إن تطوير الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس عملية مكلفة للغاية. وبينما أثبتت الولايات المتحدة والصين أنهما قادرتان على تكلفة تطوير طائراتهما منفردتين، تحاول روسيا تحمل تكلفة مقاتلتها الأخيرة من الجيل الخامس عبر مبادرات التطوير المشتركة والمبيعات الأجنبية. وقد زادت جهود بيع الطائرات الروسية في 2019 منذ أن طلبت شركة Rostec الإذن لتصدير طائرة Su-57E في مارس/آذار 2019. ومنذ ذلك الطلب، عرضت روسيا بيع طائرات Su-57 إلى تركيا، وهي دولة من دول حلف الناتو.
لكن ما الدول أيضاً التي يمكن أن تحصل على طائرات Su-57؟ وما الجهات المهتمة؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى منافسة بين F-35 وSu-57 على المبيعات إلى الدول الأخرى؟
الهند أكبر زبائن روسيا
تقول مجلة National Interest الأمريكية، إن أول شركاء روسيا وأكثرهم جدية في تطوير Su-57 كانت الهند، قبل انسحابها من العقد في إبريل/نيسان 2018. كانت القوات الجوية الهندية، التي لها تاريخ في شراء الطائرات السوفييتية والروسية من بعدها، تخطط للتعاقد على تطوير نسخة من طائرات Su-57 بموجب برنامج الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس
(FGFA). لكن بعد تقييم النموذج الأولي طائرات T-50، رغبت القوات الجوية الهندية في إجراء تعديلات ضخمة على الطائرة، ما كان كفيلاً بزيادة حصة الهند من تكاليف المشروع.
وفي حين لم تستبعد الهند شراء طائرات Su-57 في صورتها غير المعدلة في المستقبل، يبدو أن الحكومة الهندية الحالية ترغب في شراء المزيد من الطائرات النفاثة من الجيل الرابع من الدول الغربية. صارت هذه أولوية بعد قتالٍ جوي فوق باكستان، فشلت فيه طائرات الهند المحدثة من الجيل الثالث، ميغ-21، في إسقاط طائرة F-16 باكستانية في مواجهة من مسافة قريبة.
زبائن روسيا في الشرق الأوسط
وفي حين قد تكون المبيعات للهند غير مطروحة في الوقت الحالي، تستهدف روسيا بنسختها المجهزة للتصدير من طائرات Su-57 الأسواق الآسيوية والشرق أوسطية. ويذكر مقال بموقع صحيفة Izvestia الروسية بشهر فبراير/شباط 2018 الإمارات ومصر والجزائر عملاء محتملين. لكن شراء مصر لطائرات Su-57E في المدى القريب يبدو مستبعداً بعد شرائها 20 طائرة Su-35 في مارس/آذار 2019.
وإن اشترت مصر طائرة Su-57، فسيكون النوع الثامن من المقاتلات التي يشغلها الجيش المصري، إلى جانب ميراج 5، وميراج 2000، وF-16، وميغ-29M، وميغ-29M2 (أو ميغ-35)، ورافال، وSu-35. ومثل هذه الصفقة ستضع عبئاً لوجستياً شديداً على القوات الجوية المصرية.
الجزائر من العملاء الأقرب إلى شراء Su-57E. حالياً، تشغل القوات الجوية الجزائرية طائرات Su-30MKA وSu-35. ولطالما كانت الجزائر من مشتري المعدات العسكرية من السوفييت الروس، وهم المستخدم الأجنبي الوحيد لمروحيات الهجوم Mi-24A الأصلية.
والجزائريون أيضاً على استعداد لشراء معدات روسية اختبارية وأقل شعبية مثل BMPT. وستكون الجزائر على الأرجح أول مشغل أجنبي لطائرات Su-57 نظراً لعلاقتها الوطيدة بروسيا واستعدادها لتبني التكنولوجيا الروسية الحديثة مبكراً.
على العكس من الجزائر، عُرفت الإمارات تقليدياً بشراء الطائرات الأمريكية والأوروبية، لكنها تدرس مؤخراً شراء طائرات سوخوي. في 2017، قيل إن صفقة لشراء سرب من طائرات Su-35 "على وشك التحقق"، لكنه لم يكن. وحالياً تخطط الحكومة لشراء مقاتلات من الجيل الخامس، ما سيؤدي على الأرجح إلى عملية تنافسية بين طائرات Su-57 وF-35.
زبائن شرق آسيا
وفي منطقة آسيا، العميل الأكبر المحتمل هو الصين. لكن الصين لن تشتري على الأرجح طائرات Su-57E بأعداد كبيرة، نظراً لأن المقاتلة الصينية المحلية من الجيل الخامس، J-20، تم إنتاجها بأعدادٍ تفوق أعداد Su-57E. وشحن طائرات Su-57E إلى الصين سيكون غرضه مجرد دراستها وتقييمها، دون أي استخدام عملياتي حقيقي.
ماليزيا قد تكون من المشترين الأهم في جنوب شرق آسيا. في مارس/آذار 2019، استعرض الروس طائرة Su-57 أمام رئيس الوزراء الماليزي. تشغل ماليزيا حالياً طائرات Su-30MKM إلى جانب طائرات F/A-18 Hornet. وإزاء إعلان جارتها في المنطقة، سنغافورة، اعتزامها شراء طائرات F-35، ربما تسرع ماليزيا من شراء طائرات الشبح النفاثة من الجيل الخامس لتضيفها إلى قواتها الجوية.