أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها تسلمت الدفعة الثالثة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي طراز "إس 400 تريومف"، لكن السؤال هو ما إذا كانت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد تمكنت بالفعل من جعل المنظومة غير فعالة في استهداف طائراتها.
يبدو أن خصوم موسكو يعملون على ذلك بالفعل
تقول مجلة National Interest الأمريكية، إن شركة ألماز أنتي الروسية للصناعات العسكرية قد طورت وأنتجت منظومة الدفاع الجوي إس-400 لتوفير الحماية من الضربات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية والتشغيلية وكذلك الصواريخ متوسطة المدى في بيئة التشويش اللاسلكي.
ومع ذلك، فقد جرى تداول تقارير تفيد بأن سلاح الجو الملكي البريطاني جنباً إلى جنب مع البحرية الملكية البريطانية، اللذين قاما بزيادة الدوريات بالقرب من الحدود الروسية قرب موقع نشر منظومات إس-400 وإس-300 القديمة، قد بدآ بنجاح في التشويش على أنظمة الرادار في المنظومة الصاروخية. لقد صُممت المنظومتان السابقتان للعمل جنباً إلى جنب لتوفير فعالية متزايدة لنظام الدفاع الجوي المتكامل للجيش الروسي.
من جانبها، ذكرت صحيفة EurAsian Times الهندية أن الجيش البريطاني قام بفحص ترددات نظام الدفاع الجوي الروسي لتمكين الطائرات من تحديد نقاط الضعف في النظام الأساسي الروسي المضاد للطائرات. إذا كان هذا صحيحاً، فمن الممكن أن يعمل هذا الأمر على فتح نافذة للطائرات الشبحية مثل F-22 Raptor أو F-35 Lightning II Joint Strike Fighter للاقتراب من المجال الجوي الروسي على مسافة أقرب دون أن يكتشفها الرادار القوي المثبت على منظومة الدفاع الجوي إس-400.
سد الثغرات ونقاط الضعف
كما أشار موقع Avia.Pro الإعلامي الحكومي الروسي إلى أن الجيش البريطاني كان يدرس بحثاً عن "ثغرات" في نظام الدفاع الجوي الروسي المتكامل، وأن روسيا قد تحتاج إلى إيجاد حل بديل لسد أي نقاط ضعف في منصة الدفاع الجوي الخاصة بها.
يذكر أن نظام الدفاع الصاروخي أرض-جو إس-400 يُوصف بأنه صياد لطائرات الشبح الأمريكية، وواحد من أكثر منصات الصواريخ أرض-جو طويلة ومتوسطة المدى المستخدمة اليوم. لقد جرى تصميمه لاكتشاف وتدمير الطائرات وكذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المذكورة أعلاه، ولكنه قادر أيضاً على القضاء على المنشآت الأرضية.
يصل مدى المنصة، التي دخلت الخدمة في عام 2007، إلى 400 كيلومتر، ويمكن لصواريخها السفر بسرعة تصل إلى ستة أضعاف سرعة الصوت على ارتفاعات تصل إلى 30 كيلومتراً. يمكن لهذه المنصة أيضاً استخدام صواريخ أرض جو طراز 40N6 بعيدة المدى وفائقة السرعة والتي يمكنها الاشتباك مع أهداف هوائية منخفضة المناورة.
من الناحية النظرية على الأقل، صُممت منظومة إس-400 لإبطال تقنية التخفي لطائرات الجيل الخامس مثل F-35. ومع ذلك، لا يزال من المشكوك فيه ما إذا كان الرادار قادراً على القيام بأكثر من مجرد تتبع الطائرة المتقدمة. بعبارة أخرى، قد يكون التتبع ممكناً إلى حد ما ولكن الاستهداف في الواقع يمثل مشكلة أخرى.
كانت حقيقة أن منظومة إس-400 مصممة لتتبع طائرات الشبح نقطة شائكة رئيسية في العلاقات الأمريكية مع تركيا، والتي سعت إلى شراء المنظومة الصاروخية روسية الصنع بينما تسعى أيضاً إلى أن تكون شريكاً في برنامج الطائرات المقاتلة الشبح F-35. اعتبرت الولايات المتحدة وشركاء آخرون في الناتو أن هذا أمر خطير – فمن الممكن أن يمنح مصممي إس-400 نظرة ثاقبة إضافية لتوفير ميزة للمنصة المضادة للطائرات. نتيجة لذلك، جرى إبعاد تركيا من برنامج F-35.
السؤال الآن هو ما إذا كان سلاح الجو الملكي البريطاني قد وجد حقاً نقاط ضعف كبيرة في منظومة إس-400 من شأنها أن تمكّن طائرات F-35 والطائرات الشبحية الأخرى من الاستمرار في الحفاظ على تلك الميزة التخفيّة.