زادت روسيا من تأكيد سلطتها في سوريا وليبيا، في تحدٍ للوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر المتوسط بإجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز مصالح موسكو في المنطقة، كما تقول مجلة Newsweek الأمريكية.
إذ تقرر أن تضع روسيا يدها على منشآت وممتلكات بحرية جديدة في غرب سوريا بموجب أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين، وفقاً لاتفاق نشرته البوابة القانونية الإلكترونية للحكومة الروسية الجمعة 29 مايو/أيار. وتُبيّن الوثيقة أن الرئيس الروسي أمر وزارة دفاعه بتوقيع بروتوكول لاتفاق عام 2015 الحالي مع دمشق، يمنح موسكو السيطرة على قاعدة جوية في حميميم الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية لمدة 49 سنة على الأقل دون رسوم.
وقد وقِّع الاتفاق الأول بعدما بدأت روسيا في دعم بشار الأسد في مواجهة الثورة التي تلقت دعماً من الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.
رسائل للأمريكيين
لكن المصالح المتضاربة لموسكو وواشنطن تستمر في الظهور في سوريا وحولها. إذ اتهم الأسطول السادس الأمريكي روسيا، يوم الثلاثاء، باعتراض طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية من طراز P8 بطائرتين روسيتين من طراز Su-35 "بطريقة غير آمنة وغير مهنية" فوق شرق البحر المتوسط. وقال البيان إن هذه المواجهة هي ثالث مواجهة من نوعها منذ الشهر الماضي.
وفي اليوم نفسه، أعلنت القيادة الأمريكية الإفريقية أنها "تُقدِّر أن موسكو أرسلت إلى ليبيا مؤخراً طائرات عسكرية مقاتلة لدعم الشركات العسكرية الخاصة التي ترعاها الحكومة الروسية" والتي تعمل نيابة عن خليفة حفتر لإطاحة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
وقال الجنرال في القيادة العسكرية الأمريكية الإفريقية AFRICOM ستيفين تاونسند في البيان: "من الواضح أن روسيا تحاول قلب الموازين لصالحها في ليبيا. ومثلما رأيتُهم يفعلون في سوريا، فهم يوسعون وجودهم العسكري في إفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر".
وقال تاونسند إن موسكو لم يعد بإمكانها الآن إنكار أنها تؤدي دوراً كبيراً في الحرب الأهلية في ليبيا حيث شاركت القيادة صوراً لما قالت إنها طائرات من طراز MiG-29 وSu-24 نقلت من روسيا إلى سوريا، حيث أعيد طلاؤها لإخفاء أصلها.
مخاوف أوروبية
وحذر مسؤول عسكري آخر رفيع المستوى في القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، الجنرال جيف هاريغان، من أن الخطوة التالية بعد استيلاء روسيا على القواعد الليبية الساحلية ستكون نصب منظومات مضادة للطائرات، مما سيشكل "مخاوف أمنية خطيرة على الجناح الجنوبي لأوروبا".
ويُذكر أن حلف شمال الأطلسي شن حملة قصف عام 2011 ساعدت المعارضة على إطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي، مما أدى في النهاية إلى تشكيل حكومتين متنافستين في حالة حرب الآن. وأفادت التقارير أن إدارة حفتر الكائنة في طبرق تتلقى الدعم من روسيا والإمارات وفرنسا، في حين أن الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة تتلقى دعماً مباشراً من تركيا.
وقد بدأ الاضطراب في سوريا أيضاً عام 2011 حيث تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية. وبعد هزيمة دمشق الكبيرة للمعارضة، أصبحت قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة التي يتشكل معظمها من الأكراد تتولى إدارة الشمال الشرقي حيث نشأت مواجهات بين روسيا والولايات على طول خطوط السيطرة المتداخلة.
ويُشار إلى أنه تنشأ اشتباكات من حين لآخر بين الدوريات الأمريكية والروسية في شمال شرق سوريا، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى توترات بين الجيشين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس 28 مايو/أيار أن روسيا أقامت قاعدة جديدة في قرية قصر ديب بالقرب من المالكية في أقصى شمال شرق محافظة الحسكة السورية المتاخمة لتركيا والعراق.
وقد أمر ترامب قواته بالتركيز على السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا ونفى المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل مايلز كاغينس التقارير التي تفيد بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نصبت منظومات صواريخ باتريوت أرض-جو في سوريا.