كلُّ طائرات “إف-35” هي نفسها في العالم أجمع، باستثناء نسخة “خارقة” لدى إسرائيل، تعرف عليها

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/28 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/17 الساعة 12:19 بتوقيت غرينتش
سرب 116 من طراز F-35I مع ذخائر هجوم مباشر مشترك GBU-31 / B في المقدمة/ سلاح الجو الإسرائيلي

تبرز طائرة إف-35 الإسرائيلية، "أدير"، عن بقية الأسطول الدولي لطائرات إف-35. ويمكن لتحديات العالم الحقيقي أن تجعل هذه الطائرة المقاتلة بارزةً من حيث أوجهٍ أخرى: بالنظر إلى الوضع الأمني لإسرائيل، فإن طائرات إف-35I، مثل مقاتلات إف-15A منذ أربعين عاماً، قد تكون الأولى من نوعها في القتال، كما تقول مجلة National Interest الأمريكية.

على مدار خمسين عاماً، ظلَّت الولايات المتحدة تقدِّم أفضل الطائرات المقاتلة لإسرائيل. ويواصل استخدام إسرائيل لطائرات إف-35، المعروفة باسم "أدير"، هذا التقليد حتى بينما تضع إسرائيل لمستها التكنولوجية الخاصة على المقاتلة من الجيل الخامس. وعلى عكس عملاء إف-35 الآخرين، تعدِّل إسرائيل مقاتلاتها منذ البداية لمواجهة التحديات الأمنية الفريدة وللاستفادة من القدرات التكنولوجية لديها. 

الاستثناء الإسرائيلي

وبدأت الولايات المتحدة ترسل أفضل الطائرات المقاتلة لإسرائيل في نهاية الستينيات، حين انضمَّت الطائرة إف-4 فانتوم الثانية إلى القوات الجوية الإسرائيلية. وتلاها التفوُّق الجوي لمقاتلات إف-15 إيغل في 1976، ثم إف-16 فالكون مُتعدِّدة الأدوار في العام 1980. وتلت هذه المقاتلات في النهاية مقاتلات إف-15 سي، وإف-15 آي، وإف-16 سي، إف-16 آي. وباستثناء مقاتلة إف-22 رابتور، فإن الأسطول الجوي الإسرائيلي مُجهَّز جيداً تماماً مثل القوات الجوية الأمريكية. 

تقدَّمَت إسرائيل لأول مرة لشراء مقاتلات إف-35 في سبتمبر/أيلول 2008، حين طَلَبَت شراء 25 طائرة مع خيار خمسين طائرة أخرى. وسوف تملأ طائرات إف-35 فراغاً تركه النموذج القديم المتقاعد من طائرات إف-16. ووفقاً لصحيفة Defense Industry Daily الإسرائيلية، فقد نُقِلَ من الإسرائيليين مبلغ 200 مليون دولار لكلِّ طائرة. وفي حين انخفض هذا الرقم بشكلٍ كبير في غضون عام إلى أكثر من 100 مليون دولار، كان من الواضح أن طائرات إف-35 ستكون عملية شراء باهظة للدولة الصغيرة الواقعة في الشرق الأوسط. وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2014، وفقت إسرائيل على مضاعفة أسطولها من طائرات إف-16 إلى خمسين طائرة. 

وعلى عكس عملاء "لوكهيد مارتن إف-35" دفعت إسرائيل من أجل إذنٍ، حصلت عليه بالفعل، لدمج عددٍ من التقنيات المحلية في طائراتها، والتي كانت تُسمَّى إف-35 آي، أو "أدير". وأوضحت إسرائيل أنها تعيش حالةً من الصراع شبه الدائم، وأنه يتطلَّب من أسطولها من طائرات إف-35 ألا يكون مختلفاً لوجيستياً فحسب، بل تكنولوجياً أيضاً. 

ما التقنيات الخاصة الموجودة في النسخة الإسرائيلية من F35؟

تتمثَّل إحدى التقنيات الرئيسية في دمج نظام القيادة والاتصالات والحوسبة والاستخبارات (سي 4 آي) الذي طوَّرَته إسرائيل في مقاتلات أدير. ويسحب هذا النظام الفريد بيانات المستشعر من الطائرة، لكنه لا يتداخل مع نظام الحوسبة في طائرة إف-35. ومن هناك، يدفع نظام سي 4 آي البيانات إلى أصولٍ إسرائيليةٍ أخرى، بالأخص المقاتلات القريبة، من خلال روابط بياناتية مصنوعة محلياً للمساعدة في اكتشاف أهداف العدو وتحديد أولويتها ومهاجمتها. 

