في الوقت الذي تواصل فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطها على مجلس الأمن الدولي لتمديد حظر توريد الأسلحة إلى إيران، تتحدث التقارير عن تمكن طهران من إنتاج دبابة بمواصفات متقدمة محلياً، فما مواصفات تلك الدبابة وما علاقة روسيا بالقصة؟
مجلة The National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "عذراً روسيا: إيران تصنع دباباتها المحلية الآن"، أعده بيتر سوشيو الكاتب المتخصص في العتاد العسكري والشؤون العسكرية.
إليكم ما تحتاجون لتذكُّره
أظهر الإيرانيون أنَّهم في الحقيقة جادون بشأن التخلص من اعتمادهم على الواردات الروسية لتعزيز ترسانتهم العسكرية، فقد أعلنت شركة أورال فاغون زافود الروسية، عام 2016، أنَّها ستسمح لإيران بتصنيع دبابة القتال الرئيسية T-90 محلياً، بموجب ترخيص بمجرد رفع القيود المفروضة على التعاون التقني، وبالإضافة إلى ذلك قالت الشركة التابعة للجيش الروسي إنَّها ستساعد أيضاً جيش الجمهورية الإسلامية على تحديث أسطوله الحالي من دبابات T-72.
مع ذلك، كان لدى إيران أفكار أخرى قبل أربع سنوات، تشمل بناء دباباتها الخاصة دون مساعدة من موسكو، ويبدو الآن كما لو أنَّ هذا تحقق أخيراً.
دبابة محلية الصنع
إذ قال قائد القوات البرية الإيرانية، العميد كيومارس حيدري، في شهر أبريل/نيسان الماضي، مُتحدِّثاً للتلفزيون الإيراني الرسمي، إنَّ وزارة الدفاع والقوات المسلحة طورتا معاً دبابة قتال رئيسية محلية الصنع من طراز T-90، وتخضع هذه الدبابة الجديدة للاختبارات الأخيرة قبل تسليمها للقوات البرية بالجيش.
وقال حيدري إنَّ الدبابة مزودة بمُثبِّت مدفع وأنظمة دفاعية كيميائية، ويُنظَر إليها باعتبارها سلاحاً للحرب الحديثة، وتفيد تقارير بأنَّ القوات البرية ستتسلم أول دفعة من الدبابات في شهر مهر الإيراني، أي ما بين 22 سبتمبر/أيلول و21 أكتوبر/تشرين الأول.
وتمضي الجهود لبناء دبابة محلياً منذ أعلنت إيران أنَّها ستقوم بالأمر دون مساعدة روسية. وكانت القوات البرية للجمهورية الإسلامية قد أعلنت أنَّها ستتلقى 800 على الأقل من الدبابات الجديدة، التي تشبه إلى حدٍّ كبير دبابة T-90 الروسية، على الرغم من عدم وجود مساعدة من روسيا. وأُطلِق على الدبابة اسم "كرّار" حين أُعلِن عن البرنامج في 2017، لكنَّ الاسم لم يُستخدَم في الإعلانات الأخيرة على التلفزيون الرسمي.
ما هو تسليحها؟
وذُكِرَ أنَّ الدبابة ستضم طاقماً من ثلاثة أفراد، وسيكون لديها درع مُركَّب مع ألواح دروع تفاعلية متفجرة على برج الدبابة والهيكل، تماماً مثل الدبابة T-90. وسلاحها الأساسي هو مدفع 2A46M ذو ماسورة ملساء عيار 125 ملم مع مُثبِّت لسلاحها الأساسي. وبالنظر إلى حقيقة التشابه البصري الكبير بين الدبابة الإيرانية والروسية، فمن السهل أن نرى سبب وصفها سابقاً بأنَّها "تكنولوجيا روسية بطلاءٍ سيئ".
تُعَد "الكرّار" في الأساس استنساخاً لدبابات القتال الرئيسية روسية التصميم T-90، وتفيد تقارير بأنَّها أكثر تطوراً بكثير من دبابة "ذو الفقار"، دبابة القتال الرئيسية التي سميَت تيمناً بسيف حضرة الإمام علي، أول قائد ديني وروحي وسياسي شيعي. كان أول مَن وضع تصوراً لهذه الدبابة هو العميد بالجيش الإيراني مير يونس معصوم زاده، واستندت إلى دبابات M48 وM60 الأمريكيتين ودبابة T-72 السوفييتية. ودخلت ذو الفقار مرحلة الإنتاج عام 1996، وجرى إنتاج نوعين رئيسيين منها. وفي مايو/أيار 2010، أعلن الجيش الإيراني أنَّه أنتج نسخة جديدة ومُطوَّرة باسم "ذو الفقار 3".
وببناء دبابة الكرَّار -أو أياً ما كان اسم الدبابة الفعلي اليوم- أظهر الإيرانيون أنَّهم كانوا في الحقيقة جادين بشأن التخلص من اعتمادهم على الواردات الروسية لتعزيز ترسانتهم العسكرية. وفي حين أظهرت إيران أنَّها يمكنها إنتاج دبابة محلية الصنع مكافئة للدبابة T-90، فإنَّها تظل في الأساس مجرد نسخ لتصميم متين للغاية، وليس بناءً أصيلاً من الألف إلى الياء.