صاروخ مرعب بحراً وجواً وبراً.. ما قصة السلاح الأمريكي الذي أراد أوباما وقف تصنيعه؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/16 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/16 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش
أوباما أراد وقف تصنيع توماهوك لكن الكونغرس رفض / رويترز

في ظل الاضطرابات والاستقطاب الذي يسود العالم حالياً، مع بروز الصين على الساحة الدولية كمنافس قوي للولايات المتحدة القطب الأوحد منذ ثلاثة عقود، يعود الحديث عن التسليح وتتباهى الدول بأحدث ما أنتجته تقنياتها المدمرة، فما قصة الصاروخ الأمريكي الذي يمكنه إصابة أهدافه براً وجواً وبحراً؟

مجلة The National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "لننس توماهوك: هل يمكن أن يكون هذا الصاروخ الجديد هو سلاح البحرية الأكثر فتكاً؟"، تناول أحدث طراز من الصواريخ الأمريكية "صاروخ SM-6" الوحيد القادر على ضرب الأهداف في البحر وفي الهواء وعلى حافة الغلاف الجوي.

الصاروخ الجوال

أكدت البحرية الأمريكية في أواخر يناير/كانون الثاني 2019 تسمية أحدث صواريخها من فئة كروز (صاروخ جوال)، وهي العملية التي توضح خطتها طويلة المدى لتسليح أسطولها المتزايد من السفن الحربية.

وتعتمد الخطة بشكل كبير على صاروخ واحد، على وجه الخصوص، إنه صاروخ SM-6، وهو سلاح مضاد للطائرات يتطور بسرعة لأداء كل المهام التي توكلها البحرية لصاروخ.

وقد أطلقت البحرية على النسخة الأحدث من صاروخ كروز توماهوك اسم النموذج "Block V"، بحسب التقرير الوارد بموقع Janes، وهناك نوعان مختلفان من صاروخ Block V، أحدهما برأس حربي مضاد للسفن، والآخر برأس حربي مُحسن لضرب الأهداف على الأرض.

النسخة الأحدث من الصاروخ هي الأكثر فتكا وتنوعا / رويترز

وكان صاروخ توماهوك من تصنيع شركة Raytheon محل جدل في واشنطن العاصمة من أجل توفير المال، فقد أرادت إدارة أوباما إيقاف إنتاج الصاروخ بعيد المدى، الذي كان منذ الثمانينيات سلاح البحرية الرئيسي لضرب أهداف برية من البحر.

كم ثمن الصاروخ الواحد؟

وقد رفض الكونغرس طلب إدارة أوباما واستمر في شراء صواريخ توماهوك مقابل مليون دولار للقطعة الواحدة، مضيفاً مئات الصواريخ المحتملة إلى الآلاف التي يمتلكها الأسطول بالفعل.

ولكن SM-6 الأقل شهرة، وهو أيضاً من تصنيع Raytheon، يمكن أن يهيمن على خطط البحرية، فمن بين الصواريخ العشرة الرئيسية التي تسلح السفن البحرية والغواصات التي يبلغ عددها 285 وقابلة للزيادة، فإن SM-6 فقط هو القادر على ضرب الأهداف في البحر وفي الجو وعلى حافة الغلاف الجوي.

باراك أوباما

وتخطط البحرية لشراء عدد 1800 صاروخ من طراز SM-6 حتى عام 2026 بتكلفة إجمالية قدرها 6.4 مليار دولار، ويُسلح الصاروخ بعض المدمرات والطرادات المجهزة بنظام رادار Aegis. واعتباراً من أواخر عام 2018، تضمن الأسطول الأمريكي 38 سفينة حربية مزودة بنظام Aegis ومتوافقة مع الصواريخ الدفاعية المعترضة مثل SM-6، وتريد البحرية زيادة هذا العدد إلى 41 في عام 2019.

صاروخ أم جيش متكامل؟

فقط صاروخ SM-6 بإمكانه إغراق السفن وإسقاط الطائرات واعتراض الصواريخ الباليستية، ومع بعض التعديلات، يمكن لـ SM-6 أيضاً استهداف القوات البرية للعدو وحتى الغواصات. وقد كتب خبير الصواريخ توماس كاراكو لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة: "يمكن لصاروخ واحد في أنبوب إطلاق واحد أن يوفر للمقاتل مجموعة من التأثيرات".

