توقفت بعد 14 عاماً ولها طريقة غريبة لحسم الخلافات.. تفاصيل المباحثات الاستكشافية التي تستعد لها تركيا واليونان

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/24 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/24 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني السابق الكسيس في أنقرة ، فبراير 2019/رويترز

تستعد تركيا واليونان لاستئناف الجولة الحادية والستين من مباحثاتهما الاستكشافية، بهدف إيجاد حل للخلافات القائمة بينهما في بحري إيجة والمتوسط.

وأكد الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، أن التحضيرات لهذه المباحثات الاستكشافية "ستتواصل على مستوى المستشارين"، بالتزامن مع إعلان حلف شمال الأطلسي "الناتو أن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان حول شرق البحر المتوسط "حققت تقدماً جيداً".

وعقد البلدان الجولة الـ60 مطلع مارس/آذار 2016، بالعاصمة اليونانية أثينا، من تلك المباحثات الاستكشافية التي انطلقت أولاها عام 2002 بالعاصمة التركية أنقرة.

ويُقصد بالمباحثات الاستكشافية مناقشة الأطراف آراءهما المتبادلة في مسائل عدة، عبر النقد البناء.

وتشهد المباحثات الاستكشافية عادة تقديم الأطراف لبعضها المعلومات اللازمة ومقترحات حلول للخلافات القائمة بينها، وسط مناقشة آراء وأطروحات كلا الطرفين قبل التوصل إلى قرار ما.

ويتم اللجوء إلى المباحثات الاستكشافية التي يكون الهدف منها تطوير الحوار الدبلوماسي عند وجود أكثر من مسألة مختلف عليها بين البلدين.

قمة ثلاثية تمهد لانطلاق المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان

والثلاثاء، جمعت قمة ثلاثية عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أردوغان ناقش مع ميركل وميشيل مستجدات الأوضاع شرق المتوسط، وأنه تم خلال اللقاء تأكيد استعداد تركيا واليونان للشروع في محادثات استكشافية.

وخلال اللقاء المذكور شدَّد الرئيس التركي على ضرورة الحفاظ على الزخم النسبي الرامي إلى خفض التوتر شرق المتوسط، مؤكداً أهمية تفعيل قنوات الحوار عبر خطوات متبادلة.

أردوغان مع ميركل/رويترز

كما أكد أردوغان أن تركيا كانت وما زالت تؤيد حل الخلافات عن طريق الحوار، وأن أنقرة لم تتخلّ عن ضبط النفس رغم كافة الاستفزازات.

وأعرب عن تقديره لمبادرات ألمانيا الرامية للعب دور الوساطة، لافتاً إلى أهمية الخطوات التي ستقدم عليها اليونان، من حيث كيفية المضي قدماً في الاتفاق على تنشيط قنوات الحوار، واستئناف المباحثات الاستكشافية بين البلدين.

والأربعاء، أعلن باريند ليتس، المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي، في بيان، أن التحضيرات لإجراء محادثات استكشافية بين اليونان وتركيا بخصوص التوتر شرق المتوسط ستتواصل على مستوى المستشارين.

وأضاف: "تناول ميشيل وأردوغان وميركل موضوع استئناف المحادثات الاستكشافية المباشرة بين تركيا واليونان، وستتواصل التحضيرات بهذا الخصوص على مستوى المستشارين".

تقدم جيد، والحل يجب أن يكون متكاملاً

وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، أمس الأربعاء، إن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، حول شرق البحر المتوسط، "حققت تقدماً جيداً".

وأشار ستولتنبرغ في تصريحات صحيفة إلى استمرار المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، لبحث سبل فضّ النزاع شرق المتوسط، مضيفاً أنه جرى عقد عدة اجتماعات حتى اليوم، وتم تحقيق تقدم جيد فيها.

وأوضح أن الاجتماعات عبارة عن لقاءات عسكرية فنية، وأن المساعي الدبلوماسية الألمانية لحل الخلاف بين الجانبين تعد بمثابة استكمالٍ للقاءات التركية اليونانية.

ولفت إلى أن جهود ألمانيا أسفرت، الثلاثاء، عن اتفاق تركيا واليونان على بدء المحادثات الاستكشافية مجدداً، معرباً عن امتنانه لهذا الأمر.

كما أكد الأمين العام للحلف استمراره في الاتصال الوثيق مع المسؤولين الأتراك واليونانيين.

من جهتها، أعلنت اليونان، الثلاثاء، أن المحادثات الاستكشافية مع تركيا ستنطلق مجدداً قريباً.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: "تم التوصل إلى اتفاق بين اليونان وتركيا لعقد الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية في إسطنبول قريباً".

وفي هذا الإطار، يتم تناول الخلافات في المباحثات الاستكشافية على شكل حزمة واحدة، بحيث لا يتم التوصل إلى حل نهائي ما لم يتم حل جميع الخلافات التي تتضمنها حزمة الخلافات والأزمات تلك.

لماذا توقف المباحثات التي استمرت 14 عاماً؟

انطلقت الجولة الأولى من المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان عام 2002 في أنقرة، بهدف التوصل إلى حل "عادل، ودائم وشامل" يُرضي الطرفين فيما يخصّ الخلافات القائمة بين البلدين حول بحر إيجة.

وانعقدت آخر جولة من تلك المباحثات عام 2016 بالعاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك التاريخ استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً.

وبحلول منتصف العام الجاري بادرت ألمانيا، التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلى استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، بهدف تخفيض التوتر المتصاعد بين البلدين شرق المتوسط، وعرقلة أي نزاع عسكري بينهما.

ونتيجة مساعي ألمانيا الدبلوماسية ومواقف تركيا الداعمة للحوار، أوشكت أنقرة وأثينا على استئناف المباحثات الاستكشافية في أغسطس/آب الماضي، إلا أن توقيع اليونان اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية مع مصر في السادس من الشهر ذاته، أدى إلى تعليق المباحثات المذكورة بين البلدين.

دعوات تركية لحوار شامل

تطالب تركيا بتناول جميع الخلافات القائمة مع اليونان ككل، حيث تتصدرها حدود المياه الإقليمية بين البلدين في بحر إيجة، والجرف القاري، ونزع سلاح الجزر، والوضع القانوني للتكوينات الجغرافية، ونطاق المجال الجوي، وأنشطة البحث والإنقاذ.

كما تشدد تركيا على اتخاذ مبدأ الأحقية أساساً قبل كل شيء في ترسيم الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين شرق المتوسط.

وترفض أنقرة الاعتراف بالخطوات الأحادية التي تتخذها اليونان وإدارة قبرص الرومية، الهادفة إلى إقصاء تركيا والقبارصة الأتراك.

ودعا الرئيس التركي كافة دول شرق المتوسط للحوار والتعاون، ولفت إلى أن أحد أسباب التوتر في المنطقة هو عدم وجود حل عادل وشامل ودائم في الجزيرة القبرصية، مع استمرار المفاوضات منذ 1968.

كما  اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنظيم مؤتمر إقليمي لبحث حقوق كافة شعوب دول المنطقة، بمن فيهم القبارصة الأتراك، جاء ذلك، الثلاثاء، في رسالة عبر الفيديو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بافتتاح دورتها الـ75. وشدد على أنه لا توجد أي فرص نجاح إطلاقاً لمحاولات إقصاء بلادنا شرقي المتوسط.

كما دعا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، أثناء اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عقد مؤتمر متعدد الأطراف بشأن الوضع في شرق المتوسط، وفقاً لمصدر في المجلس.

تحميل المزيد