أثارت المزاعم التي تتهم وزير التسامح الإماراتي بالاعتداء الجنسي تساؤلات حول سمعة هذه الوزارة وألقت الضوء على سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان، كما أطلقت دعوات لعدم مشاركة الإمارات في الفعاليات الثقافية والحقوقية.
وقالت كيتلين ماكنمارا، المنسقة في مهرجان هاي الأدبي- التي تنازلت عن حقها في عدم الكشف عن هويتها- إن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان اعتدى عليها في فيلا خاصة في فبراير/شباط، قبل فترة وجيزة من افتتاح مهرجان هاي في أبوظبي.
وتقدمت كيتلين بعدها بشكوى رسمية بتعرضها لاعتداء جنسي إلى شرطة مدينة لندن، في حين أعلن مهرجان هاي قطع العلاقات مع أبوظبي طالما ظل نهيان في منصبه، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
غير أن الوزير نفى ارتكابه أي مخالفات وقال مطلع هذا الأسبوع إن مزاعم كيتلين "صدمته وأحزنته".
وكثيراً ما كان منصب نهيان الوزاري موضع شك وسخرية، حيث اُفتتحت وزارته بالتزامن مع ظهور تقارير عديدة عن تضييق الدولة على المعارضة واعتقال مواطنين إماراتيين وأجانب.
"أريد زوجي"
يأتي هذا الاتهام في وقت تواصل سيدة أخرى هي دانييلا تيخادا منذ شهور شن حملات لإطلاق سراح زوجها، الطالب البريطاني ماثيو هيدجز، الذي اُعتقل بين مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 في الإمارات بتهمة التجسس، وتعرض "للتعذيب النفسي".
وقالت دانييلا تيخادا لموقع Middle East Eye أمس الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول إن الإمارات معروفة بمحاولاتها إخفاء تصرفاتها المسيئة وراء ستار من الحداثة و"التسامح".
وأضافت: " خبر الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له كيتلين ماكنمارا في الإمارات أكثر من مزعج".
وقالت: "للأسف، لن أستغرب أن يفلت من فعلته دون عقاب في بلد يتستر على جميع أشكال الإساءة- التي يتعرض لها النساء والعلماء والمفكرون والمحامون والناشطون والعاملون المستقلون- بوزاراته الأورويلية (نسبة إلى كتابات جورج أورويل) للتسامح والسعادة".
وقالت إنه يؤسفها أن المهرجان اضطر لقطع العلاقات مع أبوظبي لأنها ما تزال تؤمن "بإمكانية التبادل الثقافي لتعزيز التسامح".
وتابعت قائلة: "لكنني أرى أن هذه أقل عواقب يتعين على الإمارات تحمُّلها لسماحها، وإشرافها على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".وزير التسامح الإماراتي
المزاعم ضد وزير التسامح الإماراتي تضاف إلى سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان
وأثار قرار المهرجان باستضافة فعالية بالتعاون مع وزارة التسامح التي تأسست عام 2016 إلى جانب وزارة مماثلة مكرسة للسعادة، جدلاً في الماضي.
وقالت دولة الإمارات إن الغرض من وزارة التسامح توفير "إطار قانوني" لـ"إضفاء الطابع الرسمي على التسامح الذي يظهره مجتمعنا بالفعل".
لكن منظمات ونشطاء حقوق الإنسان اعتبروا البلاد "دولة بوليسية" يتعرض فيها المعارضون للموقف الحكومي للسجن والتعذيب.
وفي حديثها في مهرجان هاي في أبوظبي في فبراير/شباط 2020، انتقدت الروائية المصرية الشهيرة أهداف سويف سجل البلاد في حقوق الإنسان، مستشهدة بمثالين هما الشاعر والناشط أحمد منصور والفقيه الدستوري والحقوقي محمد الركن.
ومنصور، الناشط الإماراتي البارز في مجال الحقوق المدنية، معتقل منذ مارس/آذار عام2017، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهمة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي "لنشر معلومات كاذبة ومضللة".
وقالت أهداف رغم مشاركتها في المهرجان: "من السهل جداً أن تتحول الفعاليات الثقافية إلى غطاء".
وفي الوقت نفسه، أرسل أكثر من 60 كاتباً ومنظمة غير حكومية خطاباً إلى مهرجان هاي يدين استضافة المهرجان في أبوظبي.
وجاء في الخطاب أن "مهرجان هاي في أبوظبي يحظى بدعم وزارة التسامح الإماراتية، في دولة لا تتسامح مع الأصوات المعارضة".
وجاء أيضاً: "وللأسف، تبذل حكومة الإمارات جهوداً للتستر على انتهاكات حقوق الإنسان أكثر مما تبذله لمعالجتها، وتستثمر مبالغ طائلة في تمويل ورعاية المؤسسات والفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى إبراز صورة إيجابية عنها للعالم الخارجي".