قدَّمَ شون كونلي، طبيب البيت الأبيض، أمس السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول، إحاطةً هي الأولى منذ تشخيص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإصابة بفيروس كورونا المُستجَد. لكنه تجنَّب في هذه الإحاطة العديد من الأسئلة الحرجة، حول تفاصيل إصابة ترامب بكورونا.
ويظلُّ ترامب، الذي أعلن ثبوت إصابته بالفيروس صباح يوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول، في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني منذ ظهر الجمعة، وقد نقلته مروحيةٌ من البيت الأبيض، ما أثار تكهُّناتٍ بأن حالة الرئيس كانت أسوأ مِمَّا كَشَفَه مسؤولو البيت الأبيض.
لم يفعل مؤتمر كونلي، شيئاً يُذكَر لتهدئة هذه التكهُّنات، حسبما ورد في تقرير موقع Business Insider الأمريكي.
لم يقل الطبيب ما إذا كان ترامب قد تلقَّى في أيِّ وقتٍ سبق أوكسجيناً إضافياً، أو متى كانت آخر مرة جاءت فيها نتيجة اختبار الرئيس سلبية، أو كم بلغت درجة الحرارة التي وصلت إليها الحمى لديه!
إليكم سبعة أسئلة عَزَفَ كونلي عن إجابتها، وما قاله في المقابل، ولماذا تُعَدُّ الإجابات مهمة من أجل فهمٍ كاملٍ لإصابة ترامب بالعدوى.
1- هل هناك أيُّ إشارةٍ بعد إصابة ترامب بكورونا على تضرُّرٍ برئته؟
في البداية، لم يُجِب كونلي عن هذا السؤال على الإطلاق، إذ قال: "نحن نتابع كلَّ ذلك. نُجرِي الموجات فوق الصوتية يومياً، ونقوم بعملٍ مخبريٍّ يومي. ويتتبَّع الفريق كلَّ ذلك".
لكنه واجه ضغطاً، وأضاف: "لن أخوض في تفاصيل حول ماهية النتائج المُتعلِّقة بذلك".
لماذا هذا مهم؟
قد يتسبَّب فيروس كورونا المُستجَد في تلفٍ شديدٍ بالرئة قد يكون قاتلاً. وفي الحالات القصوى يمكن أن يُصاب مرضى كوفيد-19 بمتلازمة الضائقة التنفُّسية الحادة، وهي شكلٌ من أشكال فشل الرئة تمتلئ فيها الأكياس الهوائية بالسوائل. وتُعَدُّ هذه المتلازمة أحد الأسباب الرئيسية للوفاة نتيجة الإصابة بكوفي-19.
ولكن تلف الرئة غير المميت قد يؤثِّر على صحة المريض لوقتٍ طويل بعد شفائه من الفيروس.
قال باناغيس غالياتساتوس، طبيب أمراض الرئة بمركز جونز هوبكنز بايفو الطبي، إن "الأمر قد يستغرق من ثلاثة أشهر إلى عامٍ كامل أو أكثر من ذلك حتى تعود رئة المُتعافي إلى العمل بالمستوى الذي كانت عليه قبل الإصابة بكوفيد-19".
2- ماذا كانت درجة حرارة ترامب؟
قال كونلي: "أفضِّل عدم الإدلاء بأيِّ أرقامٍ مُحدَّدة، لكنه أُصيبَ بالحمى من الخميس إلى الجمعة، ومنذ صباح الجمعة لم يكن يعاني من أيِّ ارتفاع في دجة الحرارة".
لماذا هذا مهم؟
يمكن أن تشير الحمى الشديدة إلى حالةٍ خطيرةٍ من الإصابة بكوفيد-19.
ففي درجات الحرارة المرتفعة بشكلٍ استثنائي، يمكن أن تتسبَّب الحمى أيضاً في إصابة ترامب بالهلوسة أو الهذيان، ما قد يقوِّض قدرته على اتِّخاذ قراراتٍ مهمة كقائدٍ أعلى للقوات المُسلَّحة.
3- هل حصل الرئيس على أوكسجين إضافي؟
سأل المراسلون كونلي عن هذا مراتٍ عدة، ومن جانبه أجاب بطرقٍ مراوِغة، ومتناقضة.
إليكم كل إجابة قدَّمها كونلي:
- إنه ليس بحاجةٍ لأوكسجين في الوقت الحالي. هذا صحيح
- إنه ليس بحاجةٍ إلى أيِّ شيءٍ هذا الصباح على الإطلاق
- في الوقت الحالي هو ليس بحاجةٍ لإمدادٍ بالأوكسجين
- بالأمس واليوم لم يكن يُمَد بأوكسجين إضافي
- إنه لا يُمَد بالأوكسجين اليوم
- إنه لا يُمَد بالأوكسجين في الوقت الحالي
قدَّم كونلي إجابةً أكثر تفصيلاً في المرة السابعة التي سأل فيها أحد المراسلين عن الأمر نفسه، إذ قال: "في يوم الخميس ليس هناك حاجةٌ إلى الأوكسجين. لا شيء في هذه اللحظة. وبالأمس مع الفريق، بينما كنَّا جميعاً هنا، لم يكن على الأوكسجين".
تتجنَّب هذه الإجابة التحدُّث عن يوم الجمعة، قبل أن يدخل ترامب المستشفى. ذكرت كلٌّ من صحيفة New York Times ووكالة Associated Press وشبكة ABC News أن مصادر مُقرَّبة من الرئيس تقول إنه كان يُمَدُّ بأوكسجين إضافي صباح الجمعة.