وتُعَدُّ تكنولوجيا الـ سي 4 آي ضروريةً بشكلٍ خاص في ضوء التهديد الصاروخي الهائل لإسرائيل، إذ يُعتَقَد أن حزب الله وحده يمتلك 150 ألف صاروخ تكتيكي يمكن أن يمطرهم على إسرائيل. وفي أيِّ حربٍ مستقبلية، قد يكون عدد مواقع إطلاق الصواريخ هائلاً -إن لم تتمكَّن إسرائيل على نحو السرعة من الحصول على بيانات مواقع الإطلاق، وتحديد أولويات قائمة الهجوم كي يضربها سلاح الجو الإسرائيلي. 

صواريخ وقنابل إسرائيلية التصميم والصنع

وستحمل المقاتلة إف-35 آي صواريخ إسرائيلية التصميم. وستحمل الطائرة قنبلة SPICE 1000 المُوجَّهة بدقة بدلاً من قنبلة JDAM المُوجَّهة بتقنية تحديد المواقع. وتُعَدُّ قنبلة SPICE 1000 حزمةً إضافيةً تعمل على تثبيت كلٍّ من أنظمة التوجيه الكهروضوئية وأنظمة القمر الصناعي على قنبلة Mk غير المُوجَّهة والتي تزن 83 ألف رطل. 

يسمح هذا لقنبلة SPICE 1000 ليس فقط بمهاجمة أهداف مُحدَّدة بإحداثيات تقنية تحديد المواقع، بل يسمح أيضاً بإدخال رجلٍ لتوجيه القنبلة يدوياً على الهدف -أو أن يلغي الضربة الجوية إذا تطلَّب الأمر. ويمكن أن تقطع قنبلة SPICE 1000 مسافةً تصل إلى 62 ميلاً إلى الهدف، وهي دقيقةٌ للغاية. 

وستحمل طائرة إف-35 أيضاً صاروخ بيتون-5 الجو-جو، والذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، بدلاً من صاروخ سايد ويندر الأمريكي الجو-جو قصير المدى. وتعني قدرة الإغلاق لدى الصاروخ أنه يمكن إطلاقه من حجرة الأسلحة الداخلية لمقاتلة إف-35 وتحديد إطلاقه على طائرة العدو الواقعة في نطاقه. 

ستمتلك سربين جاهزين منها

وكان المطلب الآخر لسلاح الجو الإسرائيلي هو إضافة زوجٍ من خزانات الوقود التي تتسع لـ425 غالون من الوقود إلى "أدير"، الأمر الذي سيمدِّد الوقود الإجمالي لدى المقاتلة وكذلك مداها بنسبة حوالي 36%. وبينما قد تضر إضافة خزان وقود آخر بقدرة المقاتلة إف-35 على التخفي، قال مصدرٌ لمجلة Aviation Week & Space Technology إن خزان الوقود قد يُستَخدَم في المراحل الأولى من عمليةٍ جوية حيث يكون التخفي غير ضروري، ويتم التخلُّص منه بعد استخدامه. 

وصلت أولى طائرات إف-35 آي إلى إسرائيل في أواخر العام 2016، فيما وصلت طائراتٌ أخرى في أبريل/نيسان 2017. ووفقاً لمسؤولين بسلاح الجو الإسرائيلي في حديثهم لصحيفة Times of Israel، فإن الطائرات الـ45 الأخرى سوف تصل تباعاً كلَّ بضعة أشهر، على أن تكون الطائرات الأولى جاهزةً للتشغيل بالكامل بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2018. وتخطِّط إسرائيل لأن يكون لديها سربان جاهزان للتشغيل الكامل بحلول 2021 أو 2022. وبالنظر إلى أن مقاتلات إف-35 آي سوف تحل حرفياً محل مئات من الطائرات القديمة من طراز إف-15 وإف-16، يبدو من المُرجَّح أن يكون هناك طلبٌ ثانٍ وثالث للطائرات، بالأخص حين ينخفض السعر إلى الهدف المأمول عند 85 مليون دولار للواحدة. 

وقد يؤدِّي التهديد الصاروخي الذي يشكِّله جيران إسرائيل، لا سيما حزب الله، مؤقتاً إلى إغلاق القوات الجوية الإسرائيلية عبر البلاد في وقت الحرب. ولعله احتمالٌ جذَّاب أن تكون هناك قدرة على تفريق المقاتلات في مواقع سرية، حيث يمكن استخدام منصاب المروحيات والامتدادات على الطرق السريعة من أجل الإقلاع والهبوط. 

تحميل المزيد