في 6 نقاط.. لماذا يقلق العالم بالفعل من اندلاع موجة كورونا ثانية؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/24 الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/26 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
الحياة في أول يوم بعد إنهاء الإغلاق الذي استمر أسابيع في مدينة ووهان الصينية / رويترز

بينما تفكر السلطات في جميع أنحاء العالم في الوقت المناسب لرفع القيود على الحركة التي تهدف إلى الحد من تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب بعرقلة الاقتصاد، يمكن التعبير عن الخوف الكامن في أذهان الجميع بكلمتين: الموجة الثانية. إذ هناك قلق من أنه بمجرد تحطيم القيود، سيعود الوباء إلى الانتشار بقوة؛ مما يتسبب في تكرار ارتفاع معدل الإصابة والضغط على الأنظمة الصحية وضرورة فرض حالة إغلاق، كما تقول وكالة Bloomberg الأمريكية.

1- ما هي الموجة الثانية؟

تحدث الجوائح بسبب عوامل أو كائنات مُمْرضة جديدة لا تتمتع الغالبية العظمى من البشر بمناعة ضدها. وهذا ما يسمح لها بالتفشي عالمياً. وصحيح أنَّ الجوائح غير شائعة، لكن الإنفلونزا هي أحد الأسباب الأكثر شيوعاً. ما يحدث غالباً هو أنَّ نوعاً جديداً من فيروس الإنفلونزا ينتشر في جميع أنحاء العالم ثم يتراجع، في ما يشبه تسونامي. وبعد بضعة أشهر، يعود وينتشر في أنحاء العالم، أو أجزاء كبيرة منه.

2- ما الذي جعل الموجة الأولى تنحسر؟

يمكن أن تنتشر جوائح الإنفلونزا مؤقتاً بسبب الطقس، بالانتقال إلى نصف الكرة الجنوبي عندما يصبح المناخ حاراً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية خلال الصيف، والعكس صحيح. وقد يكون الفيروس أصاب جزءاً كبيراً من الناس في معظم المناطق؛ مما يُكسِبهم مناعة ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى. وربما يخلقون ما يُسمَى بمناعة القطيع؛ مما يحمي أولئك الذين لم يصابوا بالعدوى عن طريق كبح حركة الفيروس. وفي حالة فيروس كورونا المستجد المُسبِّب لمرض "كوفيد-19″، لجأت دول العالم لفرض قيود على الحركة على نطاق غير مسبوق، وتبنى الناس طوعاً تدابير المباعدة الاجتماعية التي تُبقي الأشخاص بعيداً بما يكفي بحيث لا يمكن للفيروس الانتشار بسهولة.

3- كيف يعاود الفيروس الانتشار؟

هناك عدد من الاحتمالات لكيفية عودة الفيروس. في حالة الإنفلونزا، قد يحدث مع بداية الطقس البارد، وهو عامل قد يؤثر في فيروس كورونا المستجد أيضاً. أو يمكن أن يتحور العامل المُمْرض. وهذه سمة أخرى للإنفلونزا، التي تتحور بطريقة شبه دائمة. وفي خريف عام 1918، اندلعت موجة ثانية تاريخية من تفشي الإنفلونزا أوقعت النسبة الأكبر من معدلات الوفيات الناجمة عن هذه الجائحة. ويعتقد بعض الباحثين أنَّ ذلك يرجع إلى حدوث طفرة في الفيروس جعلت من الصعب على معظم أجهزة المناعة لدى الأشخاص التعرف عليه. ويتمثل متغير مهم آخر في انتقال الفيروس إلى السكان الذين لم يتعرضوا له من قبل وبالتالي ليست لديهم مناعة ضده.

4- لماذا لم تنتشر موجة ثانية من سارس؟

لم يصل تفشي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" في آسيا في الفترة 2002-2003 إلى نطاق الجائحة قط. وعلى الرغم من أنَّ هذه المتلازمة ناجمة عن أحد فيروسات كورونا، لم يكن معدياً بنفس قدر الفيروس المُسبّب لمرض "كوفيد-19". واقتصر انتشاره بالأساس على المستشفيات والأماكن الأخرى التي يكون الناس فيها على اتصال وثيق بسوائل الجسم للمرضى المصابين. ويعد الإيبولا أيضاً مُمْرِضاً آخر جديداً نسبياً على البشر. وشهدت إفريقيا حالات تفش دورية، لكن على الرغم من أنَّ الفيروس شديد العدوى في بعض الأماكن، لم يكن معدياً بما يكفي للانتشار في جميع أنحاء العالم على غرار فيروس كورونا المستجد.

5- ما هي احتمالات حدوث موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد؟ 

صدرت تلميحات من الصين بأنَّ هناك خطر اندلاع موجة كورونا ثانية. وبسبب ظهور حالات إصابة جديدة، أعيد فرض قيود في بعض المناطق في البلاد التي سبق وأُغلِقَت بسبب الفيروس ثم أعيد فتحها في مارس/آذار. ولا يزال معظم بقية دول العالم تكافح من أجل السيطرة على موجة الفيروس الحالية. ومعظم المناطق التي نجحت في احتواء الفيروس فعلت ذلك من خلال فرض قيود على الحركة؛ مما يبطئ انتشار الفيروس لكنه يترك الكثير من الناس عرضة للعدوى بمجرد أن يبدأوا في الخروج مرة أخرى؛ مما يزيد بالتالي من احتمال حدوث موجات تفش ثانية.

6- ما الذي يمكن أن يمنعها؟

أوصت منظمة الصحة العالمية برفع قيود الحركة وفق مراحل لاختبار تأثير كل منها قبل الانتقال إلى مزيد من الانفتاح. وعلى أية حال، يقول الخبراء إنَّ مفتاح إبقاء معدلات العدوى منخفضة من دون حبس الجميع هو بتوسيع نطاق فحوصات الكشف عن المرض وتتبع اتصالات المرضى بآخرين. وتحتاج السلطات الصحية إلى العثور على المصابين، وعزلهم، وتحديد الأشخاص الذين اتصلوا بهم مؤخراً، بحيث يمكن اختبارهم وعزلهم إذا لزم الأمر. وفي نهاية المطاف، من المحتمل أن يتعرض عدد كافٍ من الأشخاص لفيروس كورونا المستجد بحيث يطورون مناعة القطيع وسيتوقف الفيروس عن الانتشار، أو أن يُطرَح لقاح مُصرَّح به ضده.

تحميل المزيد