لماذا هذا مهم؟
تُعَدُّ مستويات الأوكسجين مؤشراً مهماً لحالة المصاب بفيروس كوفيد-19، إذ قد يؤدِّي انخفاض مستويات الأوكسجين إلى نقص الأكسجة، وهي حالةٌ تُحرَم فيها مناطق الجسم من الأوكسجين الضروري. وفي الحالات القصوى، يمكن أن يتسبَّب نقص الأوكسجين في تلف الدماغ والقلب، أو تؤدِّي إلى غيبوبة، أو إلى الوفاة.
بالنسبة للشخص السليم، يجب أن تبقى مستويات الأوكسجين بين 95% و100%. ويتفق معظم الخبراء على أن مرضى كوفيد-19 يجب أن يشعروا بالقلق إذا انخفضت مستويات الأوكسجين لديهم إلى ما دون 90%. وحسبما أفاد الأطباء، كان مستوى الأوكسجين لدى ترامب يقف عند 96% يوم السبت، لكن إذا تلقَّى سابقاً أوكسجيناً إضافياً، فإن هذا يثير مخاوف من انخفاض مستوياته مرةً أخرى، وهذا ما يطرح أن كونلي لم يكن شفَّافاً بالكامل في إجابته.
4- هل هناك إجماعٌ حول كيفية إصابة ترامب بالعدوى؟
قال كونلي: "لن أخوض في ذلك.. ليس لهذا صلة بالأمر".
لماذا هذا مهم؟
قد يكون مصدر إصابة ترامب وثيق الصلة برعايته إذا قدَّم الأطباء لمحةً عن كمية الفيروس التي ربما تعرَّض لها الرئيس.
علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد فهم مَن الذي على الأرجح قد نَقَلَ الفيروس لترامب في جهود تتبُّع جهات الاختلاط، من أجل العثور على الآخرين الذين قد يكونوا مُعرَّضين للخطر وإخطارهم بذلك. وسيكون تحديد "المريض رقم صفر" -أياً كان مَن تسبَّبَ في هذا الحدث الذي قد يبدو منتشراً في البيت الأبيض- مفيداً بشكلٍ خاص لتتبُّع جهات الاختلاط.
5- ماذا عن توقيت الإصابة؟
قال كونلي: "لن نخوض في ذلك. نحن فقط نتابع مساره السريري ونقدِّم أفضل رعاية ممكنة".
لماذا هذا مهم؟
يمكن أن تساعد معرفة توقيت إصابة ترامب في مساعدة مُتتبِّعي جهات الاختلاط في العثور على أيِّ شخصٍ تعرَّض للرئيس أثناء إصابته، ومن ثم إخطاره بذلك. وفي الأيام التي سبقت ثبوت إصابة ترامب، تواصَلَ الرئيس مع مئات الأشخاص في فعاليات جمع التبرُّعات ومؤتمرات انتخابية، علاوة على المناظرة الرئاسية. وفي العديد من الفعاليات، كان هناك الكثير من الحاضرين بلا أقنعةٍ واقية، وكانوا على مقربةٍ منه.
6- متى كانت آخر مرة ظهرت فيها نتيجة اختبار الرئيس سلبية؟
قال كونلي: "لن أخوض في جميع الاختبارات السابقة، لكن الاختبارات تجري عليه وعلى جميع موظفيه على نحوٍ روتيني".
لماذا هذا مهم؟
هذه أيضاً معلومةٌ مهمة لتتبُّع جهات الاختلاط، لأنها ستكشف آخر مرةٍ معروفة لم يكن فيها ترامب ناقلاً للعدوى. إذا لم يكن لدى جسمك ما يكفي من الفيروسات ليلتقطها اختبار الـPCR، فمن غير المُحتَمَل أن تتمكَّن من نقل الفيروس لغيرك.
قال أميش أدالغا، أحد كبار العلماء في مركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز، لموقع Business Insider الأمريكي: "معرفة الجدول الزمني للاختبارات التي ظهرت نتيجتها سلبية للرئيس، ومتى ظهرت عليه الأعراض، ومتى ظهر الاختبار ذو النتيجة الإيجابية، هو الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تحديد ما إذا كان جو بايدن قد تعرَّض للفيروس تعرُّضاً كبيراً أم لا".
7- هل يتناول ترامب أيَّ منشِّطات؟
عند هذا السؤال، أنهى كونلي الإحاطة وغادر المنصة.
لماذا هذا مهم؟
أظهرت دراساتٌ أن الكورتيكوستيرويدات، مثل الديكساميثازون، قد تحسِّن معدلات البقاء على قيد الحياة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ حادة من الإصابة بكوفيد-19. وأظهرت تحليلٌ حديث أن 68% من المرضى قد نجوا بالفعل بعد تناول المنشِّطات، مقارنةً بـ60% مِمَّن لم يتلقوها.
وحتى الآن، أظهرت المنشِّطات نتائج واعدة فقط للأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ خطيرة. وفي الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن المرضى الذين يعانون من إصاباتٍ معتدلة بالفيروس، والذين تناولوا ديكساميثازون ماتوا بمعدلاتٍ أعلى قليلاً.
لذا، إذا كان ترامب يتناول دواءً من هذا النوع، فهذا يشير إلى أن أطباءه يعتقدون أن حالته خطيرة.