حذر مسؤولو الصحة والأطباء، على مدار الشهرين الماضيين، من سرعة الاقتراب من موسم الإنفلونزا، قائلين إن ضربة واحدة أو اثنتين من الفيروس الموسمي بالإضافة إلى جائحة كورونا لديها القدرة على قهر نظام الرعاية الصحية في بلد كبير ومتقدم كالولايات المتحدة، فماذا سيحدث إذا اجتمع موسم الإنفلونزا مع كورونا؟
لكن الجهود العالمية المستمرة للحد من انتشار فيروس كورونا -والتي تشمل ضرورة إرتداء الكمانات، وإجراءات التباعد الاجتماعي وتوجيهات البقاء في المنزل- قد تعني أن موسم الإنفلونزا لن يكون عاملاً مؤثراً في الولايات المتحدة هذا العام، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
علاوة على ذلك، قال الخبراء إن حركة السفر الجوية المحدودة قد ساعدت بالفعل بعض البلدان على تقليل استيراد الإنفلونزا، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى إبقاء أعداد الإصابات منخفضة.
الإنفلونزا تقتل مئات الآلاف حول العالم
سيكون موسم معتدل من الإنفلونزا خبراً مرحباً به خلال هذه الجائحة العالمية، وهو ما يمكن أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح.
ووفقاً لدراسة تعاونية في عام 2017 أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وشركاء عالميون في مجال الصحة، يموت ما بين 291 ألفاً إلى 646 ألف شخص في جميع أنحاء العالم بسبب أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالإنفلونزا كل عام.
وهذه الأرقام أعلى بكثير من تقديرات منظمة الصحة العالمية السابقة التي تتراوح بين 250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة.
في الولايات المتحدة، في المتوسط، يصاب ما بين 9 ملايين إلى 45 مليون أمريكي بالإنفلونزا كل عام، وهو ما يؤدي إلى ما بين 12 ألف إلى 61 ألف حالة وفاة. ووفقاً لمراكز مكافحة على الأمراض والوقاية منها، بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 وأبريل/نيسان 2020، كان هناك ما يقدر بنحو 39 مليوناً إلى 56 مليون إصابة بالإنفلونزا و24 ألف إلى 62 حالة وفاة.
فما وضع البلاد التي بدأ بالفعل فيها موسم الإنفلونزا مع كورونا؟
وفي ما يمكن اعتباره خبراً جيداً بالنسبة للولايات المتحدة، في الوقت الراهن، فكل من أستراليا، والبرازيل، وبلدان أخرى في نصف الكرة الجنوبي، هي في خضم موسم الإنفلونزا في فصل الشتاء، والبيانات تشير إلى أن العدد الإجمالي للإصابات بالإنفلونزا هناك منخفض نسبياً.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث: "إن إجراءات النظافة والتباعد الجسدي المتعددة التي نفذتها الدول الأعضاء للحد من انتقال فيروس سارس-كوف-2 ربما لعبت أيضاً دوراً في التخفيف من انتقال فيروس الإنفلونزا".
على الصعيد العالمي، أُبلغ عن نشاط الإنفلونزا عند مستويات أقل من المتوقع في هذا الوقت من العام. وفي المناطق المعتدلة من نصف الكرة الجنوبي، لم يبدأ موسم الإنفلونزا. وعلى الرغم من استمرار أو حتى زيادة اختبارات الكشف عن الإنفلونزا في بعض البلدان في نصف الكرة الجنوبي، أُبلغ عن عدد قليل جداً من حالات الإنفلونزا المكتشفة".
لكن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون محظوظة أم لا.
والشركات الكبرى تستعد بشكل استثنائي
واستعداداً لموسم الإنفلونزا، أكدت الشركات المصنعة الأربع للقاحات الإنفلونزا بالفعل أنها ستشحن ما يقرب من 200 مليون جرعة عبر الولايات المتحدة هذا العام، وهو ما يزيد بنسبة 19٪ عن الموسم الماضي.
وأشارت AstraZeneca، الشركة المصنعة للقاح رذاذ الأنف FluMist، إلى أنها تزيد الإنتاج بنسبة 25٪ بسبب زيادة الطلب المتوقعة هذا العام.
مع ذلك، فإن أقل من نصف البالغين في الولايات المتحدة وحوالي 60٪ من الأطفال هم فقط من يحصلون عادة على لقاح الإنفلونزا كل عام، وفقاً لبيانات مراكز مكافحة الأمراض 2018-2019.
وتتراوح فعالية الجرعة من 20٪ إلى 60٪ كل موسم، اعتماداً على أنواع سلالات الإنفلونزا المنتشرة.