معلومات جديدة عن صاروخ كوريا الشمالية العابر للقارات، وتوقعات أنها تحضّر لإنتاج سلاح سيردع أي ضربة نووية

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/20 الساعة 21:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/28 الساعة 20:31 بتوقيت غرينتش
صاروخ كوريا الشمالية الجديد

صاروخ كوريا الشمالية الجديد العابر للقارات، قد تكون قدراته أقل من التقديرات السابقة، ولكن هذا لا يمنع أن بيونغ يانغ قد تكون في طريقها لامتلاك سلاح جديد من شأنه أن يغير التوازن مع أمريكا.

كان هذا خلاصة تقرير ورد في صحيفة Daily NK التي يوجد مقرها بكوريا الجنوبية والمتخصصة في أخبار كوريا الشمالية.

تقييم جديد لقدرات صاروخ كوريا الشمالية الجديد العابر للقارات  

ويزعم التقرير أنه، على عكس إجماع الخبراء الواسع النطاق، فشلت كوريا الشمالية في الحصول على العديد من تكنولوجيا مركبات إطلاق رؤوس متعددة منفصلة (MIRV) في سعيها لتحقيق الردع النووي مع الولايات المتحدة.

ومركبات إطلاق رؤوس متعددة منفصلة أو مركبات إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل عبارة عن حمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفاً مختلفاً. يرتبط هذا المفهوم دائماً بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات حيث تحمل رؤوساً حربية نووية حرارية.

ويشير التقرير الذي صدر مؤخراً، إلى أن بيونغ يانغ راضية عن درجة التقدم في تصغير الرؤوس الحربية التي تم إحرازها في أحدث صواريخ باليستية عابرة للقارات تم الكشف عنها في العرض العسكري الكوري الشمالي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

لكن مدى هذا التقدم محدود للغاية أكثر مما كان متوقعاً في السابق: فالصاروخ الكوري الجديد لا يحمل سوى رأسين حربيين يجب إطلاقهما في نفس المسار، حسب الصحيفة.

وإذا كان هذا دقيقاً، فهذا يعني أن الصواريخ الكورية الشمالية العابرة للقارات لا تمتلك حالياً القدرة على إطلاق رؤوس حربية متعددة على أهداف منفصلة – أي أنها لا تستطيع إصابة مدينتين أو ثلاث مدن أمريكية كبرى – في نفس الوقت، حسب مجلة The National Interest  الأمريكية.

تفترض صحيفة Daily NK أن الافتقار إلى قدرة MIRV هو السبب في أن بيونغ يانغ اختارت عدم تقديم الصاروخ الجديد الذي تم الكشف عنه مؤخراً  باسم "Hwasong-16"  وبدلاً من ذلك وصفته بأنه نسخة متقدمة من سلسلة Hwasong-15 الحالية.

وتجدر الإشارة إلى أن Daily NK تعتمد على مصدر واحد غير مسمى، مما يجعل المزيد من التقارير الداعمة لأدلتها أمراً مهماً، ولكن في الوقت الحالي، لا يمكن نفي أو تأكيد هذا التقرير.

لماذا تم تأجيل اختبار هذا الصاروخ؟

أثار ماركوس جارلاوسكاس، وهو زميل أقدم غير مقيم في المجلس الأطلسي، العديد من التساؤلات حول هذا التقرير.

إذ يقول  في تعليق أدلى به لمجلة The National Interest  "العناصر الرئيسية لهذا التقرير تبدو صحيحة، لكن بعض التفاصيل مشكوك فيها. الصاروخ يعمل بالوقود السائل ومن المحتمل أن يكون قادراً  على حمل عدة مركبات عائدة لا يمكن أن تتوجه لأهدافها بشكل مستقل".

وأضاف "أوافق على أنه يجري التحضير لاختبار طيران للصاروخ الجديد بعد الانتخابات الأمريكية، لكن التوقيت قد يتغير في وقت قصير".

ومع ذلك فإنه يتساءل عن بعض التفاصيل، مثل سبب عرض كوريا الشمالية لصاروخين مختلفين بشكل واضح في نفس العرض وتسميتها كليهما هواسونغ -15.

وواجهت مركبات إعادة الدخول في كوريا الشمالية سابقاً مشكلات كبيرة في الموثوقية، وهي مشكلة، وفقاً لمصدر، تخطط بيونغ يانغ لمعالجتها باختبارات إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي القادمة: "تستعد السلطات لاختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات الجديد في أوائل العام المقبل".

"سيتوافق هذا مع النمط العام لكوريا الشمالية لتنفيذ الاستفزازات النووية الكبرى بعد فترة وجيزة من أداء رؤساء الولايات المتحدة الجدد اليمين، على الرغم من أنه، كما يوضح المصدر، يمكن أن يتغير توقيت هذه الاختبارات في أي لحظة".

رغم غياب الرؤوس المستقلة، إلا أنه لديه قدرات هائلة أخرى

يلقي التقرير مزيداً  من الضوء على مواصفات الصاروخ الجديد الجديدة. وفقاً  لمصدر Daily NK، فإن صاروخ Hwasong-15 المطور هذا سوف يتميز بمدى أقصى يصل إلى 15000 كم، وهو تحسن ملحوظ عن Hwasong 15 الحالي البالغ 13000 كم.

ويشير التقرير نقلاً عن المصدر إلى وجود اختلاف كبير في الحجم، مما يسمح بتحسين الأداء المحتمل: كما أن الصاروخ الجديد له قطر أكبر وأطول من Hwasong-15 التقليدي، مما يعني أنه يمكن أن يحمل المزيد من الرؤوس الحربية ولديه محركات إضافية إضافية.

لماذا يمثل التحول للوقود الصلب أهمية كبيرة لكوريا الشمالية؟

ويؤيد التقرير إجماع الخبراء على أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكوريا الشمالية التي تم الكشف عنها مؤخراً  تعمل بالوقود السائل، مضيفاً أن بيونغ يانغ تعمل على "جعل محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب أكثر قوة".

وهذا يدعو إلى التكهنات بأن بيونغ يانغ تفضل ترك تسمية "Hwasong-16" للصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة التي ستعمل بالوقود الصلب.

في تحليل سابق من العرض، حددت مجلة The National Interest نقص تكنولوجيا الوقود الصلب باعتباره عيباً تقنياً رئيسياً  في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة في كوريا الشمالية.

والانتقال إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب من شأنه أن يوفر ميزة كبيرة لكوريا الشمالية عبر توفير إمكانية الضربة الثانية للترسانة الاستراتيجية لكوريا الشمالية، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي مدى وصلت بيونغ يانغ في هذه العملية.

مفهوم  الضربة النووية الثانية، يمثل الرادع الرئيسي الذي يمنع الخصم من استخدام السلاح النووي، لأنه يعني أنه حتى إذا ما بدأت دولة ما بضربة نووية، فإن الطرف الثاني سيبقى لديه أسلحة للانتقام.

وNK Daily التي أوردت هذا التقرير هي صحيفة على الإنترنت تركز على القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية. ويقع مقرها في كوريا الجنوبية حيث تنشر قصصاً  تم الحصول عليها من داخل كوريا الشمالية عبر شبكة من المخبرين والمراسلين.

وتعتمد على تمويل من عدة مؤسسات ومانحين من القطاع الخاص، بما في ذلك الصندوق الوطني للديمقراطية، وهي منظمة غير حكومية يديرها كارل غيرشمان ويمولها الكونغرس الأمريكي.

تحميل المزيد