"نصف مليون مسلم كشميري قتلتهم الهند على مدار 75 عاماً"، بهذه الكلمات لخص سردار مسعود خان، رئيس "آزاد كشمير" الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، مأساة الشعب الكشميري، وقصة اليوم الأسود لكشمير الذي يحيي الكشميريون ذكراه هذه الأيام.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خان، الأربعاء، لوكالة الأناضول، في إطار ذكرى "اليوم الأسود" لكشمير، الذي يوافق 27 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
ويطلق اسم "جامو وكشمير" على الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من كشمير، ويضم جماعات تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالاً هندياً" لمناطقها.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام آباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.
وفي 5 أغسطس/آب 2019، ألغت الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور، التي تكفل الحكم الذاتي في "جامو وكشمير" ذي الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد، ومن ثم تقسيمه إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.
قصة اليوم الأسود لكشمير
في 27 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1947، نزلت قوات الأمن الهندية في سريناجار لاحتلال أراضي "جامو وكشمير" وإخضاع شعبها، في انتهاك واضح للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، والأهم انتهاك القواعد التي على أساسها تم تقسيم الهند بحيث تنضم الأقاليم ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، والمسلمة إلى باكستان.
وأوضح خان في تصريحاته، أن الهند احتلت "جامو وكشمير" في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1947، وارتكبت قواتها أول مجزرة هناك بقتل 250 ألف مسلم، مشيراً إلى أن هذه المناسبة تُعرف من قِبل باكستان وشعب كشمير بـ"اليوم الأسود".
وأشار إلى أن الهند منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، قتلت نصف مليون كشميري، موضحاً أن هذا اليوم كان بالنسبة للكشميريين اليوم الذي بدأت فيه الإبادات بحقهم.
900 ألف عنصر أمن هندي بـ"جامو وكشمير"
وذكر خان أن إقليم "جامو وكشيمر" توجد به حالياً قوات أمن هندية تقدَّر بـ900 ألف عنصر، مشيراً إلى أن الهدف منها "إحالة حياة الناس إلى جحيم".
وأوضح كذلك أن الجرائم التي تُرتكب بشكل مكثف بحق الكشميريين، وكذلك ما يتعرضون له من تعذيب، وعقوبات سجن، واعتداءات جنسية، باتت من الأمور الروتينية في الإقليم.
وأشار خان إلى أن سكان "جامو وكشمير" يعانون من اغتصاب حقوقهم ومصادرة أملاكهم، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من الهندوس استقروا في الإقليم؛ لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة.
من جانب آخر شدد خان على أنهم سيواصلون نضالهم حتى استخدام حقهم في تقرير مصيرهم بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
الهند تسمح للغرباء بشراء أراضٍ، ومخاوف من الاستيطان
وأجرت الهند، الثلاثاء، تغييرات قانونية مثيرة للجدل تسمح للمواطنين الهنود الذين ليسوا من سكان جامو وكشمير، بشراء أراضٍ غير زراعية في المنطقة المتنازع عليها.
قالت وزارة الداخلية الهندية، إنه بإمكان أي شخص من الهنود ممن ليسوا من سكان "جامو وكشمير"، شراء أراضٍ غير زراعية في المنطقة المتنازع عليها مع باكستان.
وأضاف أن أي شخص من الفئة المذكورة، بمقدوره الآن شراء أراضٍ غير زراعية بـ"جامو وكشمير"، في حين لا يمكن نقل الأراضي الزراعية أو بيعها إلا للمزارعين، أو غيرهم إذا سمحت الحكومة بذلك.
وحتى 5 أغسطس/آب من العام الماضي، حينما جرَّدت الهند كشمير من وضع الحكم الذاتي الخاص بها وقسمتها إلى منطقتين تخضعان للحكم المركزي، لم يكن بإمكان الهنود الغرباء عن المنطقة شراء العقارات أو التقدم للوظائف الحكومية.
ومنذ ذلك الحين، قدمت الحكومة الهندية قوانين سهَّلت على الهنود أن يصبحوا مقيمين بالمنطقة ومؤهلين للوظائف الحكومية.
ومع ذلك، لم توضح السلطات ما إذا كانت ستسمح بشكل قاطع للمواطنين الهنود غير الكشميريين بشراء العقارات.
وبموجب القوانين الجديدة، أمرت الحكومة أيضاً بتأسيس شركة تنمية صناعية، وقالت إنه إذا لم تكن الشركة قادرة على الحصول على أرض من المالكين الخاصين، فبإمكان الحكومة أن تلجأ إلى أحكام قانون آخر للحصول على الأرض نيابة عنها لأغراض "عامة" غير محددة.
وسبق أن أعرب سياسيون هنود عن مخاوفهم من أن تفتح القوانين الجديدة لنيودلهي بعد إلغاء الحكم الذاتي، العام الماضي، الأبواب أمام التغيير الديموغرافي في جامو وكشمير، المنطقة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة بالبلاد.