بعد مرور أسبوعين على اندلاع الاحتجاجات ضد عنصرية الشرطة ووحشيتها ضد المواطنين من أصول إفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية، ماذا حققت تلك الاحتجاجات؟ وكيف يمكن أن تنتهي؟
صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريراً بعنوان: "ما حققته احتجاجات جورج فلويد في أسبوعين فقط"، ألقى الضوء على النتائج التي تحققت حتى الآن بعد مرور أسبوعين من احتجاجات فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الأسابيع التي تلت ظهور مقاطع الفيديو التي تصور ضابط شرطة يضغط بركبتيه على عنق جورج فلويد، المدني الأمريكي من أصول إفريقية، لمدة تسع دقائق تقريباً، اندلعت احتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة وبقية العالم.
من مينيابوليس إلى لندن ونيويورك وأتلانتا، خرج الآلاف إلى الشوارع إظهاراً لتضامنهم. وتبرعت المنظمات والأفراد بالملايين، واستقال محررو بعض الصحف، وأزيلت بعض التماثيل. وإليكم بعض التغييرات الملموسة التي نشهدها في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
مينيابوليس تتعهد بتفكيك الشرطة
تجمع المتظاهرون خارج منزل عمدة مينيابوليس، جاكوب فراي، مطلع هذا الأسبوع، وطالبوا بمعرفة موقفه إزاء وقف تمويل الشرطة. وحين قال إنه لا يؤمن بإلغاء جهاز الشرطة بالكامل، هتفوا في وجهه: "عار عليك"، وطالبوه بالرحيل.
لكن رفضه لم يكن مهماً، إذ تعهد مجلس المدينة يوم الأحد 7 يونيو/حزيران بتفكيك الشرطة، وتعهد "بنموذج جديد تماماً لحفظ السلامة العامة".
وبفعلهم ذلك، أقروا بفكرة أن شرطة مينيابوليس -التي فشل خمسة رؤساء بلديات متتالين في إصلاحها- قد تكون بعيدة عن الإصلاح. والآن، يخطط أعضاء المجلس لوضع نموذج لجهاز شرطي بالتعاون مع المجتمع. وبعد تحليل بعض مكالمات الطوارئ، تبين بالفعل أن أغلبها يتعلق بخدمات الصحة النفسية، والخدمات الصحية والطبية الطارئة وخدمات الإطفاء، وبالتالي، فإنهم، جزئياً، ملتزمون بتوجيه جهودهم إلى الخدمات الاجتماعية.
تعهدات بإصلاحات كبيرة في مدينة نيويورك
لما كانت ميزانيات الخدمات الاجتماعية في نيويورك مهددة بسبب كوفيد-19، أدرك النشطاء هدفهم: ميزانية شرطة نيويورك البالغ حجمها 6 مليارات دولار، وهي تفوق ميزانيات الصحة (1.9 مليار دولار)، وخدمات المشردين (2.1 مليار دولار) والشباب وتنمية المجتمع (872,000 دولار)، وخدمات المشروعات الصغيرة (293,000 دولار) مجتمعة.
وقد دافعت شرطة نيويورك عن ميزانيتها، متعللة بأن تخفيضها سيؤدي إلى ارتفاع كبير في نسب الجريمة. لكن آخرين لاحظوا أنه عندما أضربت شرطة نيويورك عن العمل لإثبات مدى أهميتها، قلت أعداد بلاغات الجرائم.
ويبدو أن هذه الدعوة لاقت استجابة، إذ تعهد عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، يوم الأحد، بتوجيه بعض تمويل شرطة مدينة نيويورك إلى الشباب والخدمات الاجتماعية. وتعهد بإلغاء المادة 50-A التي تمنع أفراد الشعب من الاطلاع على السجلات التأديبية لضباط الشرطة.
إزالة التماثيل الكونفدرالية في البلاد
أزال متظاهرون، يوم السبت 6 يونيو/حزيران، تمثال صاحب العبيد والمزارع الجنرال الكونفدرالي ويليامز كارتر ويكهام، باستخدام الحبال. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أزال المحتجون في مونتغمري تمثال الجنرال الكونفدرالي روبرت إي لي.
ويوم الجمعة 5 يونيو/حزيران، أزال مجلس مدينة موبيل بولاية ألاباما تمثالاً طوله متر ونصف تقريباً كان مستقراً أمام الواجهة المائية في برمنغهام منذ 120 عاماً. وأصدر العمدة ساندي ستيمبسون بياناً يوم الجمعة، قال فيه: "لكي نكون واضحين: هذا القرار لا يتعلق برفائيل سيمز (صاحب التمثال)، ولا يتعلق بنصب تذكاري وليس محاولة لإعادة كتابة التاريخ".
وأضاف قائلاً: "إزالة هذا التمثال لن تغير الماضي. ولكنها تزيل أي تشتيت قد نواجهه في تركيزنا الواضح على مستقبل مدينتنا. وهذا الحوار ومهمة توحيد مدينة موبيل يستمران اليوم".
وكان لمدينة بريستول بالمملكة المتحدة لحظتها الثورية أيضاً هذا الأسبوع، حيث أزالت تمثال تاجر الرقيق في القرن السابع عشر إدوارد كولستون.
استقالة أحد مؤسسي موقع ريديت لإفساح المجال لمرشح أسود
أعلن أليكسيس أوهانيان، أحد مؤسسي موقع ريديت Reddit يوم الجمعة، في مقطع فيديو، استقالته وحث مجلس إدارة الموقع على تعيين مرشح أسود مكانه، وهو قرار قال إنه "تأخر كثيراً". وقال في المقطع: "أفعل ذلك باعتباري أباً لا بد أن يكون قادراً على النظر في عيني ابنته السوداء حين تسأله: ماذا فعلت؟".
وتعهد أوهانيان أيضاً في إعلانه بتقديم مليون دولار إلى حملة Know your Rights Camp التي أسسها كولين كايبرنيك، وتعهد بتقديم مزيد من التبرعات في المستقبل.
وقال أوهانيان إن استقالته تصرف قيادي، وطلب من القادة الآخرين التفكير في فعل الشيء نفسه.
قاعدة بيانات لتسجيل وحشية الشرطة في الاحتجاجات
شرع المحامي تي جريج دوسيت وعالم الرياضيات جيسون ميلر هذا الأسبوع في إنشاء قاعدة بيانات لمقاطع الفيديو التي توثق عنف الشرطة في الاحتجاجات خلال الأسبوع الماضي، وقالا إن هذه البيانات ستمنع الشرطة من تبرير أفعالها بالقول إن هذه الحوادث العنيفة فردية، وستُظهر أنه نمط متكرر من العنف والوحشية.
وحتى ظهيرة يوم الإثنين 8 يونيو/حزيران، ضمت قاعدة البيانات أكثر من 500 حالة من تعامل الشرطة الوحشي مع الاحتجاجات، في أسبوع شهد تفريق الصحفيين والمواطنين بالغاز المسيل للدموع والضرب ورش الفلفل.