داعمة لإسرائيل ومنتقدة صريحة للسعودية.. من هي كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي؟

تم النشر: 2020/08/12 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/05 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
كامالا هاريس وجو بايدن/ مواقع التواصل

يعتقد المرشح الديمقراطي جو بايدن أنه سيفوز بالبيت الأبيض بعد 84 يوماً، حيث موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هذه هي الرسالة الواضحة التي أرسلها مساء الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، عندما أعلنت حملته أنه اختار السيناتور كامالا هاريس من كاليفورنيا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس، فمن هي هذه السيدة التي قد تصبح يوماً ما أول رئيسة لأمريكا، ولماذا اختارها بايدن تحديداً؟

من هي كامالا هاريس؟

هاريس، البالغة من العمر 55 عاماً، هي ابنة مهاجرين من جامايكا والهند، وهي مدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا، وقد اشتهرت مع النشطاء الليبراليين لاستجوابها الصعب للمعيّنين والمسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب خلال جلسات مجلس الشيوخ.

كامالا هاريس، الصف الخلفي إلى اليسار ، في صورة عائلية إلى جانب والدتها وجدها وجدتها من أمها الهندية/ latimes

واعتبرت هاريس كواحدة من أوائل منتقدي سياسات تقييد الهجرة التي انتهجها ترامب في الكونغرس، كما ضغطت هاريس بشدة من أجل حماية المهاجرين الذين أتوا إلى البلاد دون وثائق وهم أطفال.

وصنعت هاريس التاريخ في عام 2016، عندما أصبحت أول امرأة سوداء تُنتخب لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، وقد عارضت منتقدي "سياسات الهوية" الذين تقول إنهم "يستخدمون هذا المصطلح باعتباره ازدراء لتهميش قضايا العرق والجنس".

لماذا اختارها جو بايدن؟

كان نجم السناتور الأمريكي كامالا هاريس للولاية الأولى يرتفع بسرعة بالفعل عندما قفزت إلى السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في أوائل عام 2019. أحبها الليبراليون في الحزب لكونها وجهاً لمستقبل الحزب، باعتبارها امرأة شابة سوداء.

على الرغم من دخولها السباق كمرشحة أولية كانت هاريس المرأة السوداء الوحيدة المرشحة، قد خرجت من السباق بحلول نهاية العام، حتى قبل المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا. كان كفاحها من أجل الحفاظ على الدعم مدفوعاً بعدم القدرة على التعبير عن مواقف سياسية واضحة ورد الفعل العكسي من محاولة لمهاجمة سجل منافسها جو بايدن في السباق، خلال مناظرة في يونيو/حزيران 2019.

اعتقد الكثيرون أن هذا التدمير أنهى فرصها في النظر في منصب نائب الرئيس، لكنهم كانوا مخطئين. هاريس، التي ترشحت دون جدوى في الحزب الديمقراطي للرئاسة في وقت سابق من هذا العام، كانت المرشح الأول لاختيار بايدن لعدة أسباب، لأنها:

  • لديها خبرة في الحكومة بصفتها مدعية عامة في كاليفورنيا، ونائبة في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 2017.
  • امرأة شابة في سن 55 عاماً، تمثل جيلاً أصغر من القادة السياسيين الأمريكيين، وهو الأمر الذي قال بايدن، الذي سيبلغ من العمر 78 عاماً في يوم التنصيب في 2021، إنه كان عاملاً رئيسياً في اختياره لها.
  • يعد اختياراً تاريخياً كأول امرأة أمريكية من أصل أسود وجنوب آسيوي  تترشح لهذا المنصب.
  • هي من ولاية كاليفورنيا، وهي كنز هائل من أصوات الديمقراطيين والمانحين الديمقراطيين.
  • برزت كصوت صريح حول مجابهة العنصرية، والحاجة إلى إصلاح الشرطة بعد وفاة جورج فلويد، في مايو/أيار، والاحتجاجات اللاحقة التي أشعلتها في جميع أنحاء البلاد.
  • كان يعلم بايدن وفريقه أن اختيار هاريس سيثير اهتماماً كبيراً حول حملته، كما أن هاريس لم يكن لديها نقطة ضعف واضحة قد تستغلها حملة ترامب. 

ما هو موقفها من قضايا الشرق الأوسط؟

لا يمنح الدستور الأمريكي نائب الرئيس سلطة كبيرة، بخلاف القدرة على الإدلاء بصوت معادل في مجلس الشيوخ والتأثير على قرار الرئيس، فإن المسؤولية الرئيسية لنائب الرئيس هي تولي الرئاسة في حالة وجود منصب شاغر مفاجئ في المكتب البيضاوي.

لكن كونهم قريبين جداً من مركز صنع القرار، يمكن لنواب الرئيس تشكيل أدوار جوهرية لأنفسهم. فمايك بنس يقود فريق العمل المعني بفيروس كورونا في إدارة ترامب، كما أشرف جو بايدن نفسه على خطة باراك أوباما لسحب آلاف القوات الأمريكية من العراق.

