تركيا والجزائر الأكثر استيراداً.. لماذا تمثل الدول الإسلامية أكبر سوق تجاري لفرنسا؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/28 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/28 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش
تركيا والجزائر الأكثر استيراداً.. التبادل التجاري بين فرنسا والدول الإسلامية يتجاوز 100 مليار دولار

في ظل حملة المقاطعة الاقتصادية التي تتسع يوماً بعد يوم لفرنسا بسبب إصرار باريس على الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم واعتبارها حرية تعبير، تشير إحصاءات وأرقام رسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين فرنسا وبين الدول الإسلامية يتجاوز 100 مليار دولار سنوياً.

وطبقاً لبيانات جمعتها وكالة الأناضول من مؤسسات الإحصاء وبيانات التجارة الخارجية، فإن الدول الإسلامية لها مكانة مهمة في التجارة الخارجية الفرنسية. ففي عام 2019، بلغ حجم الصادرات الفرنسية لدول العالم 555 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها 638 مليار دولار، بعجز 88 مليار دولار.

ومؤخراً، ارتفعت حدة الدعوات الشعبية من دول عربية وإسلامية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، على خلفية رسوم مسيئة نشرتها الأخيرة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، تبعها ضغوطات على مرافق إسلامية مقرها فرنسا.

ومن ضمن البلدان التي بدأت تنفذ حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية، الكويت، تركيا، الأردن، فلسطين، السعودية، مصر، والعراق، وعديد من الدول الأخرى.

ماكينات وصناعات جوية

شكلت صادرات الماكينات 12% من إجمالي قيمة صادرات فرنسا للخارج، في حين شكلت صادرات قطاع الصناعات الجوية 9.6% من إجمالي الصادرات.

وجاءت نسبة صادرات باقي القطاعات من إجمالي قيمة الصادرات، بواقع 9.5% في قطاع النقل، بينما قطاع التجهيزات والمعدات 7.8%، والأدوية 6.4%، والبلاستيك 3.8%، والعطور ومستحضرات التجميل 3.6%، والمشروبات 3.5%.

وشكلت واردات فرنسا من الماكينات وأجهزة الحاسب 13.1% من إجمالي واردات البلاد، في حين شكلت واردات قطاع النقل 11.5%، والوقود 10.3%، والمعدات 8.9%، والأدوية 3.9%.

التجارة مع الدول الإسلامية

بلغت الصادرات الفرنسية إلى الدول الإسلامية في 2019 حوالي 45.8 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من تلك الدول 58 مليار دولار، بعجز 12.2 مليار دولار.

وكانت أغلب واردات الدول الإسلامية من فرنسا خلال تلك الفترة، من الماكينات و(توربينات الغاز)، ومنتجات الصناعات الجوية، وقطع غيار السيارات، والسيارات، والجرارات، والحديد والصلب، والمعدات الإلكترونية والكهربائية والأدوية.

أما فرنسا، فقد استوردت من الدول الإسلامية خلال الفترة المذكورة النفط الخام، والغاز الطبيعي، والزيوت المعدنية، والسيارات، وقطع غيار السيارات، وأجهزة استقبال البث، وأجهزة التدفئة الكهربائية، والكابلات، والملابس، والخضراوات والفواكه، والمكسرات.

تركيا والجزائر الأكثر استيراداً

وتعد تركيا من أكثر الدول الإسلامية استيراداً من فرنسا خلال الفترة المذكورة. وبلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى تركيا 6.6 مليارات دولار؛ تنوعت بين ماكينات وسيارات وقطع غيار سيارات، وجرارات ومنتجات الحديد والصلب، والمعدات الكهربائية والإلكترونية، وأدوية ومنتجات الصناعات الدفاعية.

وبلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى الجزائر خلال 2019، نحو 5.5 مليار دولار. وشكلت الماكينات والمواسير وتوربينات الغاز والسيارات والأجهزة الكهربائية والحبوب مثل القمح، أغلب الواردات الجزائرية من فرنسا.

واستورد المغرب من فرنسا محركات تيربو ومضخات وماكينات وتوربينات غاز، ودوائر كهربائية وقطع غيار سيارات ومنتجات صناعات جوية، وقمحاً وشعيراً؛ إذ بلغت قيمة واردات المغرب من فرنسا 5.3 مليار دولار.

كما استوردت قطر من فرنسا منتجات صناعات جوية، ومعدات كهربائية وإلكترونية، إضافة إلى ماكينات، وحديد وصلب، ومستحضرات تجميل وأحجار كريمة، بقيمة 4.3 مليار دولار.

وبلغت صادرات فرنسا من المعدات الكهربائية والزيوت المعدنية والبلاستيك لتونس 3.74 مليارات دولار خلال الفترة المذكورة.

