تسعى كثير من الدول حول العالم لشراء المقاتلة الأمريكية إف-35، لكن ماذا عن مَن لا يستطيع دفع ثمنها الباهظ؟ الإجابة تقدمها روسيا من خلال مقاتلتها سو-30، فما مواصفاتها؟
مجلة The National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "ألا تستطيع شراء F-35؟ المقاتلة الروسية Su-30 قد تكون خيارك الأفضل"، ألقى الضوء على تاريخ المقاتلة الروسية ومواصفاتها.
بعد أن ظهرت باعتبارها مجرد بديل آخر لمقاتلات Su-27، تغلّبت المقاتلة المتعددة المهام Su-30 على أصولها المتواضعة لتصير واحدةً من أكثر المقاتلات الروسية إنتاجاً وتصديراً.
خلفية تاريخية عن النشأة
بصفتها واحدةً من أقدر المقاتلات السوفييتية أواخر حقبة الحرب الباردة، كانت مقاتلة Su-27 بمثابة استعراضٍ لأفضل التقنيات السوفييتية في فئتها من أجل الدفاع عن المجال الجوي السوفييتي في وجه قاذفات قنابل حلف الناتو ومقاتلاته المتفوّقة جوياً على حدٍّ سواء. لكن المجال الجوي السوفييتي كان شاسعاً بدرجةٍ غير مريحة، ومع اشتداد منافسة الحرب الباردة بطول الجبهات النائية من وسط أوروبا إلى أقصى شرق روسيا، أعرب الكرملين عن رغبته في الحصول على مقاتلات Su-27 بمدى أبعد من أجل مهمات الاعتراض المُحدّدة.
ووُلِدَت Su-30 المُعاصرة من رحم طرازات Su-27 القديمة -خاصةً خط إنتاج Su-27M. وتستقي مقاتلات Su-30 الكثير من مواصفات هيكلها الهوائي من مقاتلات Su-27UB. وكانت Su-27UB عبارةً عن طرازٍ تدريبي بمقعدين، وصارت فيما بعد القاعدة الأساسية لمقاتلات Su-27PU الاعتراضي بعيدة المدى. وفي أعقاب الانهيار السوفييتي، أُعيدت تسمية Su-27PU إلى Su-30، وتحوّلت من مقاتلةٍ اعتراضية إلى مفهومٍ أكثر تعددية وتنوعاً في المهام.
ودخل طراز Su-30 الأساسي الخدمة منتصف التسعينيات، بصفتها مقاتلةً بمقعدين فائقة المناورة وصالحة لجميع الأوضاع الجوية، وكانت مصممةً للمهمات الاعتراضية والهجومية على حدٍّ سواء. وتتشارك مقاتلات Su-30 في العديد من الخصائص مع شقيقتها Su-27، حيث تتمتّع بأجنحةٍ منكسرة للخلف، وأنفٍ حاد، وغطاءٍ يُشبه الفقاعة.
وتعمل المقاتلة بمحركين من طراز AL-31FL، القادر على الوصول لسرعة طيران قصوى تساوي ماخ 2 -وبالمقارنة، كانت معظم طرازات Su-27 المنتشرة قادرةً على الوصول إلى سرعات قصوى تُساوي نحو 2.35 ماخ. ويتمتّع طراز Su-30 الأساسي بمجموعة الأسلحة الجوية القياسية من أواخر الحقبة السوفييتية، ومنها صواريخ جو-جو R-73 قصيرة المدى، وتشكيلة باهظة الثمن من قنابل KAB السوفييتية الموجهة.
نماذج متعددة للتصدير
وبعيداً عن هذه التفاصيل الأساسية، يصعب التعميم عند الحديث عن مواصفات Su-30. فبصفتها منتجاً للتصدير في الأصل، فقد ظهرت عدة بدائل لمقاتلات Su-30 مصممة خصيصاً حسب احتياجات العملاء الأجانب.
فنسخة Su-30MKI المخصصة للتصدير إلى الهند، بإنتاجٍ مشترك بين شركتي Sukhoi الروسية Hindustan Aeronautics Limited الهندية، تتميّز بخاصية توجيه الدفع. في حين أنّ نسخة Su-30MKM، المصممة للقوات الجوية الملكية الماليزية، بُنِيَت على نموذج توجيه الدفع الهندي مع إضافة عدة ترقيات جوية تشمل نظام رادار Bars السوفييتي. وربما تكون النسخة البديلة الأكثر تميّزاً هي Su-30MKK التي طلبتها الصين، حيث كانت عبارةً عن مقاتلة هجومية شديدة التسليح ظهرت لها بدائلها لاحقاً لتشتريه فيتنام وفنزويلا.
ومطلع العقد الثاني من القرن الـ21، أُضيفت العديد من تطويرات مختلف نسخ Su-30 التصديرية إلى طائرةٍ واحدة مُطوّرة ومصممة للقوات الجوية الروسية تحديداً: Su-30SM. ومقاتلة Su-30SM هي مقاتلة من الجيل الرابع تتميّز بأجهزة تشويش وأنظمة اتصال مُحدّثة. وبوجود أكثر من 100 مقاتلة منها في كافة أفرع سلاح الجو والبحر الروسي، تُعد مقاتلات Su-30SM من بين المقاتلات الأكثر تطوّراً في روسيا الآن.
وتعمل صناعة الطائرات الروسية حالياً على مقاتلات Su-30SM2، التي ستكون خليفةً لـSu-30SM. وستعمل مقاتلات Su-30SM2 بنفس محرك AL-41F-1S الموجود في مقاتلات Su-35.
وكما قال طيار الاختبار العقيد إيغور ماليكوف لصحيفة Izvestia الروسية، ستكون ترقية المحرك هذه بمثابة دفعةٍ كُبرى للأداء: "سيمنحها محرك Su-35 الأفضل قوة دفعٍ أكبر. وهذا يعني إمكانية تخزين عددٍ أكبر من الذخائر والمعدات على متنها. كما تُعزّز وحدة توجيه الدفع من قدرة المناورة القتالية، التي تحتاج أيضاً لمعدات إلكترونية وأجهزة ضبط أسلحة ملائمة".
ومن المفترض بمقاتلات Su-30SM2 أن تُجري رحلتها الأولى بنهاية عام 2020.