"علاج جديد لكورونا يمكنه إنقاذ ثلث المرضى، وتم اختباره عبر أكبر تجربة لعلاج الفيروس التاجي في العالم"
جاء هذا الإعلان من المملكة المتحدة، التي تعد واحدةً من أكثر دول العالم من حيث عدد وفيات مرض كورونا.
ففي انفراجة كبيرة في البحث عن علاج لـCOVID-19، أعلن الباحثون في جامعة أكسفورد أنهم وجدوا دواءً يمكنه إنقاذ ثلث المرضى.
نعم إنه علاج جديد لكورونا، ولكنه موجود منذ زمن
العقار المشار إليه ليس ابتكارا جديداً ولكنه أول دواء ثبت أنه يقلل من معدل الوفيات بين المرضى في المستشفيات، لذا وصفه العلماء بأنه "اختراق كبير" ويثير الآمال في بقاء الآلاف من أشد المرضى خطورة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
هذا الدواء رخيص الثمن، وهو عبارة عن سترويد (مركب عضوي)، اسمه Dexamethasone (ديكساميثاسون).
الميزة الكبرى أن هذا الدواء متوفر منذ عقود في الصيدليات، ويمكن الحصول عليه بسهولة في أي مكان في العالم.
وقال البروفيسور بيتر هوربي، العالم الذي قاد تقييماً بريطانياً للعقار، في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام في داونينج ستريت، إن علاج ثمانية أشخاص بالعقار يمكن أن ينقذ حياة شخص واحد، مقابل 40 جنيهاً إسترلينياً.
علاج جديد لكورونا نقاذه لهؤلاء المرضى الأكثر معاناة
يقول البروفيسور مارتن لاندراي، الباحث الرئيسي في الدراسة: يمكن أن ينقذ هذا العقار ما يصل إلى 35% من المرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي من المرضى المصابين بأمراض خطيرة، ويقلل من احتمالات الوفاة بمقدار الخُمس لجميع المرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين في أي وقت.
وهذا الستيرويد يمنع إفراز المواد التي تسبب الالتهاب في الجسم، وهو أحد مضاعفات Covid-19 التي تمنع التنفس.
في المرضى الذين يعانون من مرض خطير تصبح الرئتان ملتهبتين لدرجة أنهما تكافحان من أجل العمل.
وهذه هي الأمراض التي كان يُستخدم لعلاجها
يستخدم ديكساميثاسون الذي تم ابتكاره لأول مرة في الخمسينات عادة لعلاج التهاب القولون التقرحي، والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان. تم ترخيصه بالفعل وأثبت أنه آمن، ويمكن استخدامه للمرضى على الفور وهو دواء عام، ما يعني أنه يمكن تصنيعه بثمن زهيد وعلى نطاق واسع.
وتشير نتائج تجربة شملت 6000 مريض COVID-19 بقيادة علماء جامعة أكسفورد إلى أن الستيرويد يمكن أن يمنع موت واحد من كل ثمانية مرضى بالفيروس التاجي، وواحد من كل 25 يحتاجون إلى دعم التنفس.
إنها التجربة الأولى التي تُظهر أن هناك علاجاً يوفر تأثيراً كبيراً في الحد من خطر الوفاة.
كان يمكن إنقاذ 5 آلاف شخص في بريطانيا وحدها، وتجارب مماثلة في فرنسا وإيران
والمملكة المتحدة هي الدولة الأولى التي وافقت على ديكساميثاسون لعلاج COVID-19، كما قالت وزارة الصحة البريطانية.
ولكن العديد من التجارب السريرية للدواء جارية في دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وإيران وإسبانيا والأرجنتين. إذا وافقت عليه دول أخرى فإنها ستصنع إمداداتها الخاصة.
وقال الباحث الرئيسي، البروفيسور مارتن لاندراي، إن ديكساميثاسون كان يمكن أن ينقذ حياة حوالي 5000 شخص إذا تم استخدامه منذ بداية الأزمة في المملكة المتحدة، قائلاً: "إذا كنت تريد تصميم دواء يعالج الفيروسات التاجية فستكون هذه هي الطريقة التي تأمل أن يعمل بها بالضبط".
وأصبح معتمداً بعدما عبر أكبر تجربة في العالم
وأجريت التجربة الرئيسية للعقار على أكثر من 11500 مصاب بمرض كورونا المستجد من 170 مستشفى في جميع أنحاء البلاد، وهي أكبر تجربة في العالم لاختبار العقاقير لمعالجة فيروس كورونا.
أيضاً تم اختيار عشوائي لحوالي 2104 مرضى لتلقي 6 ملغ من ديكساميثاسون مرة واحدة يومياً، إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد لمدة 10 أيام، تماماً كما تمت مقارنة نتائجهم مع 4321 مريضاً حصلوا على رعاية قياسية (الرعاية التقليدية)، التي شملت مسكنات الألم وفي بعض الحالات المضادات الحيوية.
وأعلنت الحكومة البريطانية الموافقة الفورية لاستخدام الدواء في مرضى Covid-19.
وأشاد رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بالتقييم الناجح للدواء في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء 16 يونيو/حزيران، قائلاً "اليوم، هناك سبب حقيقي للاحتفال بإنجاز علمي بريطاني رائع، والفوائد التي سيجلبها، ليس فقط في هذا البلد، ولكن في جميع أنحاء العالم".
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن المملكة المتحدة كانت تقود الطريق "إن هذا الإنجاز المذهل هو شهادة على العمل الرائع الذي يقوم به علماؤنا وراء الكواليس".
وأضاف "منذ اليوم سيشمل العلاج القياسي لـCovid-19 ديكساميثاسون، ما يساعد على إنقاذ آلاف الأرواح بينما نتعامل مع هذا الفيروس الرهيب".