صادرات فرنسية كبيرة للعالم الإسلامي

وجاءت الصادرات الفرنسية لبعض الدول الإسلامية الأخرى، بواقع 3.67 مليار دولار للإمارات العربية المتحدة، والسعودية 3.34 مليار دولار، ومصر 2.58 مليار دولار، وإندونيسيا 1.75 مليار دولار.

وبلغت صادرات فرنسا لماليزيا 1.68 مليار دولار، والسنغال 1.2 مليار دولار، ونيجيريا 657 مليون دولار، ولبنان 627 مليون دولار، والكويت 589 مليون دولار، وسلطنة عمان 474 مليون دولار، وكازاخستان 474 مليون دولار.

بينما بلغت صادرات فرنسا للبحرين 471 مليون دولار خلال 2019، والعراق 464 مليون دولار، وباكستان 443 مليون دولار، وإيران 420 مليون دولار، ومالي 374 مليون دولار، وبنغلاديش 295 مليون دولار، والأردن 237 مليون دولار.

فيما بلغت واردات ليبيا من فرنسا 210 ملايين دولار، وأذربيجان 160 مليون دولار، وأوزبكستان 150 مليون دولار، وتركمانستان 112 مليون دولار، والبوسنة والهرسك 98 مليون دولار.

أما تشاد، فقد بلغت وارداتها من فرنسا 97 مليون دولار، والسودان 86 مليون دولار، وسوريا 52 مليون دولار، وقيرغيزستان 32 مليون دولار، وأفغانستان 26 مليون دولار.

الواردات الفرنسية

بلغت واردات فرنسا من تركيا خلال 2019، نحو 9.8 مليار دولار، ضمن سلع السيارات وقطع غيار السيارات والمحركات، والحافلات ووسائل النقل الجماعي، والجرارات، والتوربينات الغازية، والثلاجات والمجمدات، ومضخات المياه، وغيرها.

كما استوردت "نفط خام" وزيوتاً معدنية من السعودية بقيمة 7.5 مليار دولار؛ واستوردت من المغرب سيارات وكابلات ومنتجات توصيل كهربائي وخضراوات وفواكه وملابس بقيمة 6.3 مليار دولار.

في حين استوردت من تونس كابلات وأجهزة هاتف، ومستقبلات بث تلفزيوني، وأجهزة قياس، وزيوتاً معدنية بقيمة 5 مليارات دولار؛ ومن الجزائر تم استيراد غاز طبيعي، وزيوت مختلفة ومواد كيميائية وسماد بقيمة 4.7 مليار دولار.

وجاءت الواردات الفرنسية من بعض الدول الإسلامية الأخرى، بواقع 4.4 مليار دولار من نيجيريا، وكازاخستان 3.55 مليار دولار، وبنغلاديش 3.3 مليار دولار، وماليزيا 2.6 مليار دولار، وإندونيسيا 2.1 مليار دولار.

أما الإمارات فقد صدرت لفرنسا بما قيمته 1.72 مليار دولار، وليبيا 1.6 مليار دولار، وباكستان مليار دولار، والعراق مليار دولار، ومصر 815 مليون دولار، وقطر 760 مليون دولار، وأذربيجان 713 مليون دولار، والبحرين 285 مليون دولار.

بينما بلغت قيمة صادرات الكويت لفرنسا 240 مليون دولار، والبوسنة والهرسك 174 مليون دولار، وسلطنة عمان 117 مليون دولار، ولبنان 69 مليون دولار، والسودان 53 مليون دولار، وإيران 52 مليون دولار، والأردن 29 مليون دولار.

سبب الأزمة

مع استهداف إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسلمين والمؤسسات الإسلامية، بدأت ممارسات معادية للإسلام في عدة مدن فرنسية.

الأسبوع الماضي، تم عرض رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نشرتها مجلة شارلي إيبدو الساخرة، على جدران المؤسسات الحكومية في مدينتي مونتبيي وتولوز، لتأبين معلم قُطع رأسه على يد متطرف الأسبوع الماضي في إحدى ضواحي باريس.

وقال الرئيس الفرنسي ماكرون، في تصريحات له، إنهم لن يتخلوا عن نشر الصور المسيئة للنبي محمد؛ تبع ذلك تكثيف المداهمات والقمع للجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، التابعة للمسلمين في فرنسا.

في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن وزير الداخلية الفرنسي غيرالد دارمانين، أنهم سيغلقون أحد المساجد وعدة جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني إسلامية، منها جمعية مكافحة الإسلاموفوبيا. وبسبب موقف فرنسا المعادي للإسلام، بدأت دعوات في الدول الإسلامية لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

تحميل المزيد