3 مليارات إنسان قد يُحرمون من لقاح كورونا بسبب ثلاجات التخزين.. والآيس كريم يقدم لنا الحل

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/21 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/21 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية من مختبر/رويترز

قد يُحرم ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص في جميع أنحاء العالم من لقاحات فيروس كورونا، نظراً لعدم وجود مرافق تخزين مبردة كافية، إذ تواجه عدد كبير من دول العالم الثالث مشكلة في تخزين لقاحات كورونا.

ويجب تخزين العديد من اللقاحات في درجات حرارة باردة، تتراوح عموماً بين 2 و8 درجات مئوية.

ولكن يجب تخزين بعض لقاحات الحمض النووي الريبي في درجة حرارة تتراوح من 70 درجة مئوية تحت الصفر إلى 15 درجة تحت الصفر، ما يعني أن هذا النوع من البنية التحتية المتطورة غير متوفر في العديد من البلدان النامية الفقيرة، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

كمّ كبير من اللقاحات، ولكن من يوصلها ويخزنها

حالياً، يخضع أكثر من أربعين لقاحاً مرشحاً لفيروس كورونا لتجارب سريرية، ويخضع 151 آخرون للتقييمات قبل السريرية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

بحلول نهاية العام تتوقع اليونيسيف أن يكون لديها 520 مليون حقنة تم تخصيصها مسبقاً للقاحات فيروس كورونا في العالم النامي، وخرائط للأماكن التي تكون فيها احتياجات التبريد أكبر "لضمان وصول هذه الإمدادات إلى البلدان بحلول وقت اللقاحات". المدير التنفيذي هنريتا فور.

وفي مايو/أيار الماضي، تعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم ملياري دولار على مدار العامين المقبلين للتصدي للوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص.

وعدت الصين بتقديم اللقاحات لبعض الدول خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2020، منوهة بأنها سوف تعطي أولوية لدول جنوب شرق آسيا.

إليك المناطق التي تواجه مشكلة في تخزين لقاحات كورونا

وتعتبر أجزاء كبيرة من آسيا الوسطى والهند وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا الأكثر احتياجاً لمرافق التخزين البارد، التي يمكنها التعامل مع الملايين من جرعات اللقاح، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

"لست متفائلاً بشأن كيفية توزيع اللقاح في الولايات الداخلية، لأنه لا توجد بنية تحتية من أي نوع لضمان التسليم، أو إذا تم تسليمها، فإنها تضمن الحفظ المناسب في ظل ظروف باردة"، هكذا قال د. ألبرتو بانيز موندولفي، أخصائي علم الأمراض في فنزويلا، لوكالة أسوشيتد برس.

وقال عيسى ويدراوغو، مدير التطعيم الوطني في بوركينافاسو، إن البلاد ستحتاج إلى ما يقرب من ألف ثلاجة إكلينيكية إضافية لتخزين لقاحات فيروس كورونا، 40% فقط من المراكز الصحية تمتلك ثلاجات موثوقة.

كما تكافح الهند أيضاً مشكلات لوجستية في التخزين الآمن لجرعات اللقاح الكافية لمواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليار مواطن.

قال ساتياجيت راث، من المعهد الوطني لعلم المناعة، لوكالة برس ترست الهندية: "إن معظم اللقاحات المرشحة، إن لم يكن جميعها، تحتاج إلى سلاسل تبريد صارمة للغاية، ما يجعلها مهمة صعبة للغاية على الهند لتنفيذها".

مشكلة تخزين لقاحات كورونا
مشكلة تخزين لقاحات كورونا تظهر في دول العالم الثالث خاصة

وينطبق الشيء نفسه في الفلبين، لأنه قبل الوباء لم تكن هناك حاجة بالضرورة إلى مثل هذه البنية التحتية المتقدمة.

قال أنتوني ديزون، رئيس رابطة سلسلة التبريد في الفلبين، في رد بالبريد الإلكتروني على صحيفة فلبين ستار: "لا تمتلك صناعة سلسلة التبريد هذه القدرة الآن، لأنه لا توجد حاجة حالية لهذه القدرة".

