تُعد منظمة الصحة العالمية قوائم بالأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس كوفيد-19، كالحمَّى والإرهاق والسعال الجاف. ومن الأعراض الأخرى: سيلان الأنف والتهاب الحلق واحتقان الأنف والاجهاد والإسهال وفقدان حاسة التذوق و/أو الشم. لكنْ ثمة أعراض أخرى غير معتادة تظهر على المرضى كذلك.
وبحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطاني فإن الأعراض الجديدة التي بدأت في الظهور على المرضى المصابين بكورونا كانت الطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والتزرق الشبكي.
ما الطفح الجلدي؟
أبلغ مرضى في العديد من البلدان عن إصابتهم بطفح جلدي على أصابع أقدامهم، يشبه الشرث (التهاب الأصابع)، مع عدم ظهوره في كثير من الحالات بالتزامن مع الأعراض المعتادة للفيروس. وقد أطلق على هذه الحالة اسم "أصابع كوفيد". ويمكن أن يأخذ الطفح الجلدي شكل جروح حمراء أو أرغوانية. وعلى الرغم من الاسم، يمكن العثور عليه على جانب القدم أو باطنها، أو حتى على الراحتين والأصابع. وقد أبلغت المجلة الأوروبية للأمراض الجلدية للأطفال عن "انتشار وبائي" لهذه الحالات بين الأطفال والمراهقين في إيطاليا. وقالت إنه على عكس الأنواع المختلفة الأخرى للطفح الجلدي المرتبط بفيروس كورونا، لم يُلاحظ هذا الطفح من قبل.
العين الوردية (التهاب الملتحمة)
التهاب الملتحمة هو عرض نادر في حالات كوفيد-19، مع العثور على أجسام فيروسية في الدموع. ففي المملكة المتحدة، قالت الكلية الملكية لأطباء العيون وكلية أخصائيي البصريات: "من المعروف أن أي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي قد تؤدي إلى التهاب الملتحمة الفيروسي ضمن المضاعفات الثانوية، وهذا هو الحال كذلك مع كوفيد-19. لكن من غير المرجح أن يُصاب الشخص بالتهاب الملتحمة الفيروسي باعتباره عرضاً ثانوياً لكوفيد-19 دون ظهور أعراض أخرى من حمى أو سعال مستمر، حيث يبدو أن التهاب الملتحمة، متى وقع، يكون علامة متأخرة".
التزرق الشبكي
وجدت دراسة إسبانية خضعت لمراجعة الأقران، ونُشرت في المجلة البريطانية لطب الأمراض الجلدية الأسبوع الماضي، أن 6% من أصل 375 حالة إصابة بفيروس كورونا مفحوصة تضمنت الإصابة بالتزرق الشبكي، أو موت أنسجة الجسم بسبب نقص إمدادات الدم أو تغير اللون في الجلد. إذ يمكن أن يصبح الجلد منقطاً وبه بقع أرغوانية أو حمراء، والتي تتكوَّن بنمطٍ يشبه شكل الدانتيل. وقد وجدت بحسب الدراسة بشكل عام في المرضى الأكبر سناً الذين يعانون من الحالات الأخطر من كوفيد-19. ومع ذلك، لم يكن هذا ثابتاً في جميع الحالات، وعثر على النخر لدى بعض المصابين بفيروس كورونا الذين لم يكونوا بحاجة إلى دخول المستشفى.
الدوار/الصداع
وجدت دراسة أُجريت على 214 مريضاً في الصين، ونُشرت في دورية Jama لأمراض الأعصاب في الشهر الماضي، أن ما يزيد قليلاً على الثلث (36.4%) عانوا من أعراض عصبية مثل الدوار أو الصداع، وارتفعت تلك النسبة إلى 45.5% في المصابين بحالات كورونا شديدة. وتعليقاً على البحث، قال البروفيسور إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ريدينغ: "يحدث ذلك، لكنه ليس ما تفعله فيروسات كورونا بشكل عام. وفي الوقت الحالي، من الأفضل اعتبار المضاعفات العصبية نتيجة لشدة مرض كوفيد-19، بدلاً من مصدر قلق مستقل جديد".
الشعور بالتنميل
اشتكى بعض المرضى من الشعور بالتنميل أو الفوران أو حتى الحرقان. وقال د. وليد جافيد، مدير الوقاية من العدوى ومكافحتها بمستشفى ماونت سيناي بنيويورك، لموقع Today.com الأمريكي إن الاستجابة المناعية للمريض ضد كوفيد-19، لا الفيروس نفسه، على الأرجح هي ما تسبب هذا الإحساس. وقال: "هناك استجابة مناعية واسعة تحدث. وتنْشَط خلايا المناعة لدينا فتطلق الكثير من المواد الكيميائية في جميع أنحاء الجسم، وهي التي قد تُظهر أو تُشعِر بوجود بعض التنميل. وعندما تتصرف استجابتنا المناعية، يمكن أن يشعر الناس بأحاسيس مختلفة.. لقد سمعت عن تجارب مماثلة في الماضي مع أمراض أخرى".