائرات هدفاً على مدى 481.2 كم، وهو ما يزيد بمقدار 80 كم عن أي نظام صاروخي قائم.
ما هو نظام S-500 الدفاعي؟
يُطلق على S-500 Triumfator-Mor Prometheus اسم نظام الدفاع الفضائي (SDS) لقدرته على تدمير الأهداف في المدار الفضائي المنخفض إلى جانب الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والصواريخ الباليستية متوسطة المدى والصواريخ الباليستية العابرة للقارات. تم تطويره من قبل شركة ألماز أنتي Almaz-Antey Corporation التي تصنع أيضاً أنظمة الدفاع الجوي S-400 وS-300.
وبحسب التقارير الروسية، يمكن لنظام S-500 اكتشاف ومهاجمة ما يصل إلى عشرة رؤوس حربية للصواريخ الباليستية تحلق بسرعة تزيد عن أربعة أميال في الثانية. ويمكن للمنصة المضادة للصواريخ أيضاً استخدام العديد من أنظمة الرادار المتميزة الموجهة نحو أهداف مختلفة – ويمكن أن يشمل ذلك رادارات مختلفة لاكتشاف الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ في نفس الوقت.
في الاختبارات السابقة، قيل إن نظام S-500 قد أصاب صواريخ هدف من مدى 480 كم، وهو أطول مدى تتمكن فيه أنظمة دفاع جوي من ضرب هدف.
النطاق المعلن للنظام هو 600 كيلومتر. وفقاً للمعلومات غير الرسمية، سيكون لدى إس-500 وقت استجابة يبلغ حوالي 3-4 ثوانٍ، أي أقل من النصف مقارنة بـ S-400 الذي تبلغ وقت استجابته 9-10 ثوانٍ.
وبالنسبة للصاروخ الرئيسي لمنظومة S-500، فهو صاروخ 40N6 بطول 30 قدماً، وهو صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين وقادر على الوصول إلى سرعات 9 ماخ برأس حربي متشظّ بمدى يصل إلى 310 أميال ودقة 95٪. وستستخدم منظومة S-500 نوعين جديدين من الصواريخ هما: 77N6-N و77N6-N1، أول صواريخ روسية على الإطلاق برؤوس حربية خاملة قادرة على تدمير الرؤوس الحربية النووية بقوة الإصابة المباشرة. وستضرب الصواريخ الباليستية على ارتفاع 185 كم، مما يقلل بشكل كبير من تأثير حطامها.
من المتوقع أن يستخدم نظام إس-500 رادار إدارة المعركة (91N6A (M ورادار الاستحواذ على الأهداف 96L6-TsP إلى جانب رادارات الاشتباك متعددة الأوضاع 76T6 الجديدة. وتعتقد روسيا أن الهند والصين ستكونان أول المشترين لمنظومة S-500 في المستقبل.
نظام S-500 قادر على تدمير أقمار اصطناعية وطائرات شبحية
وزعمت الشركة المصنعة للنظام الدفاعي S-500 أنه يمكن له ضرب الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض وأنواع معينة من المركبات الفضائية في الفضاء القريب. كما تدعي روسيا أن نظام S-500 يمكن أن يكون "رصاصة فضية" قاتلة للطائرات الشبحية مثل F-35، ولكن لم يتم الكشف بعد عن عدد الأنظمة التي ستكون روسيا قادرة على إنتاجها في العقد القادم.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد صرح في وقت سابق بأن تسليم أحدث أنظمة صواريخ أرض-جو S-500 إلى القوات الروسية سيبدأ هذا العام ، بينما كان من المقرر تسليم سلسلة المنظومة في عام 2025. وتقوم روسيا بتدريب المتخصصين لتعلم كيفية تشغيل الصاروخ الجديد.
ويبدو أن روسيا لم تحافظ على الجدول الزمني، لكن في الوقت الحالي، يواصل الجيش الروسي نشر نظام صواريخ S-400 في وحداته. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه سيتم تجهيز فوجي دفاع جوي في المنطقة العسكرية الشرقية بمنصة Triumf.