بعدما أُودِع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المستشفى بسبب استمرار أعراض فيروس كورونا، فلا بد أنَّ اتجاهات التفكير في ويستمنستر قد تحولت حتماً لتنصبَّ على تسلسل القيادة.
وفي حين تُصِرُّ رئاسة الحكومة على أنَّ الأعراض الخفيفة التي يعاني منها رئيس الوزراء لا تؤثر في قدرته على متابعة واجباته، تجول الآن مخاوف من أنَّه قد يضطر للابتعاد مؤقتاً.
وإذا ما تدهورت حالة جونسون، ستؤول مهمة الإشراف على تعامل البلاد مع الجائحة أولاً إلى وزير الخارجية وسكرتير الدولة الأول، دومينيك راب، بحسب تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.
اللجوء إلى خطة الناجي المعين؟
لكن في حال مرض راب –الذي خرج اختبار إصابته بفيروس كورونا سلبياً مرتين خلال الأسابيع الأخيرة- هو أيضاً، فإنَّ رئيس الوزراء يرفض حتى الآن الكشف عن تسلسل خلفائه الوارد ضمن ما يُسمَّى بخطة "الناجي المُعيَّن".
وأفسح هذا الغموض المجال لظهور التنافس في ما بين وزراء الحكومة، ووردت تقارير في عطلة نهاية الأسبوع تشير إلى أنَّ مايكل غوف، وزير دوقية لانكستر، قد دخل "حرب نفوذ" مع وزير الصحة مات هانكوك.
وفي حين أنَّ وزير الصحة قد عاد الآن للعمل بعد خضوعه للحجر المنزلي، ربما كان غوف يتوقع أن يُصعَّد تلقائياً إلى المرتبة الثالثة في تسلسل الخلافة.
لكنَّ مصدراً حكومياً مطلعاً صرَّح لصحيفة The Telegraph البريطانية بأنَّ كلاً من وزير الخزانة ريشي سوناك ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، اللذين يتوليان الحقيبتين الوزاريتين الأخريين ضمن ما تُعرَف بـ "الحقائب الوزارية الكبرى في المملكة المتحدة"، يفوقان المستشار غوف مرتبةً.
وأضاف المصدر أنَّه في حال اضطر جونسون لتفويض سلطته عبر تسلسل القيادة، فعلى الأرجح سيتمسك بالعرف ويختار وفقاً لموقع كل وزير حول طاولة الحكومة، وهو الموقع الذي يحمل بدوره دلالة عن أهمية كل وزير.
وفي ظل هذا السيناريو، سيحلّ غوف خامساً في ترتيب تسلسل القيادة، يليه كلٌ من وزير العدل روبرت باكلاند، ووزير الدفاع بن والاس.
مع ذلك، قلَّل وزيرٌ سابق من أهمية تدنّي مكانة غوف، مضيفاً أنَّه يتوقع أن يُوضَع "في المنتصف" بين الوزيرين راب وسوناك.
جونسون لديه صلاحية التفويض
وأشار كذلك إلى أنَّ ولاء جونسون لوزير الخزانة ووزيرة داخليته قد يتعرَّض للاختبار، لافتاً إلى أنَّ جونسون لديه القدرة على منح أي وزير بالحكومة سلطة توجيه الوزارات الحكومية الأخرى في غيابه.
وأضاف: "لا يوجد تسلسل قيادة ثابت. الأمر يعتمد على ما يريده بوريس".
وإذا ما التزم جونسون بالتقاليد، سيكون التالي في تسلسل القيادة هو الوزير هانكوك، يليه وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية ألوك شارما، ثُمَّ وزيرة التجارة الدولية ليز تراس، ثُمَّ وزيرة الدولة لشؤون العمل والمعاشات تريز كوفي.
ومع أنَّ البارونة إيفانز، رئيسة مجلس اللوردات، تحل في المرتبة الـ19 من حيث المكانة، يُرجَّح أن تهبط بها الحكومة إلى ذيل التسلسل بسبب كونها عضوة في "المجلس الآخر".
وستواصل سلسلة الخلافة الهبوط وصولاً إلى آن ماري تريفيليان، وزيرة التنمية الدولية.
وفي حين يحضر رئيس مجلس العموم جاكوب ريس موغ جلسات الحكومة، فمن المستبعد استدعاؤه في تسلسل القيادة؛ لأنًّ دوره لا يترتب عليه نفس المستوى من المسؤولية.
وطمأن جونسون العامة بأنَّه سيواصل قيادة الحكومة أثناء وجوده بالعزل الذاتي في المنزل.
وقال في رسالة مصورة نُشِرَت على تويتر بعد فترة قصيرة من تشخيصه بمرض فيروس كورونا: "لا يساورنّكم أي شك في أنَّني أستطيع الاستمرار، بفضل سحر التكنولوجيا الحديثة، في التواصل مع كامل فريقي القيادي من أجل قيادة المعركة الوطنية للتصدي لفيروس كورونا".