كامالا هاريس، أرشيفية/ رويترز

وسيصبح بايدن في السابعة والسبعين من عمره، كأكبر رئيس أمريكي سناً في يوم تنصيبه إذا تم انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني، لذلك من المرجح أن تلعب نائبه كامالا هاريس دوراً نشطاً في الحكومة. علاوة على ذلك، فإن منصب نائب الرئيس سيضعها في وضع متميز للحصول على منصب الرئاسة بنفسها في المستقبل.  

ومن المتوقع أن تعكس إدارة بايدن بعض تحركات دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وقد تقع بعض مسؤوليات السياسة الخارجية على عاتق هاريس كنائب للرئيس. وتصنف هاريس نفسها على أنها تقدمية، لكنها تعرّضت لبعض الانتقادات من اليسار، بسبب سجلها كمدعية عامة، ودعمها القوي لإسرائيل، وهذا هو موقفها من قضايا الشرق الأوسط.

  • إيران والاتفاق النووي

وبّخت هاريس ترامب في عام 2018، لانسحابه من الاتفاق النووي متعدد الأطراف مع إيران، والذي أدى إلى تقليص طهران لبرنامجها الاقتصادي مقابل رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها. وقالت في بيان بعد انسحاب ترامب من الاتفاق "قرار اليوم بانتهاك الاتفاق النووي الإيراني يهدد أمننا القومي ويعزلنا عن أقرب حلفائنا".

وفي أوائل عام 2020، بعد غارة أمريكية قتلت الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني، شاركت هاريس في رعاية تشريع يهدف إلى منع استخدام أموال البنتاغون في عمل عسكري ضد إيران، في محاولة لتجنب الحرب مع الجمهورية الإسلامية.

  • إسرائيل والقضية الفلسطينية

كانت هاريس من أشد المؤيدين لإسرائيل، وبعد أشهر من أدائها اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ في عام 2017، ألقت خطاباً في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وصفت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بأنها "غير قابلة للكسر". وقالت: "لا ينبغي أن تكون إسرائيل قضية حزبية على الإطلاق. وما دمت عضواً في مجلس الشيوخ عن الولايات المتحدة، فسأفعل كل ما في وسعي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".

السناتور كامالا هاريس إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مكتبه في القدس المحتلة، نوفمبر 2017 (GPO)

وكان أحد الإجراءات التشريعية الأولى التي اتخذتها كعضو في مجلس الشيوخ هو المشاركة في رعاية مشروع قانون يعترض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وعندما سألتها صحيفة نيويورك تايمز، العام الماضي، عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، قالت هاريس: "بشكل عام، نعم".

في أوائل عام 2019، كانت واحدة من 23 ديمقراطياً صوتوا ضد مشروع قانون شجع الدول على تقييد الحق في مقاطعة إسرائيل. ومثل معظم الديمقراطيين، أعربت عن معارضتها لخطط الحكومة الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، واصفةً الخطوة بأنها عمل "أحادي" يضر بإسرائيل.

  • العلاقات الأمريكية السعودية

منذ أن احتضن ترامب أفراد العائلة المالكة السعودية بعد دخوله البيت الأبيض، انتقد معظم الديمقراطيين علاقات واشنطن مع الرياض، وهاريس ليس استثناء. بعد مقتل جمال خاشقجي على يد عملاء الحكومة السعودية في 2018، انضمت إلى زملائها الديمقراطيين في إدانة الرياض والمطالبة بإجابات من إدارة ترامب. وقالت هاريس، العام الماضي، بعد مشاركتها في رعاية تشريع يطالب بتقرير عن النتائج التي توصل إليها مجتمع المخابرات بشأن الجريمة: "قتل جمال خاشقجي كان مأساة، ويمثل هجوماً على الصحفيين في كل مكان".

وفي عام 2019، صوّتت هاريس أيضاً لصالح قرارات لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن، ومنع مبيعات الأسلحة للمملكة، تم تمرير كلا الإجراءين في الكونغرس لكن ترامب رفضهما.

وقالت في ذلك الوقت: "ما يحدث في اليمن مدمر. في العام الماضي، قتلت الحرب ما معدله 100 مدني أسبوعياً، وآلاف الأطفال ماتوا جوعاً، يجب على الكونغرس اتخاذ موقف".

أثناء ترشحها للرئاسة، أخبرت هاريس مجلس العلاقات الخارجية أن على واشنطن إنهاء مشاركتها في الصراع اليمني. وأضافت أن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لا تزال لديهما مجالات ذات اهتمام مشترك، مثل مكافحة الإرهاب، حيث كان السعوديون دوماً شركاء أقوياء. وعلينا أن نستمر في التنسيق على هذا الصعيد، لكننا بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتنا بشكل أساسي مع المملكة العربية السعودية، باستخدام نفوذنا للدفاع عن القيم والمصالح الأمريكية".

تحميل المزيد