في وقت تسلط الأضواء على العنصرية ضد الأفارقة بعد مقتل جورج فلويد، فإن عنصرية العديد من القادة الغربيين تجاه الإسلام ولاسيما المنتمين لليمين تبدو أكثر وضوحاً وصفاقة.
فمؤخراً، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون عن أن الرئيس دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للصين لإقامة معسكر للإيغور، وذلك على الرغم من انتقاد إدارة ترامب بشدة للاحتجاز الجماعي لأقلية الإيغور المسلمة في معسكرات، وتصديقها على قرار يقضي بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين متورطين في احتجاز الإيغور.
وكان أكثر ما نقلته صحيفتا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال الأمريكيتان، عن كتاب بولتون، إثارة للعجب هو قول بولتون إن ترامب منح الرئيس الصيني الضوء الأخضر لبناء معسكرات الاعتقال لاحتجاز أقلية الإيغور المسلمة وغيرها من المجموعات، في يونيو/حزيران 2019، أثناء وجودهما في أوساكا، خلال قمة مجموعة العشرين.
وفقاً لبولتون، أخبر ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الاحتجاز الجماعي للإيغور "هو بالضبط الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، وطلب من الزعيم الصيني مساعدته في إعادة انتخابه. وقال ترامب إنه يجب إعدام الصحفيين.
وفي كتابه، أورد بولتون: إن ترامب قال إن على الرئيس شي أن يمضي قدماً في بناء المعسكرات".
وأضاف أن مسؤولاً بارزاً آخر بالبيت الأبيض قال إن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة خلال زيارته للصين في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017.
لم يكونوا ملائكة.. مقال صادم لجونسون عن أكبر مذبحة في أوروبا منذ عهد النازية
ولكن تكشفت أيضاً مقالة كارثية لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال فيها إن المسلمين "لم يكونوا ملائكة بالضبط" في مقال مكتشف كان قد كتبه قبل أكثر من 20 عاماً حول الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا.
إذ كتب بوريس جونسون في صحيفة ديلي تلغراف عام 1997: "حسناً، أقول، كان مصير سريبرينيتشا مروعاً. لكن هؤلاء المسلمين لم يكونوا ملائكة بالضبط".
لقد كتب جونسون التعليق كجزء من رد على الممثلة النيكاراغوية وناشطة حقوق الإنسان بيانكا جاغر، التي كتبت مقالاً تتهم فيه الدول الغربية بالتعاون في فظائع الصرب البوسنيين ضد المسلمين.
وخلال الإبادة الجماعية في سربرينيتشا أدت عمليات القتل الجماعي لقتل أكثر من 8000 من البوشناق -معظمهم مسلمون- بسبب الدين، في بلدة بشرق البوسنة والهرسك في يوليو/تموز 1995 خلال حرب البوسنة.
وتعتبر المذبحة أسوأ حلقة من القتل الجماعي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما أدت إلى طرد أكثر من 20000 مدني من المنطقة.
عنصرية ترامب.. السجل الأسوأ
ولكن يظل سجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه المسلمين هو الأسوأ، وهو سجل لن يمحوه أن أقرب أصدقائه من الزعماء هم من العرب المسلمين، حتى إنه اختار السعودية لتكون محطةً لأول زيارة له في الخارج.
فقبل توليه الحكم تعهد ترامب في مسيرة في ولاية نيو هامبشير الأمريكية في 30 سبتمبر/أيلول 2015: بطرد جميع اللاجئين السوريين -معظمهم من المسلمين- من البلاد، لأنهم قد يكونون جيشاً سرياً.
وقال "يمكن أن يكونوا داعش، لا أعرف. يمكن أن يكون هذا أحد الخدع التكتيكية العظيمة.
وأضاف: "جيش من 200 ألف رجل ربما". في مقابلة بثت لاحقاً، قال ترامب: "هذا يمكن أن يجعل حصان طروادة يبدو مثل الفول السوداني".
وفي نوفمبر/تشرين الأول 2015، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في باريس، قال ترامب إنه "سينظر بقوة" في إغلاق المساجد. وقال: "أكره القيام بذلك، ولكن هذا شيء عليك أن تفكر فيه بقوة لأن بعض الأفكار والكراهية -الكراهية المطلقة- تأتي من هذه المناطق".
وبعد توليه أصدر قراراً مثيراً للجدل يمنع دخول مواطني عدة دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.
واليوم انقلب موقف ترامب ويفرض عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب الإيغور، رغم أن الهدف الحقيقي هو مناكفة الصين وليس التعاطف مع المسلمين.