كورونا لم يترك شيئاً على حاله، فكيف أثر على العلاقة بين الطبيب والمريض؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/27 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/27 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
فيروس كورونا أسس لمصطلح العلاج عن بعد

التغييرات التي تسبب فيها فيروس كورونا لم تترك أي شيء في حياة البشر على حاله، حتى طريقة تعامل الطبيب مع المريض والإجراءات التي تتخذها المستشفيات وعلاقة الطاقم الطبي بأهل المريض كلها أمور تغيرت في زمن الوباء، فكيف تغيرت تلك العلاقات؟

موقع ABCNEWS الأمريكي نشر تقريراً بعنوان: "9 طرق غيَّر بها فيروس كورونا التعامل مع المرضى"، تناول كيفية أداء الطبيب والمستشفيات لأدوارهم في علاج المرضى في ظل الفيروس المستجد اسماً ووصفاً.

1- زيادة مشاركة المعلومات

ربما لأنها المرة الأولى التي يركز فيها الجميع على القضية ذاتها، وهي تجميع المعلومات ومشاركتها بسرعة شديدة، فمنذ نشر لوحة بيانات جامعة جونز هوبكينز الخاصة بكوفيد-19 التي أعدتها الأستاذة الجامعية في هندسة النظم والهندسة المدنية، لورين غاردنر، وأحد طلابها الخريجين، إنشينغ دونغ، للعامة للمرة الأولى، تزايد عدد الزيارات من 200 مليون زيارة في نهاية شهر يناير/كانون الثاني إلى 1.2 مليار طلب يومي في بداية مارس/آذار. 

وساعدت مشاركة المعلومات بهذه الصورة في بناء النماذج وتحسين فهمنا للوضع القائم لكوفيد-19، وأوضح ذلك اتجاه منحنى الجائحة، كما ساعدت مشاركة المعلومات أيضاً الأطباء الذين يعالجون المرضى في أقاصي العالم على التواصل مع بعضهم البعض وهم يختبرون العلاجات واللقاحات المحتملة.

2- تعزيز السلامة العامة 

غيَّر كوفيد-19 نظرة الكثيرين للصحة تغييراً جذرياً. لم يعد مفهوم التعامل مع المريض وحده سارياً، فأي أمل في تسطيح المنحنى لا بد أن يعتمد على الجميع.

يجلس هؤلاء أصحاب الإصابات المحتملة في المنزل لأسابيع بدوافع غير أنانية، على الرغم من احتمالية الضغط المالي، ومخاوف التأمين، وعوامل التوتر الأخرى التي ربما تحرِّكهم للخروج إلى الشارع ثانية.

ممرضة في زمن كورونا / رويترز

توجهت الجهود الموحدة لمسؤولي الصحة والسياسيين، وحتى مشاهير هوليوود، لنشر الوعي بشأن كوفيد-19 للعامة. ويبدو أنه بين ليلة وضحاها، نبت تقديرٌ للأبطال العاملين في المجال الصحي في قلوب الجميع وهم يؤدون دورهم بالجلوس في المنزل.

3- إعادة النظر في ترتيب أولويات زيارات الطبيب والفحوصات الروتينية 

نصح مسؤولو الصحة الأمريكيون بالتخلي عن الفحوصات العامة المعتادة، والعمليات غير الضرورية، وفحوصات السرطان الروتينية في هذه الفترة، بقدر الإمكان.

وحاولت المستشفيات في تنظيماتها الداخلية تقليل العمليات الطبية التي ربما تشكل خطراً أكبر في نشر الفيروس، واستخدام المزيد من سبل الحماية أكثر من المعتاد في هذه العمليات قبل كوفيد-19.

4- ارتداء معدات الوقاية الشخصية

أصبحت كمامات N95، التي كانت مقصورةً على مخاوف انتشار العدوى المحمولة جواً، درعاً معتاداً يرتديه المحاربون في الصفوف الأولى، وفي الواقع، فإن لمعدات الوقاية الشخصية بما فيها كمامات N95 دوراً مهماً للغاية في وقاية محاربي الصفوف الأولى. 

تغيَّرت أيضاً بيئة الوقاية، إذ يُطلَب حالياً من جميع العاملين تقريباً بقطاع الصحة ارتداء غطاء للوجه، والناس يجلسون ويقفون على مسافاتٍ من بعضهم البعض، وينتظرون في سياراتهم حتى يأتي دورهم، ويجرون الفحوصات وهم في السيارة، بل إن البعض يحصل على الرعاية في الخيام والمراكب.