صاروخ SM-6 هو وحش فرانكنشتاين الذي يتميز بمكونات Raytheon المستعارة من أنواع الصواريخ الأخرى. فهو يجمع بين الرأس الباحث والرأس الحربي المتفجر لصاروخ جو-جو متقدم متوسط ​​المدى والهيكل الخارجي للصاروخ الأقدم لدى البحرية SM-2 من نوع أرض-جو.

عندما تم تشغيل صواريخ SM-6 من النموذج Block I لأول مرة في عام 2013، كانت مهمتها الرئيسية هي إسقاط الطائرات وصواريخ كروز، وأشار كاراكو إلى أنه "أضيفت قدرات إضافية بعد ذلك لاعتراض الصواريخ الباليستية في مرحلتها النهائية من التحليق".

وعدلت البحرية أيضاً مستشعر الصاروخ، مما أدى إلى إصدار النموذج Block IA، وفي اختبار عام 2016، ضرب صاروخ SM-6 من النموذج Block IA هدفاً على سطح المحيط، والآن لدينا صاروخ SM-6 مضاد للسفن.

ويمكن أن يستمر هذا الصاروخ في التطور، وأشار كاراكو إلى أن "التغييرات الإضافية على الرأس الباحث والرأس الحربي يمكن أن تضيف مهمة الهجوم البري إلى SM-6".

سفن عسكرية أمريكية في مياه الخليج، أرشيفية/ رويترز

ووفقاً لبريان كلارك، المحلل البحري في مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية في واشنطن العاصمة، يمكن للبحرية أيضاً إنتاج نسخة مضادة للغواصات من الصاروخ عن طريق استبدال طوربيد بإمكانه الانفصال عن جسم الصاروخ بالرأس الحربي، على غرار ما حدث مع صاروخ ASROC، الذي خرج من الخدمة البحرية، خلال الحرب الباردة.

هل هناك أهداف لا يمكن إسقاطها؟

هناك مهمة واحدة فقط لا يمكن لـ SM-6 القيام بها دون تعديل جذري، إذ يعمل الرأس الباحث للصواريخ في الهواء بشكل مختلف عن عمله في فراغ الفضاء، ويتطلب احتكاك الهواء من المصممين إضافة غطاء فوق باحث الصاروخ الذي من المفترض أن يعمل في الغلاف الجوي.

ويجب أن يكون الغطاء غير مرئي لمستشعر السلاح، وهو مطلب يحد من مجموعة متنوعة من المواد التي يمكن للمطورين استخدامها، وإلى حد كبير، يحدد شكل تصميم المستشعر، لكن التعديلات الصغيرة قد تمنح الرادار الأساسي أو الباحث عن الأشعة تحت الحمراء القدرة على الوصول إلى أهداف بحرية وبرية وجوية.

لكن الأهداف في الفضاء -مثل الصواريخ الباليستية خلال المرحلة الوسطى من مراحل تحليقها- مختلفة بشكل أساسي، إذ تكون هذه الصواريخ باردة بالنسبة للباحث. ونظراً لعدم وجود احتكاك هوائي في الفضاء، يمكن للرؤوس الباحثة أن تكون منفتحة على الفراغ دون غطاء، مما يمنح المطورين مزيداً من الحرية لإضافة أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء عُدلت لاكتشاف الأهداف الباردة.

ويشرح الاختلاف بين الباحث المغلق والباحث المفتوح سبب استخدام البحرية لصواريخ SM-2 و SM-6 للاعتراضات في الغلاف الجوي، واستخدام صواريخ SM-3 ذات الباحث المفتوح للاعتراضات فوق الغلاف الجوي. إن تعديل SM-6 لضرب الصواريخ الباليستية في الفضاء سيجعل منها إلى حد كبير صواريخ طراز SM-3.

وفي حين أن هذا التمييز قد يبدو مجرد تمييز لفظي، إلا أنه يرسم الحدود النظرية لتصميم SM-6 الأساسي، وبشكل رئيسي، يمكن لـ SM-6 بعدد قليل من التعديلات القيام بكل شيء تقريباً، ما عدا ضرب الأهداف في الفضاء.

وقد يتصدر صاروخ توماهوك وخلافاته عناوين الصحف، ولكن مع إعادة تسليح البحرية الأمريكية من أجل حرب التكنولوجيا الفائقة، فإن SM-6 هو الصاروخ الذي يجب أن نركز عليه الاهتمام.

تحميل المزيد