في بوركينافاسو قالت الممرضة جوليان زونجرانا، إنه بعد أن انهارت الثلاجة في الخريف الماضي لم يعد بإمكان العيادة الاحتفاظ بلقاحات ضد التيتانوس والحمى الصفراء والسل والأمراض الشائعة الأخرى في الموقع. بدلاً من ذلك استخدم الموظفون الدراجات النارية لجلب القوارير في ناقلات معزولة من مستشفى في واغادوغو، للقيام برحلة ذهاباً وإياباً لمدة 40 دقيقة على طريق ضيق يتنوع بين الأوساخ والحصى والرصيف.

وتعتبر المجمدات الطبية التي تنخفض درجة حرارتها إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر نادرة حتى في المستشفيات الأمريكية والأوروبية.

ولكن يعتقد العديد من الخبراء أن دول غرب إفريقيا التي عانت من تفشي فيروس إيبولا 2014-2016 قد تكون هي الأفضل، لأن اللقاح ضد هذا الفيروس يتطلب أيضاً تخزيناً شديد البرودة.

مشكلة النقل لاتقل صعوبة

تتوسع احتمالات عرقلة وصول اللقاحات للمحتاجين أيضاً بسبب النقل.

قدرت شركة DHL أن هناك حاجة إلى 15000 رحلة شحن لتطعيم الكوكب بأكمله ضد COVID-19، ما يزيد من القدرة العالمية للطائرات وإمدادات المواد المحتملة مثل الجليد الجاف.

تبدأ المشكلات في سلسلة التبريد العالمية بمجرد خروج اللقاحات من المصنع، فسفن الحاويات غير مجهزة لتبريد المنتجات الصيدلانية ذات العمر الافتراضي المحدود، في المقابل يكلف شحن اللقاحات جواً أكثر بكثير.

وقالت كاتيا بوش كبيرة المسؤولين التجاريين بشركة DHL: "نحتاج إلى إيجاد جسر" لكل فجوة في سلسلة التبريد. "نحن نتحدث عن الاستثمارات كمجتمع، هذا شيء علينا القيام به".

حتى عندما تكون الرحلات الجوية باردة ومتكررة بدرجة كافية فإن الشحن الجوي يحمل مخاطر محتملة أخرى. تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يصل إلى نصف اللقاحات على مستوى العالم تُفقد بسبب الهدر، أحياناً بسبب التعرض للحرارة أو انكسار القوارير أثناء العبور.

ومع لقاحات فيروس كورونا، والتي ستكون واحدة من أكثر المنتجات المرغوبة في العالم تشكل السرقة أيضاً خطراً.

الحل في الآيس كريم

تحاول شركات الخدمات اللوجستية زيادة قدراتها في التخزين البارد. على سبيل المثال تقوم UPS ببناء "مزرعتين للتجميد" تحتويان على 600 من المجمدات العميقة، التي يمكن لكل منها حمل 48000 قارورة لقاح في درجات حرارة منخفضة، تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، وفقاً لبلومبيرغ.

كما أشرفت العديد من المنظمات الدولية على تركيب عشرات الآلاف من ثلاجات اللقاحات التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن كوفاكس -التي تديرها منظمة الصحة العالمية وجافي وتحالف اللقاحات والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة- تخطط لتحديد أولويات اللقاحات التي يمكن تخزينها في درجات حرارة تتراوح من 2 إلى 8 درجات مئوية.

عرضت منظمة اليونيسف على الحكومات قائمة مرجعية لما ستحتاجه للحفاظ على سلسلة توريد اللقاحات، وطلبت منهم وضع خطة شاملة.

قال بنجامين شرايبر، أحد مديري برنامج التلقيح في اليونيسف، لوكالة أسوشيتد برس: "الحكومات مسؤولة عما يجب أن يحدث في النهاية".

قال تاينغلونج داي، الباحث في جامعة جونز هوبكنز والمتخصص في لوجستيات الرعاية الصحية، إن الإبداع سيكون ضرورياً للحفاظ على سلسلة التبريد سليمة أثناء توزيع لقاحات فيروس كورونا على نطاق عالمي، جرب Gavi واليونيسف توصيل اللقاحات بواسطة الطائرات بدون طيار.

طرح المسؤولون الهنود فكرة وضع جانب من شبكة تخزين المواد الغذائية الضخمة في البلاد للقاحات فيروس كورونا.

قال داي: "إذا تمكن الناس من معرفة كيفية نقل الآيس كريم، فيمكنهم نقل اللقاحات".

تحميل المزيد