5- تقليل لمس المريض

حدث تغيُّرٌ رئيسي في مسألة اللمس، حيث قال الدكتور جايسون بامان، الطبيب المقيم بجامعة نورثويسترن، إنه على الرغم من "الطقوس المعتادة في ممارسة الطب.. بشكل ما نمارس الطب عن بعد الآن". أصبح عدد من يدخلون غرفة مريض مصاب بكوفيد-19 محدوداً لضمان السلامة، وتوجد بعض المستشفيات التي تضع شاشات وأجهزة لوحية في غرف المرضى، حتى يتمكَّنوا من التواصل مع أسرهم ومع الأطباء دون أن يدخل أحدٌ إلى الغرفة.

للأسف قد تكون عدم القدرة على البقاء في الغرفة تضحيةً مؤلمة عندما يأتي وقت الوداع. يقول بامان إنه في بعض الأحيان "يكون التواصل الأخير بين المريض ومحبيه، من وراء حاجز زجاجي".

6- إمكانية الوصول والرعاية عن بعد

وسَّعَت الحكومة الفيدرالية إمكانية الوصول للطب الهاتفي، وتضافرت الممارسات في كل مكان مع التكنولوجيا كلما أمكن هذا، فقد سلَّط الدكتور ستيف أومين، طبيب أمراض القلب والمدير الطبي لمركز Mayo Clinic للرعاية عن بعد، الضوء على أن "فائدة الرعاية عن بعد ستكون هي المنفعة التي تأتي في باطن هذه الجائحة"، وقال: "المرضى يحصلون على الرعاية دون أن يخاطروا بأنفسهم"، وأضاف: "زادت الزيارات المصورة لدينا بنسبة 18000% في شهر واحد".

إجراءات السلامة أصبحت أكثر انتشارا /رويترز

بالإضافة إلى الكشوفات الطبية عن بعد، يستخدم المرضى الآن أجهزة تتبع الأعراض، والأجهزة التي يمكن ارتداؤها، وتطبيقات الهاتف. قال أومين إنه أرسل أجهزة تصوير فيديو إلى المناطق عالية الخطورة مثل دور رعاية المسنين المدربين على التعامل مع هذه الأشياء، "حتى يتمكَّن مقدمو الخدمات الطبية من تقديم استشارات عن بعد.. بسرعة ودون المخاطرة بأنفسهم".

7- زيادة المتابعة الوقائية مع العائلات

في الماضي كانت العائلات عادةً مُهمَّشة، أو كان يجري الاتصال بهم من أجل المستجدات المهمة، أما الآن فيقول بامان: "انتقلت المسؤولية الآن إلى المتابعة اليومية، وقد أصبحت أكثر تكراراً.. حتى في الأحداث المعتادة جداً"، وأضاف أن بعض المستشفيات توسَّعَت في الاستعانة بفرق الرعاية الروحانية وفرق التخفيف عن الأسر بمكالمة أقارب المرضى بعد يوم وبعد أسبوع من وفاة المريض ليطمئنوا على أن أفراد العائلة يتعاملون مع الأمر على نحو جيد.

8- تحسين القدرة على التكيُّف

في ظلِّ هذه الأزمة غير المسبوقة، تكيَّفت المستشفيات بسرعة وأعادت بناء القوى العاملة وزادت قدرتها على استيعاب الزيادة في الأعداد. وبينما نرى الأمثلة الأوضح متمثلة في إنشاء خيام طبية وتحويل المساحات العامة إلى وحدات رعاية مركزة، يمكننا أيضاً ملاحظة إعادة الهيكلة على مستوى العاملين.

قال الدكتور مايكل غروسو، كبير الأطباء في مستشفى هنتنغتون في نورثويل هيلث في نيويورك: "تعلَّمنا بناء هياكل هرمية بأفراد ذوي خبرة في قمة الهرم ونستعين بأفراد ذوي خلفياتٍ متعددة، وعادةً ما يعملون في تخصُّصٍ غير تخصُّصهم لرفع مستوى الرعاية استجابةً للأزمة. وبفعل هذا، طوَّرنا القدرة الاستيعابية لتصبح مرنةً بصورةٍ لم نشهدها من قبل".

9- تجديد غير مسبوق

ساعدت التغييرات القومية في السياسات المستشفيات للتعامل بصورة أفضل مع هؤلاء المرضى. لكن، في ظل هذا التهديد الذي يلوح في أفق الصحة العامة، والحاجة الملحة لتبني وابتكار علاج سريع، راجعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية 19 خياراً علاجياً، وأجازت أكثر من 40 اختباراً

قال غروسو: "كل أنواع الابتكار التي نراها الآن ستستمر في الأغلب إلى أجلٍ غير مسمى. فكرة أن الحاجة أم الاختراع فكرة سليمة".

تحميل المزيد